&
وسائل الاعلام الخليجية تزيل بيانا يمنيا من نشراتها الاخبارية
&
لندن ـ نصر المجالي: لوحظ الاثنين في بادرة اعلامية غير مسبوقة ان وسائل الاعلام في دول مجلس التعاون الخليجي ازالت من على نشراتها الاخبارية التي بثتها وكالات انبائها منذ الصباح بيانا يمنيا يتعلق بالموقف من عضوية اليمن في مجلس التعاون الخليجي.
وقالت مصادر معنية "يبدو ان مجلس التعاون الخليجي بحس سياسي رفيع كشفت مخطط صنعاء في التعاون مع الغير فكان قرار التحفظ على عضويتها".
ومنذ صباح يوم الأحد بثت بعض وكالات الانباء الخليجية ما كتبته صحيفة "الثورة" اليمنية ضد قرار قادة دول الخليج في منح اليمن العضوية الكاملة في مجلس التعاون.
ولكن الخبر أزيل من بثه بعد ساعات من على نشرة الوكالات الخليجية، ومن المعتقد ان السبب هو النقد الجارح الذي وجهته الصحيفة في افتتاحيتها واعتبرته صنعاء معبرا عن موقفها الرسمي.
وكانت الصحيفة اليمنية التي تصدر باسم الحزب الحاكم "مؤتمر الشعب العام" الذي يترأسه المشير (فخامة الرئيس) علي عبد الله صالح اتهمت قادة الخليج الذين ينهون اعمال قمتهم في مسقط اليوم بـ "الغرور" و "المكابرة" حين رفضوا العضوية الكاملة لليمن في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول هي المملكة العربية السعودية ودولة الامارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين وقطر.
واستنكرت الصحيفة موقف قمة مسقط ازاء اليمن التي قالت انه "امتدادا& استرتيجيالدول الخليجية الست، ولن يكتمل حال رخاء واستقرار الا بضم اليمن التي هي جزء اساس في منظومة دول الجزيرة العربية".
وقالت الصحيفة اليمنية "اذا كانت الدول الخليجية تطمح الى أي امن او أي استقرار فهذا لن يكون الا بعضوية كاملة لليمن في هذا المجلس الذي يعاني منذ قيامه مشاكل شتى".
ويبدو ان الحملة "الكلامية" هي وراء رفع التعليق من وسائل الاعلام الخليجية المحكومة لقرارات رسمية من وزراء الاعلام الموجودين اساسا في مسقط لبحث صيغة عمل اعلامي مشترك ضد الهجمة العالمية على الدول الخليجية العربية.
وألغت اليمن زيارة كان من المتوقع ان يقوم بها وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الى مسقط اليوم اعتقادا منها ان قرارا سيصدر بقبولها عضوا كاملا في مجلس التعاون.
ولكن ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز تلقى البارحة مكالمة هاتفية من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استمرت وقتا طويلا في الكلام، وقالت مصادر قريبة من الطرفين لـ "ايلاف" ان المسؤول السعودي الكبير حاول جاهدا في المحادثة الهاتفية مع الرئيس اليمني ان "يصبر قليلا وان يضبط اعصابه وان يلجم اعلامه عن الكلام غير المبرر، ولكن صحيفة النظام اليمني الحاكم خرجت بالافتتاحية اليوم، وهي تدين وتتهم قادة دول الخليج العربية بألفاظ لم تتعودها اخلاق العلاقات بين الجانبين".
وتعتقد دول الخليج المنضوية تحت لواء مجلس التعاون الخليجي منذ العام 1980 ان لليمن دورا مهما في الترتيبة الخليجية المستقبلية "ولكن الظروف غير مواتية الآن للقرار النهائي".
وهذه الدول تعتقد ان مشاكل تفصيلية يجب ان تحسم على صعيدها قبل انضمام "الشقيقة اليمن للمسيرة الكاملة المتكاملة، حيث قرارات كثيرة لم تنفذ بعد على صعيد الدول الست، فماذا اذا جاءت دولة سابعة بكل مشاكلها السياسية محليا واقتصاديا وعالميا؟".
واجمع وزراء خارجية من دول مجلس التعاون الخليجي ونهم الامير سعود الفيصل عميد الدبلوماسية السعودية وراشد عبد الله النعيمي عميد دبلوماسية الامارات والشيخ محمد بن خليفة عميد دبلوماسية البن ان "للشقيقة اليمن دورا كبيرا، وسيأتي في المرحلة المقبلة".
وقرر قادة دول الخليج في قمتهم الثانية والعشرين منذ تأسيس المجلس وهي الاولى في القرن الحادي والعشرين قبول اليمن "الشقيقة" تدريجيا في عضوية المجلس حتى الانخراط الكامل في المسيرة المستقبلية.
ولكن صنعاء التي تعاني من مواجهات مع المتشددين الاسلاميين ومن ضائقات اقتصادية ومجابهات مع زعامات القبائل لديها تستعجل الأمر لتحل مشاكلها الداخلية على ما يبدو في اطار خليجي، وهو أمر كما قال عارفون في خفايا القرار الخليجي مرفوض الى حد اللحظة الراهنة.
وشنت القوات المسلحة اليمنية بدعم اميركي في الاسبوعين الاخيرين حملة عسكرية سقط من جرائها العشرات من القتلى ضد ما تقول انهم من مساندي شبكة (القاعدة) الارهابية بزعامة اسامة بن لادن.
وحسب مراقبين فانه لا توجد هنالك مبررات لتصديق الرواية اليمنية حول الحملة العسكرية الأخيرة التي طالت في ابعادها حدود بلدين جارين هما المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
الحملة العسكرية اليمنية الأخيرة قصمت ظهر البعير كما يقول المثل الشعبي العربي، حيث انها حين نفذتها لم تستشر من دول الجوار احدا، واعتمدت في جميع ذلك على دعم استراتيجي ولوجستي من الحشد الاميركي في بحر العرب.
واخيرا، فانه كما عبر محلل غربي امام "ايلاف" بالقول "صحيح ان دول الخليج العربية ضعيفة امام تطورات هائلة وخصوصا عسكرية من حولها، ولكنها ليست غبية في تقدير ما يجري، وهي تتخذ قرارتها استنادا الى ذلك الحس الرفيع في البقاء وعدم جرجرتها الى معارك ليست لها كما تحاول صنعاء ان تقوم به نيابة عن آخرين؟".

&&