&
لندن ـ نصر المجالي: قال المسؤول الفلسطيني السابق للصندوق القومي الفلسطيني جويد الغصين ان السلطة الفلسطينية اختطفته من مشفاه في القاهرة حيث كان يتعالج واعادته الى غزة للاعتقال من دون مبررات قانونية.
وفي اتصال عبر الهاتف مع الغصين حيث تضعه السلطات الفلسطينية رهن الاعتقال بعدما اختطفته من رحلة العلاج قال جويد الغصين لـ "ايلاف" "نعم انا معتقل على الرغم من انفي وانا كنت ذاهبا الى العلاج في الخارج لكنني اعدت الى غزة حيث لا علاجا حقيقيا لما اعانيه من اوجاع تتطلب العلاج في الخارج حسب نصيحة الاطباء المصريين والفلسطينيين سواء بسواء".
وكان عدد من رجال الاستخبارات الفلسطينية السرية بدعم من الامن المصري خطفوا جويد الغصين من المستشفى ونقلوه الى غزة عبر معبر رفح في سيارة دبلوماسية عليها نمرة سيارة السفير معحمد صبيح سفير ما يسمى (دولة فلسطين) في القاهرة.
وقال الغصين الذي وضعته السلطة الفلسطينية قيد الاعتقال على الفور في بيت خالته في غزة تحت الاقامة الجبرية "السياسة الآن شيء وصحتي التي لا تعتبرها السلطة الفلسطينية شيء آخر".
وحين سالته "ايلاف" عما اذا كان هو متورط بالفعل في ذلك القرض الذي تطالبه السلطة الفلسطينية بسداده مع فوائده، قال جويد الغصين "نعم استدنت ولم اسدد وفشل المشروع وهذه ليست مسؤوليتي وحدي، ورغم ذلك اعطيت ضمانات مالية وقانونية تكفي لسداد القرض اياه واكثر من ذلك ولا اعرف اين ذهبت تلك الضمانات".
وكان الغصين اعطى ضمانا لمسؤولين من منظمة التحرير الفلسطينية بقطع اراض تبلغ 46 قطعة في العاصمة الاردنية لتسديد ما يحتمل انه يتحمله لسداد القرض المطلوب منه تسديده.
ولا احد يعرف حتى اللحظة مصير العائد المالي لمبيع تلك الاراضي التي تسلمها مسؤولون فلسطينيون في اوقات سابقة ولكن السلطة الفلسطينية لم تحقق مع المسؤؤلين عن مصير تلك الاراضي. وهي في العرف الاقتصادي وفي سعر السوق الاردنية تزيد عن ستة ملايين دولار المطالب بدفعها جويد الغصين.
وعلمت "ايلاف" ان مسؤولين فلسطينيين معنيين في قضية الغصين استباحوا تلك القطع من الاراضي لمصالح شخصية او انهم سجلوها في اسماء ورثة لهم، كما اوحت بذلك مصادر فلسطينية.
وقال جويد الغصين الى "ايلاف" : "نعم اختطفوني، وجاء الامن الفلسطيني في شكل لا احد لايعرف له مثيلا في التعامل الانساني الى المستشفى واخذوني عنوة الى غزة على الرغم من اوضاعي الصحية".
وقال الغصين الذي ادار اهم مؤسسة اقتصادية فلسطينية قبل حرب الخليج التي فجرها صدام حسين حين غزا الكويت وطرد منها بعد اشهر في هزيمة عسكرية قاتلة "انا لم اختلس اية اموال والسيد الرئيس ياسر عرفات يعرف ذلك جدا والكلام عن اختلاس مردود ويستطيع اليد عرفات نفيه بنفسه اما الملأ الأعظم، فجويد الغصين ليس هو الرجل الذي يختلس اموال شعبه الفلسطيني".
يذكر ان جويد الغصين كان عضوا في حزب البعث العربي الاشتراكي في الخمسينيات والستينيات، وهو مناصر كبير لحركات التقدم والقومية العربية قبيل تعيينه في موقعه الرسمي كرئيس للصندوق القومي الفلسطيني.
ومع فشل جميع المشروعات القومية المناهضة للقوى الاستعمارية ومع غزو النظام العراقي لدولة الكويت فشلت مشاريع كثيرة في حال سياسي او استثماري.
وفي اللحظة التي ناهض فيها جويد الغصين رئيس المنظمة ياسر عرفات في شأن التحالف مع النظام العراقي بدأت الاتهامات توجه الى الغصين على هذه الخلفية، واعتبر كانه الوحيد الذي فشل في تنفيذ مشروعات طموحة لصالح العمل الفلسطيني.
وفي الحديث عبر الهاتف مع الغصين حيث هو الان قيد الاعتقال لدى سلطة عرفات فانه عبر عن مشاعره القومية في بناء دولة فلسطينية تحكمها الديموقراطية وليس "فئات المافيا".
وعبر المسؤول الفلسطيني ورجل الاعمال السابق عن كبير التقدير والعرفان لرئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على تفهمه الواسع لما حصل منذ بداية صيف العام الماضي،
وقال الغصين لـ "ايلاف" "ان الرئيس الشيخ زايد لم يحط علما في كل التفاصيل عما جرى، وهو حين علم انزعج واصدر قراره السامي باعدة جواز سفري، وشكرا وتقديرا له".
وفي الحديث الهاتفي مع الغصين من لندن الى مقر احتجازه في غزة قال "لا قرار قانونيا صدر بحقي سواء من محكمة النقض في الامارات، واعتقلوني مخفورا الى غزة لأشهر معدودات من دون محاكمة، وافرجوا عني للعلاج ثم اختطفوني واعادوني الى هنا، هذا كله لماذا لا ادري؟".
وقال "انتم في "ايلاف" تستطيعوا توجيه السؤال الى الرئيس ياسر عرفات ليجيب عما هو فاعل مع رفيق السلاح القديم؟.
وحين سئل الغصين عن اهدافه المستقبلية في هذه القضية قال "اقول لك الصدق انني اريد العلاج وليس وحده، واذا كان لأحد من الناس مقاصد اخرى فليفعل، وان بريء من اية اتهامالت ، واذا كنت متهما فلماذا لا تعرض التهم امام محاكمة مفتوحة امام جماهير شعبنا الفلسطيني".
وقال ان "معركتي الحقيقية الآن هي مع العلاج، وقال لي الاطباء انها ستكون هينة اذا ما اتيح لي السفر للعلاج في الخارج".
وحول تصرفات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات معه كصديق قديم له في المرحلة الراهنة قال الغصين"هو رئيس بلادنا كما يفترض الآن في عالم ديمقراطي، ولكنه لا يستمع الى الحق او القانون وهذه من خطايا الكبار في الدول".
وفي ختام الحديث، قال الغصين المريض المعتقل المخطوف من على سرير الاستشفاء الى "ايلاف" : (لا يضيع حق وراءه مطالب وانا رهن الاسرة الفلسطينية والشعب الفلسطيني امام اية محكمة اذا ثبتت ادانتي في أي شيء").&&
&
&
&
التعليقات