اعتمد الدكتور أيمن الظواهري المنهج الانقلابي في السنوات الأولي لالتحاقه بـ الحركة الإسلامية الجهادية حسبما كان يحلو له أن يطلق عليها واعتمد لمنهجه وسيلة وحيدة في التغيير هي قلب نظام الحكم بطريقة الانقلاب العسكري. وفي مرحلة تالية لجأ الظواهري إلي أسلوب الصدمات وشن عمليات مسلحة ضد رموز النظام المصري رغم أنه كان عارض ذلك الأسلوب في مرحلة سابقة. فهو اعترض علي عبود الزمر عقب اغتيال السادات وطلب منه عدم تطوير عملية الاغتيال والاكتفاء بها. وفي أواخر الثمانينات، عقب سفره إلي أفغانستان وبداية المصادمات بين تنظيم الجماعة الإسلامية في مصر ودوائر الحكومة المصرية، اعترض الظواهري علي محاولات الجماعات الإسلامية ترتيب تظاهرات شعبية للتنديد بسياسات الحكومة المصرية والصعوبات الاقتصادية التي كانت تفرض قيوداً علي مختلف مستويات الشعب المصري وقطاعاته. وفسر الظواهري رأيه بأن استفزاز الأمن يدفع الأجهزة الأمنية إلي المزيد من المتابعات الأمنية لكل من ينتمي إلي الحركة الإسلامية عموماً وبالتالي الي مداهمات مستمرة تسفر عن كشف آخرين يخططون تخطيطاً بعيد النظر وضبط ما لديهم من أسلحة أو ذخائر يخفونها ليوم ما.
لكن الظواهري، وتحت وطأة ضغوط مورست عليه من بعض أتباعه من الشباب الذين استبدت بهم الرغبة في تنفيذ ما حصلوا عليه من تقنيات قتالية رفيعة المستوي في أفغانستان ورغبتهم في أن يكون لهم دور في العمل الجهادي حسبما يرون داخل مصر وعدم ترك الجماعة الإسلامية وحدها تقوم بهذا الواجب، ما لبث ان رضخ لضغوط أنصاره وبدأ خلافاً لانطلاقاته الفكرية والمركبة يأمر أتباعه بتنفيذ بعض العمليات العسكرية ضد بعض رموز السلطة في مصر.
كانت محاولة اغتيال اللواء حسن الألفي وزير الداخلية الأسبق عام 1993 باكورة عمليات تنظيم الجهاد بقيادة الظواهري داخل مصر في عقد التسعينات، وتوالت بعدها عمليات شتي منها محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق. ثم اغتيال سيد يحيي الشاهد الرئيسي في قضية صدقي، عقاباً له علي ابلاغه أجهزة الأمن عن سيد صلاح الذي قاد محاولة اغتيال صدقي.
تعرض الظواهري لضغوط عنيفة من كثيرين من أتباعه بعدما فرغوا من المشاركة في الجهاد ضد الروس لنقل عملياتهم المسلحة ضد النظام في مصر وقيل له وقتها: أنت تملك الإمكانات التي لا تتوافر لتنظيم الجماعة الإسلامية ، ورأي هؤلاء أن الظواهري يملك إمكانات مادية وتقنية لا تملكها الجماعة . وليس سراً أن علاقته المميزة بأسامة بن لادن وفّرت له سيولة مالية مكنته من القيام بعمليات مسلحة ضد النظام في مصر، رغم أن الجماعة الإسلامية قامت بإمكاناتها المتواضعة بعمليات متتالية ضد الحكومة المصرية ورموزها ومؤسساتها الاقتصادية كالاعتداءات علي البنوك وعلي مواردها الاقتصادية مثل تخريب صناعة السياحة. ومؤكد أن كل هذه الاعتراضات علي سياسة الظواهري دفعته إلي اتخاذ قرار لا يتوافق مع قناعاته باللجوء إلي الصدامات الموقتة مع النظام المصري فكان هذا بمثابة تحول مهم في أسلوبه ربما تكرس بسبب بعده عن مصر وصعوبة تجنيده عناصر عسكرية يمكن أن تنفذ فكرته في التغلغل داخل المؤسسة العسكرية التي كانت يقظة في إبعاد كل من يشتبه بأن له علاقة بعناصر الجماعات الإسلامية عن تشكيلاتها وأسلحتها المختلفة.
ورغم أن قضية الصراع العربي - الإسرائيلي هي القضية المحورية للأمة العربية والإسلامية، الا أن تركيز الظواهري عليها كان تركيزا هامشياً من جهة التخطيط والتنظيم والدعم المادي والبشري. لكن الإنصاف يقتضي القول انه كان يتواصل مع هذه القضية علي مستوي المؤازرة المعنوية والدعم العقائدي والنصرة الواجبة إعلامياً. وقد برزت في السطور القليلة التي نشرها ناعياً الدكتور فتحي الشقاقي مساحة اتصاله بقضية تحرير فلسطين، اذ قال تنعي جماعة الجهاد في مصر الأخ المجاهد فتحي الشقاقي الذي نحسبه شهيداً ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يتقبل منه صالح أعماله ويتخذه شهيداً وأن يثبت إخوانه من بعده علي طريق الجهاد، ونؤكد لإخوانه ولجميع المجاهدين أن طريق الجهاد هو طريق الشهادة وأن فتحي الشقاقي يستحق هذا الشرف بإذن الله فقد عرفناه مجاهداً صادقاً - لا نزكيه علي الله - في التصدي لليهود ورفض معاهدات الذل والاستسلام، نسأل الله أن يعوضنا ويعوض إخوانه والأمة الإسلامية عنه خيراً وأن يرزقنا الثبات علي طريق الجهاد .
كان الظواهري يري أن الطريق إلي القدس يمر بالقاهرة وهو ما كان يبرر به تساؤلات عديدة عن إحجام تنظيمه عن توجيه عملياته ضد اليهود تضافراً مع العمليات الاستشهادية التي تنفذها عناصر حركتي الجهاد و حماس في فلسطين. وهو ظل لفترات طويلة يردد أن الشكل الوحيد المقبول للجهاد هو الكفاح المسلح، وأن المسلم الصادق ينبغي عليه أن يواجه أولاً الكفر الداخلي (العدو القريب) وبعدئذ يواجه الكفر الخارجي (العدو البعيد).
وأكد الظواهري فكرته في جهاد العدو القريب قبل العدو البعيد في مقال كتبه في نشرة المجاهدون التي صدرت في نيسان (ابريل) 1995، عنوانه الطريق إلي القدس يمر بالقاهرة ، قال فيه بوضوح: لن تحسم ولن تفتح القدس إلا إذا حسمت المعركة في مصر والجزائر، وإلا إذا فتحت القاهرة . كانت الفكرة الأساسية المطروحة التي تلح علي الظواهري اعتبار أن العدو الأساسي هو النظام السياسي باعتباره لا يحكم بما أنزل الله.
وتناول الظواهري بالنقد دعاوي ارتفعت في القاهرة نادت بضرورة وقف العمليات المسلحة ضد النظام في مصر استعداداً لمواجهة حتمية مع إسرائيل حينما وجه الشيخ خالد إبراهيم زعيم تنظيم الجماعة الإسلامية في محافظة أسوان أثناء جلسات محاكمته أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ خلال نيسان 1996، نداء إلي أعضاء الجماعات الإسلامية بوقف العمليات المسلحة لمدة عام وتواصل بعض الشخصيات مع نداء خالد ودعم نداءه إعلامياً وسياسياً.
وقال خالد إبراهيم في كلمته التي نشرتها صحيفة الحياة اللندنية في اليوم التالي: أوجه من هذه القاعدة المقدسة في ساحة القضاء كلماتي إلي أهل شعب مصر وإلي الصفوة والنخبة من هذا الشعب الكريم لكي يقفوا وقفة رجل واحد في وجه هذه الفتنة السوداء. معاشر الرجال الكرام قفوا معاً في وجه هذه الفتنة، حولوا هذه الدماء التي هي وقود المعركة بين أبناء شعب واحد شارك في بناء هذا المجد العظيم الذي بني في عهد طويل كانت فيه مصركم الغالية درة الشرق ورائدة المنطقة، حوّلوا هذه الدماء مداداً يكتب حضارتكم ومجدكم في الحقبة القادمة، حوّلوا هذه الأشلاء لبناتٍ تبني مجدكم وحصنكم الذي يحفظكم من أعدائكم وهم كثر وعلي رأسهم إسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية التي تحلم ببناء هيكل سليمان وتقيم إمبراطورية اليهود الكبري من النيل إلي الفرات، وهناك أميركا التي تريد أن ترسم نظاماً عالمياً جديداً تدور كل دول العالم فيه .
وكنت عقّبت علي نداء خالد إبراهيم وقلت في تصريحات صحافية وقتها بأن الأخطار تحدق بأمتنا الإسلامية من كل جانب وتكاد تطبق عليها مخالب الثالوث المتآمر الصهيونية والصليبية والشيوعية والأمة في أحلك فتراتها سواداً وغربة، وإيقاع التآمر يخطو سريعاً، وإسرائيل تحلم بدولتها الكبري وهي في سبيل ذلك تحاصر المجاهدين في الأراضي المحتلة وتطارد جنود حماس والجهاد في غزة وأريحا والضفة وتسعي إلي تصفية حزب الله في لبنان وتعقد اتفاقاً استراتيجياً مع تركيا لمحاصرة إيران، كما أن الجولان لا يزال في الأسر . وشددت علي أن هذا هو واقعنا الذي أتاح لإسرائيل أن تعربد في بلاد الله والمستهدف من كل ذلك هو المارد الإسلامي لذا رأيت أن أوجه رسالتي إلي قيادات العمل الإسلامي في المهجر بضرورة إصدار قرار بوقف كل العمليات المسلحة. لكن الظواهري وصف نداء خالد إبراهيم ومؤازرتي بأنه ضجة صحفية مفتعلة .
وأوضح الظواهري في بيانه الذي حمل الرقم 3 لسنة 1996 في 20/5/1996 رفض جماعة الجهاد لأي تراجع عن جهاد النظام المصري، واعتبر أن أهم الأخطاء التي وقعت فيها الحركات الإسلامية خطأ التفريق بين العدو الخارجي والعدو الداخلي ، وضرب أمثلة لوجهة نظره كالتفريق بين الإنكليز والملك فاروق، وبين الأميركان وجمال عبدالناصر في بداية عهده، وبين الروس وجمال عبدالناصر في نهاية عهده، أو التفريق بين اليهود وأنور السادات. وأكد الظواهري في بيانه المشار إليه أن قتال العدو القريب أولي لأنه العدو الأقرب والله سبحانه وتعالي يقول في كتابه (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) وأنهي بيانه بالقول: وختاماً اتق الله يا منتصر ولا تعط النظام فرصة لكسب الوقت، ولا تثبط شباب الإسلام في مصر خاصة وقد بدأوا في فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل كما حدث في عملية فندق أوروبا المباركة للجماعة الإسلامية وفي قضية خان الخليلي والتي لم يقدر لها المولي أن تتم ضد السياح الإسرائيليين .
لكن الظواهري فاجأ العالم كله في شباط (فبراير) سنة 1998 بانضمامه إلي الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين تحت زعامة أسامة بن لادن، وهذه حددت أهدافها في صورة فتوي شرعية توجب علي المسلمين قتل الأميركان مدنيين وعسكريين ونهب أموالهم، واعتبرت ذلك الأمر فرضاً علي من استطاع من المسلمين في كل أنحاء العالم. كانت هذه الوثيقة كاشفة وليست منشئة لتحولات الظواهري الفكرية والحركية معاً بنقل المعركة من المواجهة ضد العدو القريب إلي المواجهة ضد العدو البعيد ممثلاً بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وكانت إشارات متتالية صدرت من خلال بيانات أو مقالات للظواهري خلال عام 1997 أفادت الباحثين والمراقبين عن وجود تحولات فكرية في منهج أيمن وجماعة الجهاد وعن توسعه في طرق قضية فلسطين والصراع العربي - الإسرائيلي وتناوله لها بعمق عقائدي وديني. ففي تشرين الأول (أكتوبر) 1997 كتب الظواهري في نشرة جماعة الجهاد مقالاً بعنوان بيان أميركا وقضية جهاد اليهود في القاهرة تعرّض فيه إلي بيان وزارة الخارجية الأميركية السنوي للعام 97 والخاص بالأنشطة الإسلامية وعدد من قياداتها، والذي واكب في الوقت نفسه صدور حكم المحكمة العسكرية في قضية خان الخليلي التي كان المتهمون فيها من عناصر الجهاد يستهدفون تفجير فوج سياحي اسرائيلي. كان هذا المقال أولي الإشارات الي بداية التحول في لغة خطاب الظواهري وجماعة الجهاد ضد أميركا، ثم كتب مقالاً تالياً عن أميركا ووهم القوة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 تحدث فيه عن إمكان إنزال ضربات بالأميركيين رغم قوتهم . واتضح التحول الفكري في منهج الظواهري في مقاله الذي حمل عنوان يا أمة الإسلام صفاً واحداً في سبيل الله لجهاد أميركا ، وتضمن تحريضاً واضحاً علي استهداف المصالح الأمبركية.
ہ أسباب التحولات الفكرية والحركية في منهج الظواهري:
1- الإخفاقات العسكرية في كل العمليات التي قام بها أفراد من تنظيمه باستهداف رموز في الحكومة المصرية مثل فشل عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي، التي نفذها نزيه نصحي راشد وضياء الدين بطريقة انتحارية اذ انهما قتلا في الحادث بينما نجا الألفي. وكذلك فشل محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق التي قادها السيد صلاح وشارك فيها عدد من العناصر التي قدمت من اليمن لتنفيذها فنجم عنها مقتل الطفلة شيماء متأثرة بجروحها نتيجة شظايا تناثرت من السيارة التي فجرت قرب منزل صدقي وكانت قريبة من مدرسة المقريزي للبنات. وتركات وفاة شيماء رد فعل شعبياً غاضباً ضد جماعة الجهاد تماماً مثلما حدث عقب عملية اغتيال المواطن سيد يحيي صاحب معرض السيارات في القليوبية الذي كان شاهد الإثبات الأول ضد المتهمين في قضية محاولة اغتيال صدقي، فلم تحقق تلك العملية الردع الذي أراده تنظيم الجهاد وإنما صبت نتائجها في خانة الشعور الشعبي الساخط.
2- الخلل الإداري العميق في الجماعة، الذي أسفر عن ضبط أعداد كبيرة من أعضاء التنظيم داخل مصر، وما سببته هذه العمليات الفاشلة من كشف كثيرين من أعضاء الجماعة من العناصر النائمة التي لم تكن مرصودة أمنياً. اذ استطاعت أجهزة الأمن أن تجهض تحركاً مبكراً لجماعة الجهاد في تشرين الأول (أكتوبر) 1993 علي أثر محاولة بعض أعضاء التنظيم في القاهرة سرقة سيارة نقل موبيليا في حي امبابة لاستخدامها في نقل أسلحة ومفرقعات كانوا يخططون للاستيلاء عليها من إحدي وحدات الجيش فنتج عنها قتل السائق ومساعده في ظروف مأسوية. ادت هذه المحاولة البسيطة الي ضبط قرابة 800 عضو من أعضاء التنظيم جاء علي رأسهم مجدي سالم مسؤول الجماعة في القاهرة في ذلك الوقت ومجموعات أخري خارج نطاق الرصد الأمني في محافظات متعددة في الوجه البحري مثل الإسكندرية والشرقية والبحيرة. كما تم ضبط المهندس سليمان نصر الدين وبحوزته سجل ضم أسماء أعضاء التنظيم داخل مصر. ويشير بعض المعلومات الموثقة لدينا الي تدهور أحوال جماعة الجهاد طوال تلك الفترة من أواخر عام 1993 وحتي عام 1995 ونقص الدعم المالي اللازم للإنفاق علي أنشطتها وتحركات بعض قياداتها ومعيشة كثير من أعضائها خصوصاً في بعض محطات الخارج مثل اليمن والسودان، وعدم قدرة الظواهري علي تدبير رواتب معيشة قيادات تنظيمه وعوائلها، فصدرت تعليمات في ذلك الوقت الي العديد من تلك العناصر بمحاولة البحث عن مصادر مالية. وفي هذا السياق جري ترتيب تسفير بعض القيادات إلي ألبانيا للعمل في جهات اغاثية لتدبر موارد مالية للتنظيم من خلال الرواتب التي ستدفع لها، وبالتالي إمكان الحصول علي نسبة من هذه الرواتب لصالح الجماعة. وتسببت تلك الأزمة المالية في توتر العلاقة بين أيمن الظواهري وحليفه أسامة بن لادن لعدم قيام الأخير بواجباته التي وعد بها في الإنفاق علي التنظيم وعناصره الموجودة في الخارج. وحدثني بعض الثقاة الذين كانوا قريبين من صناعة القرار في جماعة الجهاد وقتها أن الظواهري كتب مقالا في أحد أعداد نشرة كلمة حق ، اشار فيه الي بن لادن بقوله جاد الشباب بأرواحهم وضنّ الأغنياء بأموالهم . وروي أحمد النجار قصصاً مؤلمة عما حدث من تدهور لأحوال أفراد جماعة الجهاد أثناء إقامتهم في اليمن والسودان ونقص المال اللازم لمعيشتهم حتي هام كثيرون منهم علي وجوههم طلباً للرزق وللبحث عن فرصة عمل تكفل لهم الحياة، الي ان عقد بن لادن اتفاقا مع حركة طالبان وفر بمقتضاه مئة دولار شهرياً لكل عائلة من أعضاء الجهاد إذا قدمت إلي أفغانستان.
3- القبض علي عناصر قيادية في جماعة الجهاد من خارج مصر وإعادتهم إلي البلاد، اذ كانت الحكومة المصرية تسلمت من ألبانيا القيادي أحمد إبراهيم النجار وشوقي سلامة مصطفي ومحمد حسن ومن بلغاريا عصام عبدالتواب، وتم الكشف عن مئات من أعضاء التنظيم والمعاونين داخل مصر وحوكم 108 منهم أمام المحكمة العسكرية في القضية المعروفة باسم العائدون من ألبانيا .
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة الي جماعة الجهاد وزعيمها أيمن الظواهري هي القبض علي أحمد سلامة مبروك أحد أبرز المعاونين للظواهري شخصياً، وأحد المنظرين المهمين والحركيين داخل التنظيم في أذربيجان، وبرفقته محمد سعيد العشري المكني أبو خالد وعصام محمد حافظ مرزوق الحاصل علي الجنسية الكندية وإعادتهم إلي البلاد، وضبطت أجهزة الأمن مع مبروك كومبيوتراً حوي أسماء لأعضاء الجماعة في مختلف أنحاء العالم. وارتسمت للسلطات المصرية خريطة المحطات التي يتمركز فيها عناصر التنظيم خارج البلاد وشخصيات قيادية بارزة في جماعة الجهاد وتنظيم القاعدة لم تكن معلومة مسبقاً لأجهزة الأمن في مصر واستطاع الظواهري أن يستقطبها خارج البلاد مثل محمد عاطف المكني بأبي حفص واسمه صبحي عبدالعزيز أبو سنة وهو قتل أثناء القصف الأميركي لمدينة كابول خلال تشرين الثاني (نوفمبر) 2001، وأصدرت المحكمة العسكرية أحكاماً شديدة ضد قيادات التنظيم. وحكي لنا بعض الثقاة أن مبروك اعترض علي سياسات التنظيم المتدهورة وقتها وانقطع عن الاتصال بالظواهري حتي تم القبض عليه في أذربيجان.
لذلك فمن المهم أن أورد ما خلص اليه واحد ممن عايشوا تلك الفترة من الداخل، وهو أحمد النجار في أقواله التي أبداها في قضية العائدون من ألبانيا . قال: منذ سفري إلي خارج البلاد لاحظت أن الجماعة، مع بدايات أحياء نشاطها الجهادي داخل مصر عام 1992، تكبدت خسائر فادحة في الأفراد نتيجة ضبط عناصر تنظيم طلائع الفتح فكان ذلك سبباً في إهدار طاقات كثيرة، لكن كان المتبقي من مجموعات قادر علي القيام بضربات موجعة للنظام المصري، إلا أن الأموال بدأت تقل وتزامن ذلك مع ضرب عدة مجموعات بطريقة غير مقصودة في قضية عاطف صدقي نتيجة إهمال الأفراد، في اتباع الإرشادات الأمنية مما تسبب بخسائر إضافية في الأفراد حتي ان الدكتور أيمن الظواهري خطط في نهاية عام 1994 لتوجيه ضربة الي النظام من خلال ضرب السفارة المصرية في إسلام أباد وفي اليوم ذاته ضرب حي خان الخليلي، وبدأ يفكر في أن يتوقف تماماً عن العمل بعد هاتين العمليتين ويبدأ بإعادة تنظيم أوراق التنظيم من الداخل .
4- الإنشقاقات الداخلية: قلنا ان أيمن الظواهري استطاع في الفترة من 1987 حتي 1990 أن يجمع شتات العناصر المنتمية فكرياً لحركة الجهاد وكان انتماؤها يتوزع بين مجموعات عدة، وأن يدخل هؤلاء جميعاً تحت رايته بعدما أسس جماعة الجهاد ، لكن كان خروج قيادات ممن عمل علي ضمها الي زعامته أحد الأسباب التي أدت إلي ضعف قدراته ومن ثم اتخاذه قرار وقف العمليات المسلحة داخل مصر وتوقيعه علي وثيقة الجبهة الإسلامية مع أسامة بن لادن. وكان من أبرز العناصر التي اختلفت معه أحمد حسين عجيزة وهو من العناصر القديمة داخل التنظيم من مجموعة بني سويف وكان ضمن الكفاءات التي تنظّر فكرياً للجماعة وتضع السياسيات الفكرية والحركية، وكان اختلافه مع الظواهري أثناء وجوده في أفغانستان عام 1993 بعدما استطاع عجيزة أن يقنع آخرين بالخروج ومنهم عصام عبدالتواب. تركت أزمة عجيزة ضجة كبيرة حول تشكيل ما يسمي بتنظيم طلائع الفتح وكانت هذه من أسباب اختلافي مع من انشقوا عن الظواهري، إذ صرحت وقتها في أكثر من مناسبة بأن لا صحة للمعلومات التي تقول بوجود تنظيم مستقل يسمي طلائع الفتح وأن طلائع الفتح و الجهاد اسمان لتنظيم واحد يقوده الظواهري، وأن المتهمين في القضايا الأربع التي نُظرت أمام المحاكم العسكرية تحت هذا المسمي كانوا يدينون بالولاء للظواهري ويهتفون باسمه من داخل الأقفاص. ثم كانت المشكلة التي ارتبطت بخروج أهم مفكري الجماعة علي الإطلاق الذي قادها في فترة من الفترات المهمة لنشأتها، وهو الدكتور فضل، وهو اسم كنية لسيد إمام عبدالعزيز صاحب كتاب العمدة في إعداد العدة الذي يعد دستور جماعة الجهاد ومنهجها الحركي والفكري والفقهي بعدما اعترض علي تصرف الدكتور أيمن في حذف أجزاء من كتابه الجامع في طلب العلم الشريف . ومنذ خروج الدكتور فضل من الجماعة لم تصدر دراسات أو أبحاث شرعية علي المستوي ذاته.
5- أسامة بن لادن: استطاع الظواهري أن يحدث تحولات جذرية واستراتيجية في فكر أسامة بن لادن بعدما التقيا معاً في أفغانستان منتصف عام 1986، ولعل ما ساعد في تمام هذه التحولات لدي بن لادن، رغم تكوّن مرجعيته الإسلامية السلفية قبل تعارفه علي الظواهري، هو العلاقة الإنسانية التي نشأت وتطورت بين الاثنين إلي درجة الصداقة فاستطاع الظواهري أن يقنع بن لادن بالفكر الجهادي الانقلابي وحوله من داعية سلفي يهتم بأمور الإغاثة إلي مقاتل جهادي يعني بأحكام الجهاد ضد الطواغيت وضرورة إجلاء القوات الأميركية عن بلاد العرب. وزرع الظواهري حول بن لادن نخبة من أخلص خلصائه ممن صاروا لاحقاً أبرز العناصر المعاونة لبن لادن وقادة تنظيمه القاعدة ، وهؤلاء كانوا يدينون بالولاء للظواهري شخصياً وتاريخياً مثل علي الرشيدي أمين الشرطة الذي فصل من الخدمة لانتماءاته الدينية بعد أحداث المنصة تشرين الأول (أكتوبر) 1981 وأطلق عليه في أفغانستان أبو عبيدة البنشيري، وأيضاً أبو حفص المكني محمد عاطف وهو صبحي عبدالعزيز أبو سنة من مواليد محافظة البحيرة وكان قد ترك مصر في وقت مبكر من الجهاد الأفغاني بعد طرده من الخدمة العسكرية أيضاً لانتماءاته الدينية. غير أنه لم تكن للبنشيري وأبو حفص انتماءات تنظيمية قبل سفرهما من القاهرة، وبالتالي لم يكن لهما دور تنظيمي أو قيادي في أوساط الحركة الجهادية داخل مصر قبل سفرهما، واستطاع الظواهري أن يفجر طاقاتهما داخل أرض الجهاد في أفغانستان. وفي هذا السياق ينبغي أن نشير إلي خطأ اعتقاد كثيرين عن غير حق بأن سبب تحولات بن لادن الجهادية هو الشيخ عبدالله عزام رحمه الله أمير المجاهدين العرب داخل أفغانستان. فعزام كان يستخدم بن لادن في أغراض إغاثية ومالية لدعم المجاهدين في الحرب ضد الروس وكان تأثر بن لادن به مرتبطاً بالحدود السياسية والفكرية والجغرافية بالجهاد ضد الروس لتحرير أرض أفغانستان، لأن عزام كان حريصاً علي عدم التصادم مع الحكومات العربية التي تدعمه ويمكن ان نقول ان ذلك ساعد الظواهري كثيراً في التحولات الجذرية داخل فكر بن لادن.
لكن ينبغي أن نقرر في الوقت نفسه أن تأثير الظواهري في فكر بن لادن وخطته الحركية لم يكن أحادي الجانب، وإنما يلزمنا الإنصاف أن نقرر أن أسامة بن لادن أثر أيضاً في فكر ومنهج الظواهري وجماعة الجهاد. وقد سنحت لبن لادن هذه الفرصة حين وجه النصح للظواهري بضرورة وقف العمليات العسكرية المسلحة داخل مصر وأن يتحالف معه ضد عدو مشترك هو الولايات المتحدة واسرائيل. وتزامنت هذه الفكرة مع عودتهما بتشكيلاتهما التنظيمية إلي أفغانستان بعد دخول حركة طالبان إلي كابول وسيطرتها علي 59 في المئة من الأراضي الأفغانية، فأصبح بن لادن يتعهد توفير الحماية اللازمة للظواهري وأفراد تنظيمه داخل أفغانستان تحت لواء حركة طالبان . ويوضح أحمد النجار في أقواله التي أسلفنا الإشارة إليها غير مرة أن حركة طالبان اشترطت علي أسامة بن لادن أن يكون مسؤولاً عن العرب الأفغان مسؤولية مباشرة .
دفعت الفوضي الإدارية التي مر بها تنظيم الجهاد وضعف موارده المالية إلي تأثر الظواهري بعرض أسامة بن لادن تكوين الجبهة الإسلامية ، ووقع علي وثيقة تأسيسها في شباط (فبراير) سنة 1998. وكان من الطبيعي أن يكون بن لادن هو زعيم هذه الجبهة وأن يبرع إعلامياً في الحديث عنها وأن يثير عواطف الشعوب العربية والإسلامية عند حديثه عن القضية الفلسطينية وتهديد الوجود الأميركي في منطقة الخليج. فقد كان سهلاً علي أسامة بن لادن أن ينفذ من خلال عدائه للأميركان إلي القضية الفلسطينية ويخلص للارتباط الشديد بين القضيتين إلي أن وراء أضعاف المسلمين شعوباً وحكومات اللوبي اليهودي الذي يحرك أميركا وأن في الخلاص من هذه الهيمنة هدفاً أساسياً تتحرك من أجله الجبهة وتعمل علي تخليص الأراضي العربية والإسلامية من الهيمنة الأميركية، وإذا كان أسامة بن لادن هو زعيم هذه الجبهة فإن الظواهري كان محركها الأول وراسم خططها بالاشتراك مع معاونيه من الجهاديين المصريين مثل أبو حفص وسيف العدل ونصر فهمي المكني محمد صلاح وطارق أنور سيد أحمد وثروت صلاح شحاتة.
المهم في النهاية أن الظواهري قبل بالتحالف مع بن لادن وحوّل أهدافه من مواجهة العدو القريب إلي مواجهة العدو البعيد ممثلاً في الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل معاً، وأدي هذا التطور إلي احداث تحول طبيعي لدي الكوادر التنظيمية التي بقيت تحت سيطرة الظواهري رهينة الظروف الضاغطة اجتماعياً وأمنياً ومالياً. وحققت تلك النقلة النوعية ارتباكاً نفسياً لدي كثيرين من أعضاء الجهاد لكنهم في النهاية قبلوا العمل ضمن اطار الجبهة ليحظوا بمزاياها من سهولة تحرك في مناطق مختلفة من العالم خصوصاً داخل أفريقيا عوضاً عن الصعوبات التي اكتنفت أداء جماعة الجهاد داخل مصر نظراً الي المطاردات الأمنية لها.
وكان النجار واضحاً جداً في إبراز عدم استطاعة أحد رفض الدخول في هذه الجبهة إلا أولئك المقيمين في دول أوروبية من طالبي اللجوء السياسي، لأن من يرفض هذا الاندماج أو الدخول فيه سيترتب عليه أن يصبح بمفرده وبمقوماته الخاصة وباتصالاته، وكلها مقومات ضعيفة لا ترقي إلي درجة نجاح أي عمل.
6- مبادرة الجماعة الإسلامية الي وقف العمليات المسلحة داخل مصر وخارجها.
عارض الظواهري كل محاولات العمل الإسلامي السلمي منطلقاً في ذلك من منهجيته الانقلابية، وبدا ذلك بوضوح في وقت مبكر من هجومه اللاذع علي الإخوان المسلمين في غير مناسبة ثم أفرد لهذا مصنفاً أسماه الحصاد المر تناول فيه بالنقد والاتهامات أسلوب ومنهج عمل الإخوان المسلمين.
وأشرنا إلي بيانه الذي أصدره عام 1996 عقب إدلاء خالد إبراهيم قيادي الجماعة الإسلامية في أسوان ببيانه الذي طالب إخوانه وقف العمليات المسلحة لمدة عام وقيامي بالترويج لهذا النداء. وكشف الظواهري في بيانه عن أسبابه لرفض نداءات وقف العمل المسلح.
لكن الأمر اختلف عندما أطلقت القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية مبادرة وقف العمليات المسلحة في 5 تموز (يوليو) 1997. فالثقل التاريخي والنفوذ التنظيمي للشخصيات التي أطلقت مبادرة تموز 1997 وضعا الظواهري في حرج كبير فهو كان أصدر أوامره لعناصر تنظيمه العام 1993 للقيام بعمليات مسلحة ضد رموز النظام المصري مسايرة للعمليات التي كانت الجماعة الإسلامية تقودها داخل مصر، ومحاولة منه لكسب مساحة من القاعدة التي توافرت لها داخل مصر في أوساط عريضة من الشباب.
ولما كانت الجماعة الإسلامية هي التنظيم الأكبر من حيث عدد الأعضاء والأوسع انتشاراً والأسبق في مجال القيام بعمليات مسلحة ضد الحكومة المصرية، فإن قراراها بالتحول نحو النهج السلمي أو مبادرة شيوخها ألقي بظلاله علي قدرة الآخرين علي خرق هذه المبادرة أو منع آثارها الشرعية والسياسية، في وقت كان الظواهري علي وشك اتخاذ قراره الواقعي بوقف العمليات المسلحة داخل مصر وان اختلفت منطلقاته الشرعية والسياسية عن بواعث الجماعة الإسلامية في إطلاق مبادرتها. كان في حسابات الظواهري أن يكون انسحابه خلف ضباب ودخان تتركه عمليات الجماعة الإسلامية في مصر فلا يشعر بانسحابه أحد ومن دون أن يعلن علي الملأ أنه أوقف فعلاً عملياته المسلحة لعجز أصاب جماعته أو لأن الجماعة الإسلامية هي الأكبر والأثقل في ميدان العمل الجهادي المسلح، وتعدد قياداتها وتوافر كوادرها ووفرة خطبائها ومنظريها وتميزها بسلامة بنيانها التنظيمي وتماسكه من دون أن تتمكن منها ظاهرة الإنشقاقات التي أضعفت جماعة الجهاد . فقد تركت مبادرة شيوخها آثاراً إيجابية أحاطت بكل فصائل العمل الجهادي حتي تلك القريبة من الظواهري، فلم يستطع الاخير أن يتجاوز آثارهما وإن عارضها علناً وأصدر بيانات عدة للهجوم عليها، لكنه اضطر تحت ضغطها إلي قبول خيار الانضمام إلي الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين بقيادة بن لادن لانه وجد فيها مخرجاً خارجياً يمارس من خلالها نشاطات تنظيمية، وربما اعتقد وقتها أن الجبهة تتيح له الفرصة لإعادة رسم هيكله التنظيمي ولجانه المختلفة وترتيب الأولويات من جديد، فظهر الظواهري في ثوب جديد بعد مبادرة الجماعة الإسلامية في مصر يحرض علي العمليات المسلحة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل ويشرع في توظيف مفردات التصدي للمخططات الصهيونية وتحرير فلسطين وكلها مفردات كانت دعامة أساسية لمبادرة الجماعة الإسلامية بوقف العمليات المسلحة داخل مصر وخارجها.
لم يكن تحول الظواهري تجاه قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي وتحرير فلسطين ومعاداة الولايات المتحدة الأميركية منسجماً في أسلوبه وآلياته مع قناعاته الفكرية الأساسية في حسم صراعه مع النظام المصري أولاً، في حين كان تحول الجماعة الإسلامية نحو اتباع استراتيجية سلمية أيضاً منسجماً مع طبيعتها الأساسية وانتهاجها الدعوة السلمية منذ تأسيسها في السبعينات. اتسم أداء الظواهري في تحقيق أهداف جبهة بن لادن بالعمل السري العنيف أو المسلح، وبدا ذلك في تبنيه عمليات تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام ومشاركة عناصره في التجهيز والإعداد وتنفيذ العملية. ولقد حرص الظواهري علي أن يسبق تنفيذ العملية علي أرض الواقع بإبراز صلته بها ومشاركته في تنفيذها عندما أصدر بياناً في الرابع من آب (أغسطس) عام 1998 جاء فيه بيان من جماعة الجهاد في مصر حول تسليم ثلاثة من إخواننا في بعض دول أوروبا الشرقية، وقد تم القبض علي الأخ الأول وشهرته طارق أثناء وجوده مع زوجته الألبانية في إحدي دول أوروبا الشرقية المشهورة بعدائها للمسلمين ثم تلي تلك الجريمة بعد أقل من شهرين القبض علي الأخ المشهور بأبي إسلام والأخ المشهور بأبي محمود من ألبانيا بالإضافة إلي اثنين من زملائهما الموجودين في العمل. وكانت التهمة الموجهة لإخواننا الثلاثة هي المشاركة في جماعة تعلن الجهاد ضد أميركا وإسرائيل وعملائهما بالإضافة الي التعاون مع المجاهدين في كوسوفو خارج إطار النفوذ الأميركي. ويهمنا أن نبلغ الأميركان باختصار أن رسالتهم قد وصلت ويجري إعداد الرد الذي نرجو أن يقرأوه بعناية لأننا سنكتبه بعون الله باللغة التي يفهمونها .
أراد الظواهري أن يقول للعالم، من خلال هذا البيان الذي وزعه قبيل ساعات من تنفيذ عملية دار السلام ونيروبي، أنه ضالع في تنفيذها، ليس للأسباب التي اشار اليها بيانه وانما ليلفت الأنظار إليه في إطار التصدي للعدوان الأميركي فيكسب مساحات من التعاطف الشعبي عربياً وإسلامياً، كان خسرها نتيجة فشل عملياته داخل مصر من دون أن يستهدف أحداً من الأميركان أو اليهود بينما قتلت الطفلة شيماء والمواطن سيد يحيي كنتيجة لها. كانت هذه هي رسالة الظواهري لأن بيان جيش تحرير المقدسات التابع للجبهة الإسلامية التي يقودها بن لادن لم يتضمن في أسبابه تبنيه الهجوم علي السفارتين الأميركيتين ما ضمنه الظواهري في بيانه الذي سبق التنفيذ.
وعموماً فإن موضوع مبادرة الجماعة الإسلامية حفل بتفاصيل وتطورات بالغة الأهمية بالنسبة الي مسيرة الظواهري ولذلك فإنه يستحق فصلاً كاملاً.
عن : "الحياة" اللندنية ، "القبس" الكويتية ، "أخبار العرب" الإماراتية