القاهرة - نبيل شرف الدين: اقترح الرئيس المصري حسني مبارك يوم الإثنين عقد قمة تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في منتجع شرم الشيخ بمصر، وكشف مبارك عن أن رئيس الوزراء الأسرائيلي إرييل شارون طلب منه في إتصال تليفوني ترتيب لقاء سري بينه و بين الأمير عبدالله ولي العهد السعودي الذي أعلن مبادرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وقال مبارك أنه أبلغ الأمير عبدالله بطلب شارون لكنه شكك في أن الأمير عبد الله يمكن أن يلتقي بشارون قبل إستتباب السلام تماماً.
ومن جهة أخرى فقد وصف مبارك المرحلة الحالية في الشرق الأوسط بأنها الأسوأ منذ بدء عملية السلام عام 1977 ، وقال مبارك الذي يزور واشنطن منذ يومين : "نحن لم نر عنفا وقتلا واستخداما واسعا للأسلحة مثل ما نراه الآن ، أنا أخشى من تصعيد أكبر للموقف". وأضاف أن التصعيد الإسرائيلي للعنف يزيد من شعبية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، وحمل مبارك رئيس الوزراء الإسرائيلي اريل شارون مسؤولية تصعيد العنف في الأراضي المحتلة .
فى الوقت نفسه عارض مبارك بشدة الضربة المحتملة التي تخطط لها واشنطن ضد العراق قائلا في مقابلة مع صحيفة واشنطن تايمز إن الغارات الأميركية ستودي بحياة الأبرياء وتثير غضب الشارع العربي الذي يحمل الكثير من الكراهية للولايات المتحدة. وقال مبارك إن مصر مارست دورا بارزا في الحرب على ما يسمى بالإرهاب منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول الماضي على الولايات المتحدة, موضحا أن مصر لم تعلن عن حجم المساعدات الاستخبارية التي قدمتها إلى واشنطن.
وحذر مبارك واشنطن مما أسماها هجمات إرهابية أخرى قائلا إن الإرهابيين ما يزالون نشطين في أفغانستان ومختبئين في خلايا داخل الولايات المتحدة انتظارا لفرصة تتيح لهم معاودة الهجمات.
وقال مبارك إن هنالك عدة منظمات إرهابية في الولايات المتحدة, إلا أنها لا تمارس أي أنشطة في الوقت الراهن لحين مجيء الفرصة السانحة لتشن هجماتها التي تخطط لها. ودعا الرئيس المصري -الذي يزور الولايات المتحدة اليوم لمناقشة ملفات الشرق الأوسط والعراق- الأميركيين إلى اليقظة وتعزيز التعاون الدولي لمحاربة ما يسمى بالإرهاب.
وأوضح مبارك في حديثه أن الأزمة الأفغانية لم تنته مع سقوط حركة طالبان التي كانت تحكم كابول مشيرا إلى أن محاربة القاعدة وطالبان تحتاج إلى تعزيز الجهود الدولية وتوحيد العمل المشترك. وقال إن من أسماهم بالإرهابيين "خطرون جدا وعليكم (الأميركيين) مراقبتهم حتى داخل الولايات المتحدة" .
&
قمة شارون عرفات
وقال مبارك في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الأميركية أن شارون طلب منه عقد اجتماع سري مع ولي العهد السعودي الأمير عبد الله ولكنه أبدى شكا في احتمال عقد هذا اللقاء قبل أن يقوم سلام في الشرق الأوسط.
وأضاف مبارك الذي يبدأ محادثاته الرسمية مع القيادة الأميركية يوم الإثنين "طلبت من رئيس وزراء إسرائيل أن يأتي إلى شرم الشيخ .. هذا ما أعتزمه .. كي أدعو عرفات وشارون إلى المجيء والجلوس. نحن لن نحل كل المشاكل في دقيقة واحدة (والهدف هو) تغيير الأجواء وأن نظهر للناس أنهما جالسان معا."
وقال مبارك إن الفكرة كانت إحياء الحوار الإسرائيلي الفلسطيني الذي كان من الممكن استكماله على المستوى الوزاري.
وسئل مبارك عما إذا كان يعتقد أن شارون وعرفات يمكنهما اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة لاستئناف المفاوضات فقال "من الصعب قول ذلك. من جانب عرفات يمكننا بذل مجهود .. ولكن لا أدري ما إذا كان السيد شارون سيستجيب لذلك."
ونسبت شبكة (سي.إن.إن) إلى مسؤولين مصريين القول بأن شارون لم يستجب حين عرض عليه مبارك اقتراح عقد القمة مع عرفات.
ولكن شارون طلب من مبارك إيصال رسالة إلى ولي العهد السعودي الأمير عبد الله الذي أشار في الشهر الماضي إلى فكرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيلي كامل إلى حدود ما قبل حرب عام 1967.
وقال مبارك "طلب مني الترتيب لاجتماع سري مع الأمير عبد الله كي يشرح له المبادرة .. فقلت له .. حسنا .. سأوصل هذه ال