كراكاس - حلت حكومة ذات طابع محافظ برئاسة بيدرو كارمونا مكان حكومة الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز اليسارية بعد الاطاحة بهذا الاخير جراء انقلاب، وعمدت الى الغاء 49 مرسوما صادرة عن الحكومة السابقة.
فوزير الخارجية الجديد خوسيه رودريغيس ايتوربي كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية في عهد الرئيس الديموقراطي-المسيحي لويس هيريرا كامبينس (1979-1984). ويفيد مراقبون ان تعيينه سيؤدي الى تقارب مع واشنطن خلافا للاجواء المتوترة التي كانت تسود العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة في عهد شافيز الذي كان متعاطفا مع مشاكل العالم الثالث.
وعين في وزارة المال اليميني ليبولدو مارتينيس. ومن شأن هذا التعيين ان يطمئن المستثمرين بعد المخاوف التي اثارها نظام شافيز بسبب المراسيم التي اصدرها لا سيما في المجال الاقتصادي. وحل في وزارة الداخلية الجنرال في الحرس الوطني رافاييل دامياني الذي تمرد على شافيز عشية الانقلاب.
وعمد كارمونا الذي كان حتى الان رئيسا لاتحاد اصحاب العمل، الى الغاء المراسيم التي اصدرها شافيز وكانت وراء هجوم المعارضة عليه. وجاء في مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة "يعلق تطبيق 49 مرسوما لها قوة القانون. والرئيس (الجديد) سيضع لجنة لمراجعة هذه المراسيم، تتألف من ممثلين عن كل القطاعات في البلاد".
وتطال هذه المراسيم التي اصدرت العام الماضي بموجب صلاحيات خاصة منحتها الجمعية الوطنية للرئيس شافيز، قطاعات حساسة مثل الاصلاح الزراعي واعادة هيكلة القطاع النفطي الذي امم العام 1976.
وكان اصحاب العمل في فنزويلا رفضوا هذه المراسيم ودعوا الى اضراب عام شل البلاد في العاشر من كانون الاول/ديسمبر. وحل كارمونا (60 عاما) مكان شافيز الذي اطيح به ليل الخميس الجمعة اثر مواجهات عنيفة بين متظاهرين مناهضين لشافيز واخرين مؤيدين له اسفرت عن سقوط 15 قتيلا و350 جريحا في كراكاس.
من جهة اخرى افادت ماريا غابرييلا ابنة الرئيس الفنزويلي السابق ان والدها نقل بمروحية من قاعدة تيونا في كراكاس الى مكان مجهول. واوضحت ماريا غبرييلا شافيز في مقابلة مع التلفزيون الكوبي اجريت معها من فنزويلا "لا نعرف اي هو الان. لقد نقل بمروحية الى مكان مجهول" مشيرة الى انها تلقت هذه المعلومات من عسكريين مؤيدين لوالدها.
وشددت على ان والدها لم يستقل بل ان العسكريين اوقفوه. واضاف "لقد حلت ديكتاتورية يمينية متطرفة في البلاد. كل ما قيل كاذب وهم يبحثون الان عن اعضاء الحكومة (شافيز) لتوقيفهم". وكان شافيز انتخب ديموقراطيا العام 1998 واعيد انتخابه العام 2000 لولاية جديدة من ست سنوات.
وقد تظاهر نحو مئتي شخص مساء الجمعة احتجاجا على اعتقال شافيز قرب قاعدة تيونا. وحلقت مروحيات فوق مكان التظاهرة حيث افاد شهود انهم سمعوا اطلاق نار. وهتف المتظاهرون الذين حملوا صورا لشافيز، "نريد استفتاء" و "لن يتخلى الفقراء عن الرئيس شافيز".