نيقوسيا - يخوض المدرب رودي فولر تحديا صعبا خلال قيادته منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان يتمثل في رد الاعتبار للكرة الالمانية التي حققت نتائج مخيبة في السنوات الثماني الاخيرة وبالتحديد منذ مونديال 1994.
بيد ان مهمة فولر لن تكون سهلة لان الاصابات التي لحقت بنجوم المنتخب حرمته من خدمات 4 لاعبين اساسيين هم صانعا الالعاب محمد شول (بايرن ميونيخ) وسيباستيان دايسلر (هرتا برلين) والمدافعان المتألقان كريتسيان فورنز (بوروسيا دورتموند) وينز نوفوتني (باير ليفركوزن).
وتزداد محن الالمان بالنظر الى المجموعة التي وقعوا فيها وتضم الكاميرون بطلة افريقيا واولمبياد سيدني، وجمهورية ايرلندا التي حققت نتائج جيدة في التصفيات بتفوقها على هولندا بالتحديد الغائبة الكبيرة عن العرس العالمي، بالاضافة الى السعودية الطموحة التي ضمنت بلوغها للمرة الثالثة على التوالي.
وكاد المنتخب الالماني حامل اللقب العالمي ثلاث مرات يغيب عن المونديال وهو الذي بسط سيطرته على الكرة العالمية وتألق لاعبوه في مختلف المنافسات القارية منها والدولية من بداية السبعينات حتى 1994. ولم يمر منتخب المانيا منذ نشأته بفترة عصيبة كتلك التي عاشها في التصفيات الاوروبية حيث عانى الامرين وكاد يرى فيها حلمه بالتأهل يتبخر لولا مباراة الملحق الاوروبي التي انقذته.
واستدرك الالمان الوضع امام اوكرانيا ولم يتركوا اي مجال للمفاجأة، فتعادلوا ذهابا 1-1 في كييف، وضربوا بقوة في مباراة الاياب 4-1، ليتنفس المدرب رودي فولر الصعداء بعدما كان منتخب بلاده قاب قوسين او ادنى من الغياب عن العرس العالمي للمرة الثانية بعد 1934.
واستطاع رجال فولر رد قليل من الاعتبار للكرة الالمانية بعد مباراة الملحق الاوروبي دون ان يتمكنوا من محو كابوس مباريات التصفيات. ويواجه فولر ورجاله تحديا صعبا يتمثل في اظهار الوجه المشرف للكرة الالمانية والتمهيد لتنظيم مونديال 2006 من جهة، ومحاولة تحقيق نتائج افضل من مونديالي 94 و98 حيث خرج المنتخب من الدور ربع النهائي وهو المعتاد على بلوغ نصف النهائي على الاقل، حتى بات يسمى ب "منتخب النهائي".
ويزداد ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق المنتخب الحالي المدعو الى محو الظهور المخيب للالمان في نهائيات كأس الامم الاوروبية 2000 التي اقيمت في بلجيكا وهولندا، حيث خرجوا من الدور الاول بعد احتلالهم المركز الاخير ضمن مجموعتهم، وبالتالي محاولة اللحاق بجيرانهم الفرنسيين والانكليز.
ومشوار المانيا في التصفيات الاوروبية اثار الكثير من التساؤل واعطى انطباعات متباينة من بدايته الى نهايته، فبعد بداية نارية وتصدر للمجموعة بفارق ست نقاط عن اقرب منافسيها، كانت بداية التراجع بعد مباراة فنلندا 2-2، ثم جاءت لحظة الكارثة في مباراة انكلترا التي الحقت بالالمان خسارة مذلة وتاريخية على الملعب الاولمبي في ميونيخ 1-5، قبل ان تأتي لحظة الفرج في الملحق.
ويتحتم على زملاء المتألق ميكايل بالاك في النهائيات التحلي بنفس الروح التي واجهوا بها اوكرانيا لعلهم يستطيعون تدراك ما يمكن تدراكه، رغم التصريحات غير المطمئنة قبيل انطلاق المونديال حيث قال بالاك "لا زلنا بعيدين عن المستوى الذي نريد ان نبلغه".
ويملك الهداف السابق لالمانيا ومدربها حاليا فولر مجموعة من اللاعبين الذين يمتازون بالنضج التكتيكي من جهة والروح العالية من جهة اخرى، خصوصا لاعبي باير ليفركوزن الذين بلغوا نهائي مسابقة دوري ابطال اوروبا ونهائي كأس المانيا وسيطروا على الدوري المحلي حتى المرحلة قبل الاخيرة.
ويقود التشكيلة الالمانية الحارس العملاق والقائد اوليفر كان الذي سيكون وراء مجموعة اللاعبين الشباب الذين يحبذهم فولر وعلى رأسهم جيرالد اسامواه، والقادم الجديد الى التشكيلة الالمانية بيرند شنايدر لاعب باير ليفركوزن، الذي يلقبه الالمان ب "ملك التمريرات العرضية".
اما خط الهجوم فيزخر بالهدافين من امثال الكهل اوليفر بيرهوف والعملاق كريستيان يانكر. ورغم كل ما قيل وما يقال عن اداء المنتخب الالماني الا انه يبقى قادرا على قلب كل التكهنات ومفاجأة الجميع في المونديال، وكل المدربين يحسبون له الف حساب قبل مواجهته.
التعليقات