لندن ـ إيلاف: قالت مصادر بريطانية الليلة لـ "إيلاف" ان لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيعلن الأربعاء تعديلا وزاريا محدودا على حكومته التي دخلت عامها الثاني في السلطة من بعد استقالة وزير النقل ستيفن بايرز.
والوزير المستقيل من أهم أنصار رئيس الوزراء البريطاني لكنه واجه في الأشهر الأخيرة انتقادات حادة ليس فقط من جانب المعارضة السياسية بل من قياديين بارزين في الحكومة العمالية.
ولم تلاقي الخطط التي وضعها بايرز حظوظا للتنفيذ لإنقاذ بريطانيا من هموم خطوط النقل وتحديدا السكك الحديد التي تعاني ازمات قديمة واطاحت بحكومات عمالية سابقة.
وكان الوزير المستقيل بايرز اعلن في الامس ان هنالك خطة تتكلف حوالي 180 مليارا من الجنيهات الاسترلينية لانقاذ قطاع النقل في البلاد وخصوصا سكك الحديد، ولكن الاعلان اعتبر من جانب مناهضي الحكومة وخصومها لا اكثر من دعاية انتخابية واعلامية.
ومع خسارته للوزير القوي في حكومته فان رئيس الوزراء البريطاني سيجري تعديلا طفيفا على حكومته تشمل تعيين وزير بديل للنقل، مع تغيير بعض الحقائب الوزارية الاخرى.
ورفضت المصادر التي كانت تتحدث لـ"إيلاف" الكشف عن الحقائب التي سيجري تبديل وزرائها، ولكنها قالت ان ما ينوي رئيس الوزراء فعله هو ادامة حكومته وحزبه الحاكم بدم جديد يكفل استمرار العمل حسب المنهاج الذي اختطه الحزب الحاكم منذ توليه السلطة قبل سنوات خمس.
والوزير المستقيل يعتبر ثاني وزير قيادي يستقيل من الحكومة من بعد الاستقالة الشهيرة التي اطاحت بعراب حزب العمال الجديد بيتر مانديلسون وزير شؤون ايرلندا السابق.
ويواجه حزب العمال البريطاني الحاكم موجة من الانتقادات لجهة عدم قدرته على توفير حل حاسم لمشكلة قطاع النقل العام سواء في العاصمة لندن او ربطها مع المدن البريطانية الكبيرة عبر السكك الحديد التي تعاني من ازمات ولا حل لها قائما الى اللحظة.
كما ان حملة النقد تطال الحزب الحاكم فيما يتعلق بموارده المالية والتبرعات التي تلقاها اخيرا من جهات عليها علامات استفهام في نحو اخلاقي واقتصادي.
وآخر التبرعات التي تلقاها الحزب الحاكم كانت من ناشر مطبوعات تعنى بشؤون الجنس والدعارة، حيث تلقى الحزب ما قيمته مائة ألف جنيه استرليني كتبرع من ناشر مجموعة الاكسبريس الصحفية وهي ناشرة لمطبوعات يومية وأسبوعية مهمتها الإثارة الجنسية.
وينفي زعماء حزب العمال بمن فيهم رئيس الوزراء ان يكون حزبهم متورط مع هذه المجموعة الصحفية في مطبوعاتها الإباحية او انه يؤيدها من منظور أخلاقي واجتماعي.