ثمة طبخة ما يجري الاعداد لها الآن في الدوائر الإسرائيلية لإقصاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن المسئولية عن وطنه الذي ظل يدافع عنه علي مدار أربعة عقود من الزمان‏.‏
ولا يمكننا قبول تفسير الخارجية الإسرائيلية بأن توغل قوات الاحتلال داخل مدينة رام الله وحصارها لمقر الرئيس عرفات لم يكن هدفها الرئيس الفلسطيني شخصيا ومقره العام‏.‏
لقد دخلت‏50‏ دبابة وعربة مدرعة و‏6‏ جرافات للمدينة الفلسطينية‏,‏ وتمركزت داخل مقر عرفات‏,‏ واطلقت الرصاص من حوله‏,‏ وقصفت القذائف مكتبه‏,‏ وأصيبت غرفة نومه ـ التي لم يكن فيها ـ وقتل أحد حراسه الشخصيين وجرح سبعة فلسطينيين آخرين‏,‏ وبعد كل ذلك يزعمون أن الهدف لم يكن عرفات‏,‏ فما هو إذن؟
ولم يخف المسئولون الإسرائيليون أن رئيس وزرائهم أرييل شارون الذي يحزم حقائبه للتوجه إلي واشنطن بعد غد الاثنين‏,‏ سيطلب من الرئيس الأمريكي جورج بوش إقصاء عرفات نهائيا لأن إسرائيل تعتبر أن بقاءه في السلطة يجعل وقف العنف مستحيلا‏,‏وهو نفس الاتجاه الذي عبر عنه موشيه كاتساف رئيس إسرائيل عندما أعلن أن عرفات يشكل خطرا علي نفسه‏,‏ وناشد دول العالم الحر بقطع علاقاتها معه‏!‏
ويخشي أن يستغل شارون إشارتين غير مباشرتين صدرتا من واشنطن لتحقيق هدفه‏..‏ الأولي علي لسان الرئيس بوش الذي أعلن أن عرفات ليس من القادة الذين لا يمكن الاستغناء عنهم‏..‏ والثانية من جورج تينيت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الذي أكد أن بلاده لن تتدخل وسيواجه عرفات شارون وهو‏(‏ شارون‏)‏ طليق اليدين إذا استمرت العمليات الانتحارية‏.‏
جملة قصيرة علق بها السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم بالجامعة العربية وأنا أسأله رأيه في الملابسات السابقة بقوله‏:‏ استنتاجك صحيح‏..‏ ولكن كل هذا ليس مهما‏..‏ المهم أن الشعب الفلسطيني يريد عرفات زعيما ورئيسا ومناضلا‏!!‏
تري من سينتصر الشعب أم أعداء الشعب ؟‏!‏(الأهرام المصرية)