إيلاف- بعد شهور من السجن في المملكة المتحدة، توقف خلالها موقعه عبر الإنترنت عن البث، عاود الأصولي المصري ياسر السري مدير ما يعرف بالمرصد الاعلامي الاسلامي في لندن نشاطه الإعلامي بتصريحات أدلى بها اليوم، قال فيها إن اسلام احمد الغمري العضو في تنظيم (الجماعة الاسلامية) المحظور في مصر قد عاد طواعية من دولة عربية إلى مصر، لكنه امتنع عن تحديد تلك الدولة العربية التي كان يقيم بها الغمري، قبل عودته التي أنكرتها مصادر رسمية في مصر.
وأضاف السري أن "الغمري يقيم في مكان تابع لاجهزة الامن بعد عودته في منتصف نيسان (ابريل) الماضي، مشيراً إلى أنه لم ينقل الى السجن حيث كان تلقى ضمانات شفهية بعدم ملاحقته قضائيا الا ان السلطات لم تسمح له بالعودة الى منزله وانما تم احتجازه في مكان يجري منه اتصالات هاتفية باسلاميين في الخارج لاقناعهم بالعودة الطوعية لمصر، على حد تصريحات الأصولي المصري المقيم بلندن لوكالة رويترز للأنباء.
وكان الغمري قد غادر مصر أواخر الثمانينات وتنقل في عدة دول بينها باكستان وافغانستان، ولم يتهم من قبل لكنه موجود علي قائمة مطلوبين مصرية لاهم الأصوليين الإسلاميين لتخطيطهم لاعمال العنف من خارج البلاد.
ووفقا لوصف أنشطته كما ورد بالقائمة الرسمية التي أصدرتها ـ عبر الإنترنت ـ الهيئة العامة للاستعلامات عام 1997 فانه شارك في الهجوم على موكب مبارك اثناء انتقاله من مطار اديس ابابا الى وسط المدينة عام 1995 لحضور مؤتمر قمة منظمة الوحدة الافريقية.
وتفيد تقارير صحافية ورسمية متطابقة أن 11 رجلا شاركوا في الهجوم الذي اعلنت الجماعة الاسلامية المسؤولية عنه، وقتل خمسة منهم في اديس ابابا وحكمت محكمة اثيوبية على ثلاثة اخرين بالاعدام في حين هرب ثلاثة الى الخارج، من دون أن تعرف الجهة التي اتجهوا اليها.
وفي العام 1997 انطلقت من القاهرة دعوة من قادة الجماعة المسجونين الى وقف اطلاق النار من جانب واحد، عرفت بـ"مبادرة وقف العنف"، وخلال الاسبوع الماضي اعلنوا في مقابلة صحفية نادرة معهم استعدادهم لتقديم الاعتذار للشعب المصري عن "الجرائم" التي ارتكبتها الجماعة ودفع ديات لاسر الضحايا.
ويقول اسلاميون في مصر وفي الخارج ان السلطات تحاول عن طريق مبادرة وقف العنف السماح لبعض القيادات في الداخل بالاتصال بمن يقيمون في الخارج لاقناعهم بالعودة الى مصر. وقال احدهم "عودة اسلام الغمري كانت نتيجة لهذه الاتصالات الجديدة من نوعها"، مشيراً إلى أن السلطات لا تعتزم التنكيل بهؤلاء العائدين، حتى تعزل المتشددين من قادة الجماعات وحدهم.