بغداد- حمل العراق بعنف اليوم على الادارة الاميركية التي ما زالت مصرة على موقفها من نظام الرئيس صدام حسين، رغم مبادرة الانفتاح التي اتخذتها بغداد في مجال مراقبة اسلحتها.
وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم الحزب الحاكم في العراق ان "موقف ادارتي (الرئيس الاميركي جورج) بوش وتابعه (رئيس الوزراء البريطاني توني) بلير كان متوقعا تماما" لانهما "دأبتا (..) على التشكيك بموقف العراق وبجدوى حواره مع الامم المتحدة".
ووصفت الصحيفة الموقف الاميركي بانه "عدائي عدواني مسبق (..) وسياسي (..) لا صلة له بقرارات مجلس الامن ولا بما انجزه العراق على صعيد تنفيذ التزاماته الدولية، ولا بعودة المفتشين او عدم عودتهم".
ودعت الصحيفة دول العالم الى ان "تتحمل مسؤولياتها تجاه هذه النزعة العدوانية الاميركية المدمرة وتساند مبادرة العراق الجديدة بقوة وتشجع رغبته في اجراء حوار موضوعي ونزيه مع لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك)".
اما صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي فقد اتهمت واشنطن ولندن بمحاولة "الاختباء وراء ستار مهلهل من الادعاءات الباطلة لتحقيق اهداف استعمارية مقيتة يرفضها المجتمع الدولي".
ورأت ان هذا الموقف "يثبت ان ما يحاولون تحقيقه والجعجعة التي يريدونها ببلادة وغباء لا علاقة لها بالتفتيش واسلحة الدمار الشامل العراقية غير الموجود اصلا".
ودعت "بابل" مجلس الامن الدولي الى "تبرئة نفسه من هذه المهزلة ويحرر نفسه ويتحمل مسؤولياته لايقاف هذه المخططات الاجرامية التي تخطط لها الادارة الاميركية ومعها الصهيونية العالمية للهيمنة على العالم لاغراضها الاستعمارية العنصرية".
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اكد امس السبت انه ما زال مصمما على التوصل الى تغيير النظام في العراق باستخدام كل الوسائل التي يملكها رغم الدعوة التي وجهتها بغداد الى رئيس لجنة المراقبة هانس بليكس.
وقال بوش للصحافيين خلال زيارة الى كينيبانكبورت (مين) "سمعتم ما قلته. انني رجل صبور. ساستخدم كل الوسائل المتاحة لنا ولم يتغير اي شىء".
وقبل ذلك بقليل، اكد بوش في اجتماع انتخابي ان من واجبه "عدم السماح لاسوأ قادة في العالم" بنشر اسلحة للدمار الشامل، ملمحا بذلك بشكل واضح الى الرئيس العراقي صدام حسين.
من جهته، رفض وزير الخارجية الاميركي كولن باول بشدة السبت مبادرة العراق. وقال في مانيلا ان "العراقيين سعوا باستمرار للالتفاف على التزاماتهم حيال عمليات التفتيش".
وفي حديث نشر اليوم، استبعد بليكس ان يتوجه الى بغداد قبل موافقة واضحة من بغداد على استئناف عمليات التفتيش المتوقفة منذ نهاية 1998.
وقال بليكس لصحيفة "الحياة" العربية "اعتقد من الناحية السايكولوجية ان من الافضل عدم ذهاب شخص من مستواي السياسي الى بغداد قبل ان يعلنوا قبولهم التفتيش".&واعتبر ان القيام بمحادثات في بغداد مع السلطات العراقية في هذه المرحلة "سيثير توقعات لا اساس لها".
وعبر نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان السبت عن قناعته بان الولايات المتحدة ستضرب العراق حتى اذا وافقت بغداد على استقبال مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة.
وقال رمضان لمركز تلفزيون الشرق الاوسط (ام.بي.سي) ان الموقف الاميركي "ليس بجديد"، مشيرا الى ان "زعيم الشر بوش قال منذ اكثر من شهر عندما سئل" عن موقفه في حال تبني العراق موقفا آخر من موضوع المفتشين ان "الموضوع لا يرتبط بموضوع المفتشين ان قبل العراق او لم يقبل فالموضوع يرتبط بتغيير النظام".
وبعد اقل من شهر على اقتراح تقدم به عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي "لمواجهة التهديدات الاميركية بالعدوان على العراق"، قررت وزارة التجارة توزيع الحصة التموينية التي تشمل مواد غذائية اساسية على المواطنين لمدة شهرين بدلا من شهر واحد.
ولم يصدر اي تفسير رسمي لهذا الاجراء الاستثنائي الذي يبدو انه اتخذ تحسبا لهجوم اميركي محتمل على العراق وتحدثت عنه اليوم صحيفة "تكريت" الاسبوعية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في وزارة التجارة قوله انه "تم تجهيز وكلاء المواد التموينية في بغداد والمحافظات بحصة شهري آب/اغسطس وايلول/سبتمبر في آن واحد".
وكان عدي صدام حسين دعا في ورقة عمل الى المجلس الوطني العراقي الى "اعداد المجتمع العراقي بصورة غير مباشرة اعدادا نفسيا لتقبل اعباء الحرب والمحافظة على ديمومة شعور المجتمع بالامن عبر اجراءات امنية تشارك فيها جميع المؤسسات الرسمية وتأمين الاحتياجات الاساسية للمواطنين".
التعليقات