تايبيه- اعلنت البحرية التايوانية اليوم الاربعاء الغاء مناورات بحرية مقررة سعيا وراء خفض التوتر مع الصين والناجم عن دعوة اطلقها الرئيس التايوني شين شوي بيان الاسبوع الماضي لاجراء استفتاء حول استقلال الجزيرة.
وفي خطوة اخرى للتخفيف من حدة التوتر، تخلى الحزب الحاكم في تايوان عن مشروع قانون كان سيسمح بالتصويت على مستقبل الجزيرة.
وفي بكين، حذر مسؤول عسكري من ان تايوان تغامر بالتسبب بقيام الجيش الصيني بعملية عكسرية اذا اصر رئيسها على اجراء استفتاء.
لكن عددا من المحللين استبعدوا هذا الاحتمال على الفور معربين عن اعتقادهم بان هناك اتجاها نحو نزع فتيل الازمة على ما يبدو.&وقال متحدث باسم البحرية التايوانية ان المناورات التي كانت متوقعة الاسبوع المقبل قبالة الشواطئ التايوانية "الغيت تجنبا للتكهنات والتاويلات السيئة نظرا للوضع القائم".
وكانت التمارين التي ستشارك فيها الدفاعات الجوية والبحرية والمخصصة لاعتراض الغواصات ستبدا في 15 الجاري قبالة هوالين الواقعة على الشاطئ الشرقي للجزيرة حسبما ذكرت "تشاينا تايمز".&وقد نددت الصين بتصريحات شين واعتبرتها خطوة اضافية باتجاه استقلال الجزيرة التي تطالب باستعادتها.
وعلى الصعيد السياسي، تخلى ترونغ تشاي النائب في الحزب الديموقراطي التقدمي الحاكم عن اقتراح مشروع قانون حول الاستفتاء الامر الذي كان سيزيد من حدة غضب الصين.
وقال احد معاوني النائب ان "تشاي حذر من ان الوقت كان غير ملائم".&وتاتي دلائل الانفراج بعد ان اوضح الرئيس التايواني ان وسائل الاعلام شوهت تصريحاته السبت الماضي مما كان السبب وراء الازمة الجديدة مع الصين.
وفي بكين، اعتبر مسؤول عسكري صيني رفيع المستوى تصريحات شين بانها "استفزازية" وحذر من ان استخدام القوة يبقى امرا محتملا.
وقال المسؤول لصحيفة "تشاينا دايلي" انه "يجب ضمان السلام واكتسابه بالقوة. واذا كنا نريد السلام فيجب ان نكون مستعدين لاعمال عسكرية" في اشارة هي الاولى من نوعها الى عمل عسكري محتمل.
واعاد المسؤول تاكيد رغبة الصين في اعادة توحيد سلمية للجزيرة مع البلد الام بعد انفصال دام اكثر من نصف قرن من الزمن، لكنه شدد على "ضرورة مواصلة البلد الام استعداداته العسكرية من اجل دعم وتشجيع اعادة توحيد سلمية".&واضاف "يجب الا نخدع انفسنا لان الانفصاليين لن يتخلوا عن السعي الى الاستقلال بين يوم واخر".
وكانت الحكومة الصينية حذرت مطلع الاسبوع الحالي من ان شين سيقود التايوانيين الى الكارثة اذا استمر في فكرة الاستفتاء من اجل تحديد مستقبلهم. الا ان الصين لم تتخذ اي اجراء للرد.
ومن جهتها ذكرت صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي تايوان بان الانفصال سيشكل خطرا.
ورات الصحيفة انه "سيكون من العبث محاولة تعديل الوضع القائم عبر فصل الصين عن تايوان مما سيؤدي بالجزيرة الى الحرب".
وكانت بكين هددت مرارا باستخدام القوة ضد الجزيرة اذا اتجهت نحو الانفصال الرسمي. وكانت تايوان انفصلت عن بكين بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم عام 1949.
&واستبعد محللون اليوم مخاطر اندلاع فوري للنزاع.
وقال جوزف شينغ من سيتي يونيفرسيتي في هونغ كونغ ان بكين تعلم ان شين لن يدفع باتجاه الاستفتاء في مستقبل قريب واخذت علما بجهود تايوان من اجل التقليل من مغزى تصريحاته.