القاهرة-إيلاف: قال بيان أصدره مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، وتلقت (إيلاف) نسخة منه، إن ممثلين لجماعات مسلمة وعربية بولاية فلوريدا بحثوا سبل حمايتهم وحماية مؤسساتهم التعليمية والدينية&مع جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا وكبار مسؤولي سلطات تطبيق القانون بالولاية خلال إتصال هاتفي جمعهم عصر الإثنين 26 آب (أغسطس) بعد اعتقال شرطة الولاية يوم الجمعة 23 آب (أغسطس) طبيب يهودي كان يخطط لتفجير عدد من المراكز والمؤسسات الإسلامية بولاية فلوريدا وبحوزته كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.
وقد عبر جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا وشقيق الرئيس الأميركي الحالي - في بيان أصدره عقب الإتصال بالقادة المسلمين والعرب - عن مساندته لحق المسلمين في ممارسة ديانتهم في بيئة أمنة ومسالمة، وذكر جيب بوش في البيان "لا يجب أن يخشى الأفراد أية شئ عند التعبير عن عقيدتهم. الذين يرسلون أطفالهم لمدارس دينية أو يصلون في المساجد أو الكنائس أو المعابد (اليهودية) لهم كل الحق في ممارسة ديانتهم في بيئة أمنة ومسالمة. رسالتي اليوم هي أن أطمئن جميع أهالي فلوريدا على أنه لن يتم التسامح مع (كل من يحاول) اضطهاد الأفراد بسبب ديانتهم أو خلفياتهم الوطنية".
وقد شارك في الاتصال الهاتفي مسؤولون عن إدارة تطبيق القانون بولاية فلوريدا (FDLE)، وعن مكتب مكافحة جرائم الخمور والتبغ والأسلحة (ATF)، كما تم تنسيق اللقاء بواسطة مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) بولاية فلوريدا.وقد جاء اللقاء بعد اعتقال طبيب يهودي بولاية فلوريدا يدعى روبرت غولدشتاين وبحوزته ترسانة من الأسلحة والمتفجرات تشتمل على أكثر من 30 جهاز تفجير، وقائمة بأسماء حوالي 50 مركز إسلامي بولاية فلوريدا وخطة مفصلة لتفجير أحد المراكز التعليمية الإسلامية بالولاية.
وبعد أن أصدر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) بيانا يوم الجمعة 3 آب (أغسطس) حذر فيه من تصاعد خطاب العداء للإسلام والمسلمين من قبل اليمين المتشدد واللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة وما يمثله من تهديد للعلاقات الإسلامية الأميركية بصفة عامة ولسلامة وأمن المسلمين المقيمين في أميركا بصفة خاصة، وكرر مطالبته للرئيس جورج بوش والقيادات الأميركية بإدانة خطاب العداء للإسلام والمطالبة بوقفه واتخاذ الخطوات الأمنية اللازمة لحماية المسلمين ومؤسساتهم في فلوريدا وفي مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وفي يوم الأحد 25 آب (أغسطس) أصدر مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) بولاية فلوريدا بيان انتقد فيه جدية مسئولي ولاية فلوريدا في التعامل مع القضية ومخاوف مسلمي الولاية، وذكر البيان أن سلطات تطبيق القانون والقيادات المنتخبة والدينية والإعلامية لا يتعاملون مع القضية بجدية، وطالب البيان السلطات بأن توضح لمسلمي فلوريدا ما تقوم به لاعتقال شركاء روبرت غولدشتاين الذين أشار إليهم في خطته، إذ أشارت الخطة المضبوطة في حوزة غولدشتاين إلى إسم شريك واحد على الأقل يدعى "مايك".
وتضمن البيان تصريحات لألطاف علي مدير مكتب كير بفلوريدا انتقد فيها عدم إدانة حاكم ولاية فلوريدا والمنظمات اليهودية بالولاية الحادثة، وعدم قيام شرطة الولاية بزيادة حمايتها لمساجد فلوريدا، وعدم القبض على شركاء المتهم، وعبر ألطاف علي عن قناعته بأن أسلوب التعامل مع القضية كان سيبدو مختلفا لو كان المتهم فيها مسلم يحاول تفجير معابد يهودية، وقال لو حدث ذلك لفتشت الحكومة عن مؤامرة أكبر ووضعت المساجد المحلية تحت الرقابة، ولتم مسائلة القادة المسلمين في المنطقة، ولتسائلت وسائل الإعلام عن دوافع المتهم الدينية، ولحصلت المعابد اليهودية على حماية 24 ساعة في اليوم، ولقام حاكم الولاية - وربما الرئيس نفسه - بأدانة الحادثة.وقال ألطاف علي "نحن نطالب بمعاملة متساوية كأميركيين وأن يتم تطبيق القوانين بحزم".
وفي صباح الإثنين 26 آب (أغسطس) أرسل ألطاف علي رسالة إلى حاكم ولاية فلوريدا جيب بوش طالبه فيها بالنيابة عن القيادات المسلمة في ولاية فلوريدا باللقاء معهم فورا لبحث مخاوف القيادات المسلمة على أسرهم ومؤسساتهم بالولاية خاصة مع بداية العام الدراسي الجديد وفتح المدارس الإسلامية في فلوريدا أبوابها واستقبالها الطلاب المسلمين.
وذكر ألطاف علي في خطابه إلى جيب بوش "نطالب - بإحترام - أن تتدخل شخصيا في التحقيقات للتأكد من سلامة بيئة المدرسة لأطفالنا، نحن نطالب بهذا التدخل المباشر من جانبك لأن العديد من أعضاء المجتمع المسلم يشعرون بقلة حماس سلطات تطبيق القانون والقيادات المنتخبة والقيادات الدينية في التعامل مع& قضية هجوم إرهابي محتمل".&&
وقد نقلت وكالة الأسوشياتد برس الأميركية في بيان لها يوم الإثنين 26 آب (أغسطس) اهتمام جيب بوش بإجراء إتصال هاتفي مع القادة المسلمين لشرح ما تقوم به سلطات تطبيق القانون من جهود لحماية أماكن عبادتهم، ونقلت الوكالة عن جيب بوش قوله "لا يوجد مكان في ولايتنا للإضطهاد الديني أو للعب على قضية الشرق الأوسط .... دعنا نكون واضحين بخصوص هذا الأمر: لو كان بعض الأفراد يخططون للهجوم على المؤسسات الدينية - سواء كانت مساجد أو معابد (يهودية) أو كنائس - فلن يتم التسامح مع ذلك".
وبناء على ذلك أجرى جيب بوش إتصالا هاتفيا بقيادات المنظمات المسلمة والعربية بفلوريدا عصر الإثنين 26 آب (أغسطس)، وشرح جيب بوش للقادة المسلمين - خلال الاتصال - تطورات القضية وطالب سلطات تنفيذ القانون بالولاية بالاتصال بالمساجد المحلية بشكل فوري وتوعيتهم ببعض الإجراءات التي يمكن إتخاذها لتقليل أية تهديدات قد يتعرضون لها.
وقد حث ألطاف علي حاكم فلوريدا خلال اللقاء على عقد مؤتمر صحفي يؤكد فيه على مساندته للمجتمع المسلم، وقد أبدى بوش موافقته على ذلك. وذكر مسؤولون بإدارة تطبيق القانون بولاية فلوريدا صباح الثلاثاء 27 آب (أغسطس) أن رجال شرطة الولاية يخططون لزيارة حوالي 200 مسجد ومدرسة إسلامية في الولاية في نفس اليوم لتقييم سلامتها وأية تهديدات أمنية قد تواجهها.