نيويورك- تعقد الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا اجتماعا رفيع المستوى لمحاولة احياء عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، وسط مخاوف من ان تؤدي الازمة مع العراق الى مزيد من التدهور في المنطقة. وتعقد اللجنة الرباعية اجتماعها على هامش الجمعية العامة ال57 للامم المتحدة في نيويورك التي هيمنت عليها حتى الان المسألة العراقية.
ويشارك في هذا الاجتماع وهو الاول منذ منتصف تموز/يوليو، وزير الخارجية الاميركي كولن باول ونظيره الروسي ايغور ايفانوف والامين العام للامم المتحدة كوفي انان والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. كما يعقد الاجتماع بمشاركة وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي
وفي حين تواصل واشنطن ممارسة ضغوط شديدة على الامم المتحدة من اجل تجريد العراق من السلاح بشكل فاعل، اكد العديد من كبار المسؤولين الموجودين في نيويورك الى ضرورة العمل على حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.ورأى وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان "ايجاد حل سلمي في الشرق الاوسط سيساهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار الاقليمي ومكافحة الارهاب ومراقبة اسلحة الدمار الشامل". وتساءل "الن يجد النظام العراقي نفسه معزولا اكثر اذا ما تم التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين؟ ألن يولد ذلك ضغطا سياسيا اكبر من اجل احداث تغيير؟".
من جهته، ندد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بالتهديدات الاميركية بضرب العراق، مشيرا الى ان اسرائيل تخالف قرارات الامم المتحدة اكثر من بغداد. وقد اعلنت بغداد في رسالة وجهها وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الى كوفي انان وتم تسليمها مساء امس الاثنين استعداد بلاده "لمناقشة الترتيبات العملية الضرورية للاستئناف الفوري لعمليات التفتيش" في العراق.
في المقابل ذكر الجيش الاسرائيلي في بيان انه اوقف ليل الاثنين الثلاثاء 23 فلسطينيا قرب خان يونس في جنوب قطاع غزة، لكن مصادر فلسطينية ذكرت انه افرج عن 15 من هؤلاء. واوضح الجيش الاسرائيلي انه يشتبه بان الفلسطينيين الذين اوقفهم قاموا "بنشاطات معادية لاسرائيل ويجب استجوابهم". وذكرت مصادر امنية فلسطينية لوكالة فرانس برس ان الجيش الاسرائيلي قام "بحملة مداهمات لمنازل في مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة) حيث توغل اكثر من كيلومترين صباح اليوم واحتجز اكثر من 23 فلسطيني افرج عن 15 من بينهم بعد تحقيق معهم". واضافت المصادر الفلسطينية ان الفلسطينيين الثمانية الذين ابقى الجيش الاسرائيلي على اعتقالهم "اقتيدوا الى جهة مجهولة".
وقال بيان الجيش الاسرائيلي ان "وحدة من المشاة تساندها آليات مدرعة اكتشفت ودمرت في القطاع الشمالي من خان يونس تسع ورشات سرية لانتاج الاسلحة".
من جهة قالت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي قام بتدمير مبنى سكني ومكتب لحركة فتح وسبعة ورش صناعية واعتقال ثمانية مواطنين خلال توغله في خان يونس التي يشملها نظام الحكم الذاتي بمشاركة "اكثر من ثلاثين آلية عسكرية".
واوضحت هذه المصادر ان الجيش الاسرائيلي "قام بتفجير مبني سكني مكون من ثلاثة طوابق تعود ملكيته الى يوسف الاغا والد احد اعضاء كتائب عز الدين القسام وهدم منزلا صغيرا كان يستخدم مكتبا فرعيا لحركة التحرير الوطني فتح في المنطقة". واضاف ان الجيش الاسرائيلي "هدم سبع ورش صناعية بواسطة المتفجرات بينها خمس ورش لصيانة واصلاح الآليات الزراعةي وورشة حدادة اضافة الى ورشتين لتركيب وتصنيع الرخام" قبل ان ينسحب من المنطقة.
واخيرا، ذكر مصدر عسكري اسرائيلي ان قنبلة انفجرت فجر اليوم الثلاثاء بدون ان تؤدي الى سقوط جرحى او تسبيب اضرار في سيارة جيب تابعة للجيش الاسرائيلي في قرية ابو ديس شمال القدس في الضفة الغربية.