برلين- من المتوقع ان تشهد الانتخابات التشريعية في المانيا الاحد تنافسا شديدا بين الفريقين الاساسيين في هذا السباق لم تعرف له المانيا مثيلا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي ختام حملة انتخابية تميزت بالحيوية تاكد ان المستشار الحالي غيرهارد شرودر هو الزعيم الاكثر شعبية في المانيا من دون منازع خصوصا امام منافسه الرئيسي على لائحة الديموقراطيين المسيحيين رئيس حكومة مقاطعة بافاريا ادموند شتويبر الذي لم يقنع الكثيرين بانه يتمتع بميزات تؤهله لتولي المستشارية.
الا ان الالمان مدعوون الاحد لانتخاب اعضاء البوندستاغ على ان ينتخب اعضاء البرلمان الجدد المستشار الالماني الجديد. لذلك فان اللعبة لا تزال مفتوحة ولم تحسم بعد.&ويقول مدير مؤسسة فورسا لاستطلاع الراي مانفريد غيلنر "المنافسة ستكون شديدة جدا مع احتمال حصول تقدم بسيط للحزب الاشتراكي الديموقراطي والغالبية الحكومية مع الخضر".
ويقول رئيس تحرير مجلة شتيرن توماس اوستركورن "لا اتذكر انتخابات اخرى تميزت بهذا القدر من التنافس" مضيفا "شرودر او شتويبر ؟ ان ايا منهما لم يكن مقنعا فعلا ولا نشعر بالحماس الذي شعرنا فيه قبل اربع سنوات" عندما فاز شرودر على الديموقراطي-المسيحي هلموت كول الذي كانت انهكته 16 سنة من السلطة.
ونشرت مؤسسة النسباخ الجمعة استطلاعا للراي اعطى الاشتراكيين الديموقراطيين 5.37 بالمئة والمحافظين 37 بالمئة. وتعتبر هذه الارقام ممتازة للاشتراكيين الديموقراطيين الذين كانوا متخلفين كثيرا وراء الديموقراطيين المسيحيين حتى قبل اسابيع قليلة من الانتخابات.
الا ان المؤسسة نفسها تتوقع ان يحصل تحالف الديموقراطيين المسيحيين مع الليبراليين على الاكثرية المطلقة، لان الليبراليين سيحصلون على 9.5 بالمئة مقابل 7.5 بالمئة للخضر حلفاء الاشتراكيين الديموقراطيين.
وتبقى هذه التوقعات مرتبطة بنجاح او فشل الشيوعيين الجدد ورثة الحزب الشيوعي في المانيا الشرقية، في الدخول الى البرلمان. اذ تعطيهم استطلاعات الراي&4.5 بالمئة من الاصوات بينما هم بحاجة الى خمسة بالمئة لدخول البوندستاغ، ولكن بوسعهم الفوز بثلاثة مقاعد مباشرة في الدوائر المائة وتسع وتسعين مما يعطيهم الحق بتكوين مجموعة برلمانية من ثلاثين نائبا.
وفي حال فشل الشيوعيون الجدد في الدخول الى البوندستاغ فان مقاعدهم ستتوزع على الاحزاب الاخرى الممثلة. لذلك تبقى الاحتمالات مفتوحة ومن الصعب التكهن منذ اليوم بالنتيجة.&ويمكن ان تؤدي اي زلات لسان او تصريحات متسرعة الى تعديل النتائج المتوقعة.
فقد قال شتويبر الاربعاء انه في حال اعيد انتخابه لن يسمح باستخدام القواعد الاميركية في المانيا لمهاجمة العراق من قبل الولايات المتحدة وحدها. الا ان مستشارا له سارع الى الكلام عن "سؤ فهم".
اما وزيرة العدل الاشتراكية الديموقراطية هرتا دوبلر-غملين فقد اثارت زوبعة سياسية عندما قارنت اساليب الرئيس الاميركي جورج بوش بالاساليب التي كان يستخدمها الزعيم النازي ادولف هتلر اي اللجوء الى الحرب بمواجهة المشاكل الداخلية.&ونفت الوزيرة الكلام المنسوب لها بعد يومين ولكن ليس قبل ان تصدر ردود فعل غاضبة من واشنطن.
ولم يكن من قبيل الصدفة ان هاتين الزلتين دارتا حول العراق. فقد تمكن شرودر من تحسين فرص حزبه بالفوز عبر التركيز على رفض الدخول في حرب ضد العراق مستفيدا من حساسية الالمان ضد اي تورط عسكري خارجي.
ومع انه جازف بتوتير علاقاته مع الحليف الاميركي فقد اصر شرودر على رفض اي مشاركة عسكرية لبلاده في الحرب ضد العراق اكان في اطار الامم المتحدة او خارجها.
واذا كان المرشحون الالمان يلجأون عادة قبيل الانتخابات الى التلاعب على العواطف القومية للالمان فان استعداء واشنطن بهذه الطريقة يبدو لافتا خصوصا انها الدولة التي ساعدت في قهر النازيين وقدمت مشروع مارشال لاعادة اعمار المانيا وسارعت لنجدة برلين الغربية في اوج الحرب الباردة.
ويبدو ان موضوع "الحرب والسلام" اطاح بكل ما عداه من المواضيع خصوصا البطالة التي فشل شرودر في مكافحتها كما وعد حيث يصل عدد العاطلين الى نحو اربعة ملايين شخص.