إيلاف- بعد القبض على سلسلة من "المتعاملين" مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي كشف اليوم جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني عن اعتقال خلية قوامها 11 عميلاً معظمهم من العسكريين في الضفة الغربية وقطاع غزة نفذوا وساعدوا في تنفيذ العديد من عمليات الاغتيال بحق نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية.
نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن اللواء موسى عرفات مدير جهاز الاستخبارات الفلسطيني قوله ان المتهمين ادلوا باعترفات تفصيلية حول الخدمات التي قدموها لسلطات الاحتلال وجهاز (شاباك) الإسرائيلي ساهمت في تنفيذ عشرات العمليات من أبرزها عمليات اغتيال مهند ابو الحلاوة ورائد الكرمي من مؤسسي كتائب شهداء الاقصى وعامر الحضيري احد القادة العسكريين لحركة حماس وزوجة وابناء حسين ابو كويك، فيما حاول احدهم اغتيال حسن يوسف عضو القيادة السياسية لحركة حماس، وعدد آخر من عمليات الاغتيال التي نفذها بعضهم بنفسه، كما قام بعضهم بتشكيل شبكات اسقاط لصالح المخابرات الاسرائيلية.
وتشير تقديرات استخبارية غير رسمية إلي أن هناك حوالي ثلاثة آلاف فلسطيني عميل من هذا النوع، وإن كان هناك عدد أقل داخل إسرائيل، كانوا يقيمون في قرية "الدهينة" قرب مطار غزة، ومعظم سكانها من الغجر، وقد رحلتهم إسرائيل إلي داخل الخط الأخضر بعد اتفاقية اوسلو، وحاولت اسكانهم في مناطق تمركز عرب إسرائيل، إلا أنهم لفظوهم، ورفضوا وجودهم، فأنشأت إسرائيل لهم قرية خاصة هي "فحمة" القريبة من جنين في أقصي شمال الضفة.
وأكد اللواء عرفات ان السلطة الفلسطينية اعلنت حربا لا هوادة فيها على العملاء لتطهير المجتمع الفلسطيني من دنسهم ومن جرائمهم التي يشوهون فيها سمعة النضال الوطني معتبرا انهم اخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني بأكمله مستدركا ان هناك نماذجا كثيرة من الشعب الفلسطيني رفضت كل محاولات الاغراء والتهديد في التعامل مع الاعداء وبعضهم سلم نفسه وطلب حمايته من التهديدات الاسرائيلية فيما قسم آخر عمل كعميل مزدوج لصالح الشعب الفلسطيني وادوا مهام جيدة على المستوى الوطني.
ودعا الى حملة وطنية شاملة لتوعية الجمهور الفلسطيني من خطورة هذه الظاهرة وطرق اسقاط العملاء لان هناك شبابا يسقطون في الفخ دون ان يدرون مشيرا الى ان قسما آخر يسقطون من خلال وسائل ضغط لحاجة معينة.
وأضاف اللواء عرفات ان اجهزة المخابرات الاسرائيلية لا ينظمون عملاءهم في مجموعات، لكن يتعاملون بمجموعات فردية اي لا يعرف الواحد منهم الاخر الا نادراً حين يطلب من مجموعة عملاء معا يكون احدهم على سبيل المثال اسقط الباقين في تنفيذ بعض العمليات، بالاضافة الى اعتمادهم ايضا على الوسائل الالكترونية مثل المراقبة الهاتفية والتصنت وهي موجودة بكثرة اضافة الى طائرات التجسس التي تكاد لا تغادر المجال الجوي الفلسطيني.
جدير بالذكر إن السلطة الفلسطينية كانت قد أوقفت عدة عملاء خلال الشهور الماضية، من بينهن سيدات ، وتشير تقديرات غير رسمية لأجهزة استخبارات عربية إلى وجود 3 آلاف جاسوس لإسرائيل في الداخل الفلسطيني، فضلاً عن قرى كاملة تشيع بين قاطنيها ممارسات العمالة والتعاون مع الأجهزة الإسرائيلية.
التعليقات