لندن -ايلاف: واجه رجال السياسة البريطانيون اليوم صدمة قاسية اثر تكشف فضيحة علاقة غير شرعية بين رئيس الوزراء السابق عن حزب المحافظين جون ميجور ووزيرة الصحة السابقة ادوينا كوري وذلك في الفترة ما بين 1984 و1988 .
واعترف ميجور الذي رئس الحكومة البريطانية في العام 1990 خلفا لليدي مارغريت ثاتشر وقاد حرب الخليج الثانية التي طردت القوات العراقية من الكويت، اعترف بالعلاقة مع الوزيرة السابقة معلنا "شعوره الخجل من نفسه".
وقال ميجور الذي هزم في انتخابات 1997 البرلمانية في شكل كاسح امام حزب العمال بقيادة توني بلير ان زوجته نورما عرفت بالعلاقة التي استمرت اربع سنوات "وهي غفرت لي ذنبي".
وتكشف الفضيحة جاء خلال مقابلة اجرتها اليوم صحيفة (التايمز) البريطانية مع الوزيرة السابقة كوري وهي كانت نجما سياسيا صاعدا في الثمانينيات لعد انتقاداتها المثيرة لوزارة الصحة التي كانت تحمل حقيبتها وفجرت معها فضيحة مرض السالمونيلا في الدجاج والبيض، واستقالت اثر تلك الضجة.
وبدأت (التايمز) اليوم ايضا نشر مسلسل ذكريات الوزيرة التي اعدتها للصحيفة في وقت سابق.
وهي اعترفت بعلاقاتها غير الشرعية مع ميجور حينما كان هو الآخر يتجه نحو النجومية، وقالت ان العلاقات توقفت من بعد تعيينه وزيرا مسؤولا عن المالية في حكومة ثاتشر ممن بعد ذلك صار وزيرا للخزانة ثم وزيرا للخارجية حتى اصبح رئيسا للوزراء.
واعترفت كوري بالعلاقة غير الشرعية قائلة "وجدت ما دمنا نقترب من العام 2003 ان اكشف عن هذه العلاقة من بعد ان مر عليها زمن طويل واصبحت جزءا من الماضي".
ومن جانبه قال ميجور "كنت احس بامرارة من تلك العلاقة وما كان يخيفني اكثر هو ان تنشر في أي وقت من الأوقات امام العالم".
يذكر ان جون ميجور (64 عاما) واحد من السياسيين البريطانيين القلائل الذين يشهد لهم بالزهد في المناصب وحتى الانطواء الى حد الخجل، ولكنه حين تسلم قيادة حزب المحافظين خليفة لليدي ثاتشر التي كان يطلق عليها لقب (السيدة الحديد) فانه ورث تركة ثقيلة حيث الفقضائح تلو الفضائح كانت تلاحق رجال الحزب وسياسييه وبرلمانية.
وواحدة من الفضائح الشهيرة فضيحة علاقة وزير الدولة للخارجية ديفيد ميلور مع ممثلة من الدرجة العاشرة، وفضيحة لورد باركنسون مع سيدة حملت منه سفاحا هذا اضافة الى فضيحة لورد جيفري آرتشر رئيس الحزب السابق مع داعرة وهو كذب على القضاء وهو مسجون لأربع سنوات الآن لقاء فعلته.
ومن الذين طالتهم الفضائح كذلك جوناثان اتكين ووزير الدفاع الأسبق الذي تورط في قضايا مالية وصفقات وما لحقها من قضايا جنسية، وأخيرا فان نيل هاملتون الوزير السابق في عهد ثاتشر تورط في فضيحة"المال مقابل الاسئلة البرلمانية" وهو خاض معركة قضائية خسرها ضد مالك محال هارودز الملياردير المصري محمد فايد الذي كشف ان الوزير كان يقبض منه اموالا مقابل طرح اسئلة في مجلس العموم.
ومسلسل الفضائح هذا ورط حزب المحافظين الارستقراطي التقليدي في المؤسسة السياسية البريطانية وقادها الى اسوأ هزيمة سياسية على يد نجوم حزب العمال الشباب المعارضين بزعامة بلير في العام 1997 ، كما هزموا مرة ثانية في انتخابات العام 2001 .