القاهرة- ايلاف: قالت اليوم الجمعة مصادر سودانية في القاهرة إن الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (ايغاد) توصلت إلى اتفاق بين الحكومة السودانية ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان على استئناف محادثات السلام ووقف القتال حتى بداية المفاوضات، التي لم حدد الاتفاق المذكور موعداً لها في 14 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري، مشيرة إلى أن الطرفين اتفقا على وقف الاعمال العسكرية في كل المناطق، حتى يعودا إلى استئناف التفاوض.
كانت الحكومة السودانية علقت المفاوضات في الثاني من أيلول (سبتمبر) الماضي احتجاجا على استيلاء قوات الجيش الشعبي على مدينة توريت في جنوب البلاد. واستهدفت تلك المفاوضات إلى وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المبدئي الذي وقع يوم 20 تموز (يوليو) في مدينة ماشاكوس لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 19 عاما في الجنوب.
ويرجع المراقبون عودة الأطراف إلى مائدة التفاوض بسبب الضغوط الغربية على طرفي النزاع. اذ اجرى مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون الافريقية وولتر كونستاينر محادثات مهمة ومنفصلة في نيروبي مع مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين الذي يقود وفد الحكومة للمفاوضات، ومع نائب زعيم الحركة الشعبية لتحرير شعوب السودان سلفاكير مبارديت، الذي يراس وفد الحركة المفاوض، ومع الوسيط الكيني الجنرال لازوراس سيمبويو، كانت تحمل عنوانا واحداً هو "استئناف المفاوضات".
واستقبلت مصر مفاوضات ماشاكوس بقدر واضح من القلق، إذ أنها اعتبرت إن حق تقرير المصير سيؤدي تلقائيا الى انفصال الجنوب، وهي مسألة تعتبرها مصر ماسة بأمنها القومي، خاصة وأنه تم تجاهل مصر في هذه المباحثات.
ويسود اتفاق بين المراقبيةن المصريين والسودانيين على أهمية المشاركة المصرية في المفاوضات الدائرة بين الاطراف السودانية المختلفة منذ توقيع إتفاق ماشاكوس بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، مع التأكيد على حق الشعب السوداني في تقرير مصيره إما بالوحدة أو الإنفصال بين شمال السودان وجنوبه دون ضغوط من قوى خارجية.