بيروت- حذر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز مساء امس الخميس الحكام العرب من انهم " سيكونون واهمين" ان ظنوا انهم "سيحافظون على كراسيهم" بعد ضرب العراق في تصعيد ملحوظ للهجة العراق ازاء الدول العربية.
وقال عزيز في كلمة القاها مساء أمس الخميس في بيروت امام مئات من المفكرين والمثقفين والسياسيين اللبنانيين من بينهم رسميين ان "الحكام العرب سيكونون واهمين ان ظنوا انهم سينجون من الخطر ويحافظون على كراسيهم بينما يتفرجون عبر شاشات التلفزيون على الحرب ضد العراق".
وانتقد عزيز، الذي كان يتحدث خلال العشاء السنوي ل"تجمع الجان والروابط الشعبية اللبنانية"، عدة مرات "الانظمة العربية" معتبرا ان المشكلة الاساسية تكمن في "ان الانظمة العربية تتوهم ان بامكانها النجاة بعد العدوان على العراق فيبقى كل على كرسيه في دولته" مضيفا "الحاكم الذي لا يرى في العدوان على العراق خطرا عليه يرتكب خطأ جسيما".
واكد المسؤول العراقي ان بلاده ما زالت تسعى "لتصحيح ما يمكن تصحيحه من مواقف الانظمة العربية المترددة المتوهمة".&وشارك فى هذا العشاء وزير الدولة اللبناني بشارة مرهج الذي مثل رئيس الجمهورية في المناسبة الى جانب وزير الاعلام غازي العريضي ممثلا لرئيس الحكومة.
وجدد عزيز التأكيد ان "اميركا تريد تجزئة العراق واعادة رسم خريطة المنطقة على اسس طائفية وعرقية واثنية للسيطرة على نفط العراق وعلى ما تبقى من هامش شبه مستقل لنفط الاخرين في المنطقة".
واعتبر أن هدف اميركا الثاني من العدوان على العراق هو "انهاء الصراع العربي-الاسرائيلي لصالح الكيان الصهيوني لاقامة اسرائيل الكبرى او على الاقل للسيطرة على فلسطين كلها واجبار الشعب الفلسطيني على ترك ارضه كي تتمكن اسرائيل من العيش بسلام".&وقال المسؤول العراقي "ان العراق سيصمد ويقاتل بكفاءة وشجاعة لاننا خبرنا الحرب شعبا وقيادة".
واضاف "سنتكل على الجماهير العربية وسنستمر في القتال من مدينة الى اخرى ومن بيت الى بيت ولن نلتمس وقف النار" موضحا "لن نكون اقل شجاعة من اطفال ونساء فلسطين او من المقاومين في لبنان".
ولفت المسؤول العراقي الى "ان المواطن العربي يتظاهر ويتفاعل بحماسة ثم يصاب بالاحباط حين يسمع ان الرئيس فلان قابل (وزير الخارجية الاسرائيلى شيمون) بيريز وان اخر التقى (وزير الدفاع الاسرائيلى بنيامين بن) اليعازر".&واضاف "في حال العدوان على العراق سيحافظ الشارع العربي على زخم تحركه لانه لن يجد مسؤولا عراقيا يلتقي مسؤولا اميركيا ويستجدي وقفا لاطلاق النار".
وكان عزيز قد وصل الخميس الى بيروت في زيارة للبنان تستمر يومين.&ويلتقي عزيز اليوم الرئيس اميل لحود على ان يغادر العاصمة اللبنانية برا غدا السبت عائدا الى دمشق.
وكان عزيز شارك في دمشق في اعمال "المؤتمر العربي لنصرة العراق" الذي انعقد يومي الثلاثاء والاربعاء بدعوة من اللجنة العربية السورية لرفع الحصار عن العراق وهيئة التعبئة الوطنية للدفاع عن العراق في الاردن.&وتكثفت زيارات المسؤولين العراقيين الى لبنان قبل سنتين بعدما تصالحت سوريا التي تحظى بنفوذ واسع في لبنان، مع العراق.
واستأنف لبنان في اذار/مارس من العام 2001 علاقاته الدبلوماسية مع العراق على مستوى القائمين بالاعمال بعدما علقها سنة 1994 اثر عملية اغتيال احد المعارضين العراقيين في بيروت.
التعليقات