سيول- جون كوانغوو: اقرت كوريا الشمالية ضمنيا للمرة الاولى اليوم انها طورت برنامج تسلح نووي مشددة في الوقت ذاته على استعدادها "لتهدئة المخاوف الامنية الاميركية" عبر "الحوار" على ما نقلت مجموعة من الصحافيين في بيونغ يانغ.
لكن المسؤول الثاني في النظام الشيوعي في كوريا الشمالية كيم يونغ-نام شدد على ان واشنطن يجب ان تتخلى عن سياستها "العدائية" حيال بيونغ يونغ على ما اوضحت مجموعة الصحافيين الذين يغطون اللقاءات الوزارية بين الكوريتين في بيونغ يانغ.
واوضح ان "كوريا الشمالية مستعدة لتهدئة المخاوف الامنية عبر الحوار في حال وافقت الولايات المتحدة على التخلي عن سياساتها العدائية تجاهنا".&وتشكل تصريحات كيم يونغ-نام اول رد فعل علني كوري شمالي على الدعوات التي تطالب بيونغ يانغ بوقف برنامجها النووي العسكري، وتأتي بعد خمسة ايام على المعلومات التي كشفتها الولايات المتحدة.
واعلنت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي ان كوريا الشمالية اقرت خلال زيارة لموفد اميركي الى بيونغ يانغ مطلع الشهر الحالي انها تطور سرا برنامجا لصنع اسلحة نووية منتهكة بذلك اتفاقا مبرما العام 1994.&وفسرت تصريحات كيم يونغ-نام كبير مساعدي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل على انها تأكيد لطموحات بلاده النووية.
وقد رد كيم يونغ نام الذي يرئس اللجنة القيادية العليا للمجلس الاعلى للشعب في كوريا الشمالية على النداء الذي وجهته كوريا الجنوبية خلال الاجتماع الوزاري بين البلدين والداعي الى ازالة الاسلحة النووية سريعا.&فقد قال "كوريا الشمالية تعتبر ايضا ان الوضع الحالي خطر".
وفي مطلع تشرين الاول/اكتوبر كان كيم يونغ نام المسؤول الكوري الشمالي الذي استقبل في بيونغ يانغ الموفد الاميركي الخاص جيمس كيلي. وخلال هذا اللقاء اقر المسؤول الكوري الشمالي للمرة الاولى بوجود برنامج نووي سري بعدما عرض الطرف الاميركي ادلة حول هذه المسألة.
وكانت زيارة كيلي الاولى لمسؤول اميركي كبير منذ سنتين. وتتهم واشنطن بيونغ يانغ بتشجيع الارهاب واعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش انها تشكل "محور شر" الى جانب بغداد وطهران.
وشارك المسؤول الثاني في النظام الكوري الشمالي اليوم في لقاء مع وفد كوري جنوبي رفيع المستوى بقيادة وزير التوحيد جيونغ سي-هان. وافاد مسؤولون كوريون جنوبيون ان جيونغ جدد التأكيد خلال الجلسة الثانية من هذه اللقاءات التي بوشرت الاحد على الموقف الكوري الجنوبي بشأن الترسانة النووية.
وفي الاساس كانت هذه المحادثات تشمل مواضيع مختلفة مرتبطة بالتطبيع بين البلدين ولا سيما مشروع ربط الكوريتين بواسطة طريقين وسكتي حديد.&لكن الازمة النووية والضغوط الاميركية المتزايدة لارغام بيونغ يانغ على وقف برنامجها النووي، طغت على جدول الاعمال هذا.
ويعتبر الاميركيون ان اتفاقية العام 1994 حول تجميد المنشآت الذرية باتت "باطلة" مع اعتراف بيونغ يانغ بوجود برنامجها النووي. وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول في تصريح لمحطة "ان بي سي" التلفزيونية الاميركية ان "الاتفاقية باطلة بالنسبة لنا" موضحا في الوقت ذاته ان الولايات المتحدة لا تنوي الانسحاب منها في الوقت الحاضر.
واكد وزير الخارجية الاميركي "لا اظن انه يجب التكهن بشأن عمل عسكري" ضد نظام كيم جونغ ايل.&وشددت مستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي كونوليزا رايس على "وجود فرصة لنجاح حل دبلوماسي".