لندن إيلاف: الأنباء التي تلقتها "إيلاف" من آتين من داخل العراق تقول بان موضوع إقصاء عدي النجل الأكبر للرئيس&العراقي هي اخطر وابعد مما تم تداوله وان ملامح انقسام داخلي جدي قد يكون بدأ يتبلور على قاعدة اقتناع احد الأطراف للجوء إلى خيار الانفتاح الكامل وتشكيل جبهة فعليه مع القوى المعارضة التي توافق على الدخول في عملية حوار مع السلطة.
كما ان التحرك يشمل القوى الإسلامية "الشيعية" والقوى اليسارية والكردية بهدف إقامة نظام مشاركة يضم القوى الاساس كافة في النسيج العراقي.
ومعلومات "إيلاف" تشير الى هذا التيار بدأ في تمثيله عدي صدام حسين الذي يعتبر التهديدات التي يتعرض لها النظام جدية، وان السلطة سوف تزال على يد الاميركيين بالقوة وبعد تدمير العراق، وعدي يرى ان الأمر بات يستدعي حشد القوى الاساس في المجتمع واقامة سد شعبي يجري دعمه دوليا بوجه العدوان الاميركي.
وتقول المعلومات من بغداد الآتي" وهذا ما يفسر المواقف التي درج عدي على اتخاذها في الاوان الأخير من خلال الصحف ووسائل الاعلام التي يديرها ويملكها".
واعتبرت المصادر "هذه المواقف من نوع تلك التي امتاز بها سلوكه من تفلت سابقا ليس دقيقا ولا صحيحا فخطوات عدي اليوم مدروسة وهي تستند الى دعم من الشارع ومن غالبية الحزب ومؤسسات في الدولة والجيش وحتى داخل الاجهزة التي اصبحت ترى بان البحث عن طريق للحل وتجنيب البلاد العدوان هو المطلب الاهم".
وتتابع المصادر القول"بأن مجازفة عدي بنشر خبر احتمال تشكيل وزارة مصالحة ووحدة وطنيه برئاسة عبدالامير الركابي كان أهم واخطر ما قام به على هذا الصعيد لأان الخبر ادى الى حدوث تداعيات غير مسبوقه فقد سارت مظاهرة في الاعظمية وحدث توتر مضاد في مدينة الثورة وفي الجنوب بينما نفدت بابل خلال ساعات وهذا ماعادت الجريده واكدته في اخر يومين قبل اغلاقها".
&وتقول المصادر بان الخبر لاقى قبولا واسعا جدا حتى داخل النظام وان عدي اصبح على عكس الظاهر، وتشير الى ان عدي اصبح يتمتع بدعم لم يسبق ان عرفه في حياته خاصة "وان من يقفون بوجهه ليسوا بمستوى كبير من الاهمية ومن بينهم علي حسن المجيد وبعض الضباط المتورطين بجرائم بشعة واشخاص منتفعين من الحصار اما القادة المخضرمين فانهم يميلون الى عدم اتخاذ مواقف واضحه ويلاحظ عليهم ميلهم الى الترقب".
ويقول الآتون من بغداد في تحليلهم للأوضلع في بغداد من الداخل "غير ان بعض تصرفات عدي ومنها التصرف المذكورادى الى احراج السلطة ودفعها لان تعوض ماحدث بدعوة جماعة "التحالف الوطني " في خطوة اريد منها ان تكون بمثابة بديل وللايحاء بان الانفتاح سيحدث".
&
ويراهن عدي صدام حسين على تطور الصراع مع الولايات المتحدة وهو يعتبر العدوان واقع لامحالة وان الطريق الذي يؤيده ويقترحه يشكل فرصة سياسيةه ذهبية له شخصيا قد تجعله في وضع راجح بمواجهة اخيه وحتى امام والده الرئيس الذي سيضطر حسب راي عدي والمحطين به الى تبني وجهة نظر عدي سريعا.
وتشير المصادر الى ان عدي على انجاز بداية مصالحة مع "الشيعة" ومع الاكراد بالدرجة الاولى وهو يعتقد ان مثل هذه المصالحة لامهرب منها حتى يسحب البساط من تحت اقدام الاميركيين وفي هذا الاطار ينظر هو الى عودة وفد "التحالف الوطني" باستهانة ويقال انه كان ينوي ابداء رفضه له من خلال صحيفة (بابل) مفضلا خطوات اكثر جذريه ولها مصداقية ومعنى.
&
ويؤكد مطلعون ان ايقاف صحيفة (بابل) يعد من قبيل الهدنه التي يريد صدام حسين خلالها اختبار امكانية تحقيق خطوات انفتاح "محدوده" مع مراقبة الوضع واتجاه التهديدات الاميركيه والمسار الذي& سيتخذه عمل المفتشين الدوليين علما بان دستورا جديدا سيجري اعداده باشراف نائب الرئيس عزت ابراهيم الدوري وسيحال خلال اقل من شهر الى المجلس الوطني.
وقال هؤلاء "فإذا سارت الامور باتجاه التصعيد فان وجهة نظر عدي صدام حسين قد تسود وعندها سيطاح بعدد من المسؤولين وتتخذ الاوضاع".
وجهة اخرى، فإنه منذ اليوم وحتى ذلك الحين ـحسب المصادر العراقية العليمةـ& يبقى التوتر هو سيد الموقف والتفاعلات على وقع التطورات هي التي تحدد قيمة المراهنات وتجعلها تزدهر او تتراجع مما يعني ان الايام القادمة لاتخلو من مفاجأت.
ويقول عراقيون على اتصال مع بغداد في شكل يومي "من بين المفاجآت هو احتمال ان تعود بابل للصدور بعد اسبوع او عشرة ايام بعد ان يتم اتفاق على التهدئة ولو مؤقتا"، ويذهب هؤلاء ابعد مؤكدين ان "مفاوضات" لهذا الغرض قد بدات بالفعل.