واشنطن- ماتيو لي: تدفع الولايات المتحدة الاتحاد الاوروبي المتحفظ على ضم تركيا الى القيام بذلك في اقرب مهلة ممكنة معتبرة ان من شأن انضمام هذا البلد الى المجموعة الاوروبية المساهمة في مكافحة التطرف في العالم الاسلامي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشار باوتشر الجمعة "نعتقد بقوة ان تركيا يجب ان تحصل على موعد قريب لاطلاق مفاوضات الانضمام" الى الاتحاد الاوروبي مضيفا "نرغب في ان تبدا المباحثات في اقرب وقت ممكن".
وتعتبر واشنطن تركيا الدولة المسلمة ذات النظام العلماني نموذجا ممتازا لدول الشرق الاوسط الذي يرى الاميركيون انه يشهد تناميا خطيرا للنزعة الاسلامية المسلحة. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته ان "فكرة عدم وجود تناقض بين الاسلام والديموقراطية مبدأ مهم جدا للعالم المسلم لذلك نتمنى ان يحقق الاتراك نجاحا" في هذا الاطار. واضاف ان مكافأة تركيا عبر ضمها الى الاتحاد الاوروبي سيساعد الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب ولن يكون له سوى ايجابيات في مجال اجتثاث التطرف من جذوره والقضاء على المشاعر المعادية للغرب في الدول العربية والمسلمة.
وقبل بضعة ايام، طلب الرجل الثاني في وزارة الخارجية الاميركية بول ولفوفيتز من الاتحاد الاوروبي قبول تركيا خلال قمته في 12 و13 كانون الاول/ديسمبر في كوبنهاغن. وقال خلال زيارة الى لندن "الاتراك يبذلون قصارى جهدهم لتطوير مجتمع ديموقراطي وحر ومتسامح يمكن ان يشكل نموذجا يحتذى به لدول اخرى في العالم المسلم".
كذلك، اقر مسؤولون في وزارة الخارجية بان واشنطن باتت تنظر الى احتمال ضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي على انه مسالة عاجلة منذ ان بدأت الولايات المتحدة تطلب مساعدة انقرة في حملتها ضد العراق.
ويقر هؤلاء المسؤولون ايضا بان تراجع التوتر بين اليونان وتركيا داخل حلف الاطلسي حول قضية قبرص يدخل ايضا ضمن حساباتهم في تعزيز ضغوطاتهم على الاتحاد الاوروبي. وقال احد المسؤولين "لنكن واضحين، يهمنا على المدى القصير الحصول على مساعدة في القضية العراقية، وبعد ذلك، نعتقد ان انضمام الاتراك الى الاتحاد الاوروبي سيجعلهم اكثر مرونة في قضية قبرص". واضاف "لكننا ننظر الى ابعد منذ ذلك على المدى الطويل، مع رغبتنا في اظهار امكانية ردم الهوة الكبيرة التي تفصل بين العالمين المسلم والمسيحي".
وقال المسؤول "اذا كان علينا ان ان نحقق تقدما يوما ما في هذا الاتجاه، يجب تجاوز النظرة السائدة في اوروبا الى الامبراطورية العثمانية على انها العدو التاريخي". وفي تشرين الاول/اكتوبر، استقبلت واشنطن بفتور قرار الاتحاد الاوروبي رفض تحديد موعد لتركيا لاطلاق مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
وطلب انذاك المتحدث باسم وزارة الخارجية من الاوروبيين ان يدركوا "مصلحة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا ان قيام اوثق علاقة ممكنة بين انقرة والاتحاد الاوروبي".
ومنذ ذلك الحين، شددت واشنطن ضغوطها على فرنسا والمانيا، العضوين في الاتحاد الاوروبي الاكثر تحفظا على انضمام انقرة، حتى يغير الاتحاد موقفه. واعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك الخميس ان اتفاقا فرنسيا المانيا تم التوصل اليه يقترح فتحا مشروطا لمفاوضات الانضمام مع تركيا في تموز/يوليو 2005. غير ان اطلاق المفاوضات سيكون وقفا على نتائج تقرير تقدمه المفوضية الاوروبية في نهاية 2004 حول التقدم الذي احرزته تركيا في مجال الديموقراطية والاقتصاد.