ستيفان سميث: بدا من مؤتمر المعارضة العراقية الذي اختتم السبت في كردستان العراقية ان مرحلة ما بعد الرئيس العراقي صدام حسين ستكون صعبة على الاميركيين الذين يواجهون موقفا عدائيا من جانب المشاركين الذين يرفضون خططهم للحرب او للسلام.
&ولا تؤدي الانقسامات بين اعضاء وفود المعارضة خلال المؤتمر الذي افتتح الاربعاء الى تسهيل مهمة احد رغم الاعلان عن تشكيل قيادة موحدة تتألف من ستة اشخاص تشكل تمهيدا لحكومة تتولى قيادة العراق في مرحلة ما بعد صدام حسين.
&وكشفت الوفود المشاركة اليوم السبت انها وجهت انتقادات لزلمان خليل زاده الممثل الخاص للرئيس الاميركي جورج بوش حول الخطط الاميركية لادخال الجيش التركي رسميا الى كردستان العراقية والسيطرة على منابع النفط ووضع حاكم عسكري اميركي مؤقت في بغداد.
&وقال وارث الكندي المتحدث باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان "خليل زاده اخبرنا ان العراق سيحكم من قبل حاكم عسكري لاننا لسنا جاهزين" لهذه المهمة.
&واضاف ان المعارضة ردت انه "اذا كان الاميركيون يعتبرون انهم لم يستقبلوا استقبالا جيدا في الصومال فكيف يعتقدون انهم سيستقبلون هنا (في العراق)؟ ولماذا علينا ان نعيش تحت الاحتلال الاجنبي بعد كل سنوات المعاناة هذه؟".
&وتابع الكندي ان واشنطن حاولت ايضا ان تلوي ذراعهم ليقبلوا باعطاء مسؤوليات كبيرة لبعض الاعضاء المؤيدين لاسرائيل ويعهدوا بحماية الابار النفطية للولايات المتحدة او التخفيف من التاثير الاسلامي في نظام الحكم الجديد .
&وقد توارى خليل زاده الذي لعب دورا حاسما لكنه مثير للجدل في افغانستان بعد سقوط نظام طالبان عن الانظار مساء امس الجمعة.
&ورغم جهود الجميع للتقليل علنا من الخلافات اعترف المتحدث باسم المعارضة هوشيار زيباري بانه لا يعرف ما اذا كان المبعوث الاميركي قد غادر المؤتمر نهائيا.
&وقد واجهت واشنطن الجمعة انتقادات حادة من جانب مسؤول في الحزب الديموقراطي الكردستاني المتحدث باسم المؤتمر سامي عبد الرحمن الذي انتقد اتفاقا بين انقرة وواشنطن سيسمح للقوات التركية بدخول شمال العراق ووصفه بانه "خيانة".
&واكد ان القوات التركية ستواجه مقاومة كبيرة من جانب الاكراد، معتبرا ان "الولايات المتحدة خانتنا مرتين في حياتي"، مشيرا الى حركتي التمرد الكرديتين في 1975 و1991 اللتين سحقهما العراق. واضاف "اذا تم التدخل التركي فانه سيشكل الخيانة الثالثة".
&وتخشى تركيا التي خرجت من حرب استمرت خمسة عشرة عاما فوق اراضيها مع حزب العمال الكردستاني من ان تشجع حرب ضد هذا البلد الاكراد على اعلان الاستقلال مما سيشكل مثالا للمجموعة الكردية التركية الكبيرة.
&وتأمل انقرة في نشر قواتها في الجانب الثاني من الحدود داخل كردستان العراق مقابل تقديمها تسهيلات لواشنطن لنشر قواتها في شمال العراق مرورا بالاراضي التركية.
&وكانت المعارضة العراقية قررت امس الجمعة انشاء قيادة جماعية من ستة اعضاء ستشكل نواة حكومة لمرحلة ما بعد الرئيس العراقي صدام حسين.
&وتتالف هذه القيادة هم مسعود بارزاني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني وجلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني واحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي المتمركز في لندن وعدنان الباجه جي وعبد العزيز الحكيم ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق (شيعي) واياد علاوي من الوفاق الوطني العراقي.
&لكن هذه الوحدة الظاهرية لم تستمر طويلا لان العربي السني الوحيد الذي عين في هذه القيادة رفض المشاركة فيها. فقد عبر وزير الخارجية العراقي الاسبق عدنان الباجه جي الذي لا يشارك في الاجتماعات في صلاح الدين عن استغرابه لتعيينه فيها.
&وقال الباجه جي في بيان "رفضت ما عرض علي لقناعتي الكاملة واوضحت موقفي بوضوح تام لذا يجب احترام هذا الموقف وتلك القناعة"، موضحا انه رفض تلبية دعوة للتوجه الى صلاح الدين وجهها زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.
&ومع ان زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني رأى ان الامر يتعلق "بسوء تفاهم"، يشكل موقف الباجه جي ضربة لجهود المعارضة لكسب الاقلية السنية التي تحكم العراق ومجموعاته الاتنية منذ استقلاله في 1922 .
&وقد اضطر المؤتمر لتمديد جدول اعماله حتى السبت لانهاء البيان الختامي تشكل كل كلمة فيه موضوع مشاورات شاقة وقد يصدر مساء اليوم السبت.