إيلاف -&محمد السيف: نظراً لما يمثله الخليج العربي من أهميةٍ ستراتيجية، ولما يختزنه في باطنه من ثروةٍ نفطيةٍ هائلة، فقد كتب الطريقي عشرات المقالات، عن الخليج العربي، أمنه ونفطه، حاضره ومستقبله، دوله وقوتهِ العسكرية، عروبتهِ وعلاقته بالدولة الكبرى، المجاورة له "إيران". |
فقد كتب الطريقي في مجلة البترول والغاز العربي عام 1969م عن العلاقة بين الخليج العربي وإيران، قائلاً: "إن العلاقات الثقافية والتاريخية بين العرب والإيرانيين أقوى منها بين العرب والفرنسيين، فقد اختلطت دماءُ العرب والإيرانيين على مدى العصور، وجمعتهم في الماضي روابط الجوار والدين، وتربطهم اليوم، بالإضافة إلى روابط الدين والثقافة والتاريخ الإسلامي المشترك، روابط المصلحة المشتركة، وكون كل من إيران والبلاد العربية مكونة من دولٍ متطورة، تحتمُ عليها مصلحتها القومية، التعاون دفاعاً عن مصالحها من الغزو الاقتصادي ممثلاً بالاستعمار الجديد، ويملك الإيرانيون والعرب تحت مياه الخليج وعلى جوانبه أعظم مخزن للنفط في العالم، وتعدُ الثروة التي يحويها هذا الخليج العظيم، أعظم كنزٍ يُسيطر عليه الإنسان في كوكب الأرض، وأكثرها تأثيراً على حياة الشعوب المتحضرة، ويتوقف على إخراجه وإيصاله للأسواق مستقبل ازدهار الحضارة الإنسانية والصناعية الغربية، وإلى درجة كبيرة مستقبل الإنسان فوق كوكب الأرض، لهذا كله فالإيرانيون والعرب مدعوون للتعاون الأخوي للحفاظ على ثرواتهم لرفع مستوى المعيشة لشعوبهم ومساعدة الشعوب الأخرى في تطلعاتها للوصول إلى حياةٍ أفضل".
وتحت عنوان "الخليج العربي: أعربي هو أم فارسي؟" كتب الطريقي في مجلة البترول وذلك في مجلة البترول عام 1968م، وكانت أهم مقالةٍ كتبها الطريقي عن الخليج، تلك المقالة التي تضمّنت رسالةً موجهةً إلى شاه إيران، وذلك في عام 1969م، والتي قال فيها الطريقي مخاطباً جلالته: " إن الداعي لرفع هذا الكتاب إليكم، هو ما لاحظناه من أنه في الوقت الذي تحاولون فيه إقناع حكومات الغرب وشركاته بتفضيل زيادة الإنتاج الإيراني على الإنتاج العربي، تستخدمون لإقناعهم حُججاً كلها تعريض بالبلاد العربية وبحكامها، ونحن ولو أننا نوافقكم على أن بعض حكام العرب لا يصرفون عوائد النفط بحكمة كما تفعلون، إلا أننا لانرى أن من حقكم وأنتم في مجال الدفاع عن وجهة النظر الإيرانية التعريض بالبلاد العربية، صحيح أن هناك إسرافاً وقلة خبرة في الجانب العربي، ولكن هناك أعمالاً نافعة ومفيدة تصرف لأجلها بعض عوائد النفط في البلاد العربية، فأنتم تعرفون، مثلاً أن الأمة العربية تتعرض في الوقت الحاضر لغزو أجنبي ممثل بجنود الصهيونية الذين اغتصبوا كل أرض فلسطين ومرتفعات الجولان، وهم يعدون العدة لمواصلة زحفهم للاستيلاء على حقول النفط في العراق وحقول النفط العربية على سواحل الخليج، وعوائد النفط هذه التي تقولون أنها لا تصرف بحكمة تلعب دوراً خطيراً وأساسياً في معركة العرب" .
ويواصل الطريقي حديثه إلى شاه إيران، مُنبهاً الشاه إلى أنه من الممكن قيام شعب إيران بتغيير حكومته، وقيام حكومة وطنية!! يقول الطريقي: " كما أن نصيحتكم بأن يُركز النشاط على إيران، لأنها أكثر البلاد استقراً وأقربها إلى الغرب، ففيه تفاؤل كبير لا نوافق جلالتكم عليه، فالتغيير الممكن حدوثه على سياسات الدول العربية وارد، كما أن حدوث تغيير جذري في سياسات إيران نفسها وارد! فما الذي يمنع قيام شعب إيران بتغيير حكومته وقيام حكومة وطنية تتخلص من الشركات النفطية الاحتكارية وتنفذ سياسات وطنية بحتة؟ ثم يأتي دوركم فتعقدون مؤتمراً صحفياً عالمياً تهددون فيه الشركات، وتطلبون منها الاستجابة لمطالب حكومتكم العادلة، وإلا فالويل والثبور لها، ثم يقول وزراء جلالتكم للصحافة الغربية أن صاحب الجلالة قد طلب كذا وكذا، وإن طلب الشاه أمر، ولا يمكن للحكومة الإيرانية أن تتراجع عن طلباتها بعد أن أيدها الشاهنشاه، وأن على الشركات إما أن تلبي الطلب أو أن تترك إيران، لأن النفط، نفط إيراني وأنتم دولة مستقلة، ثم تجري مشاورات ومفاوضات تُنشر أنباؤها في الصفحات الأولى من الجرائد الأجنبية في لندن ونيويورك، لإيهام الناس بأن هناك أزمةً خطيرة، وكل هذه التمثيليات للضحك على العرب، وجعلهم يتقبلون النقص في الزيادة في إنتاجهم بدون أن يلحقوا ضرراً بمصالح الشركات، إن هذه المسرحية التي تتكرر كل عام لايمكن أن ينطلي أمرها على عاقل، إنها مؤامرة تحاك ضد المصالح العربية، وهي محاولة تهدف إلى التقليل من قدرة البلاد على الصمود في مواجهة أعدائها، وحكومتكم عارفة أو غير عارفة، تساعدُ أعداء الأمة العربية على الإضرار بها" .
وحين يُعلن شاه إيران عن علاقته الوثيقة بدولة إسرائيل، يُلفت الطريقي انتباه جلالته إلى إسرائيل ومن تكون؟& بقوله: " لقد ذكرتم جلالتكم لمراسل جريدة "الفايننشال تايمز" اللندنية عن علاقتكم الوثيقة بإسرائيل، وأنتم تعرفون من هي إسرائيل؟ وماذا تفعل بإخوانكم المسلمين، وتعلمون كيف أنها تدنس المسجد الأقصى وتطأ أقدامُ جنودها المساجدَ والمآذن، ومع ذلك تُصرون على توثيق علاقاتكم بها وتمدونها بالنفط الخام، الذي يلعبُ دوراً أساسياً في تحريم قوتها المدمرة الموجهة نحو إخوانكم المسلمين، وبعد كل ذلك تتصورون أنه بالإمكان خلق علاقة وثيقة وحسن جوار مع العرب.
فيا صاحب الجلالة :
إن العربَ في الوقت الحاضر أمةٌ مهزومة، وهي تُسجل أصدقاءها وأعداءها، ولكن أمتنا ذات حيوية لا مثيل لها وستقوم من تحت الركام، وستحطم أعداءها وتطهر ديارها وتحافظ على ثرواتها النفطية وأراضيها وأنهارها، وإنهُ لمن الخير لإيران والعرب أن تغيروا جلالتكم من سياستكم وأن تعملوا كما جاء في الحديث الشريف "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" ومعنى ذلك أن تقفوا معنا في وقت الشدة، وأن تساعدونا بما تستطيعون، بالنصيحة وبالمادة، وهذه روح الإسلام، يا صاحب الجلالة" .&
وفي مقالةٍ أخرى نشرها في "نفط العرب" تحت عنوان "جزيرة العرب، أرض كرّمتها السماء ودنّسها المستعمرون والعملاء" طالب الطريقي بأن تتحد كيانات الجزيرة العربية في دولة الجزيرة العربية، لأنه ليس من مصلحة أبناء الجزيرة والعرب أجمعين، وجود هذه الكيانات المتعددة، مُبرراً الطريقي بأن اليمن الشمالي واليمن الجنوبية، ليست لديها موارد تكفي لرفع مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة للناس هناك، لأن ثروة النفط مركزة في منطقة الخليج، وهي تشكل أكثر من تسعين في المئة من واردات الجزيرة العربية، والوطنية تقتضي أن تتحد هذه الكيانات في كيانٍ واحد، يمكنه أن يعطي إنسان الجزيرة العربية حياة أفضل، ويلعب دوراً مهماً وأساسياً في توحيد أمة العرب من المحيط إلى الخليج" .
وفي نفط العرب، كتب الطريقي مقالة بعنوان "الخليج العربي فلسطين أخرى في طريها للضياع" أشار الطريقي إلى أن العربَ يستطيعون أن يحولوا منطقة الخليج العربي إلى منطقة صناعية كبرى تشبه مناطق السار في أوروبا الغربية، ومنطقة البحيرات في الولايات المتحدة الأمريكية، وإن مركز الخليج العربي- الفارسي الجغرافي يُساعدُ على ذلك كثيراً، ومع أن الدلائل تشير إلى أن الخليج يمكنه أن يبعث مجد أمة العرب، إلا أن مشاكله كثيرة والطامعين فيه كثيرون، كل يريد الاستئثار بكنوزه وكلهم يمارس ضغطاً على الإنسان العربي هناك، ليحتفظ به متخلفاً جاهلاً فقيراً.
وحين يتحدث الطريقي في مقالةٍ أخرى عن المخاوف التي تحيط بالخليج العربي، يُشير الطريقي إلى علاقة إيران بإسرائيل، "وأنها وطيدة جداً، وتتبادلان المنافع وتستورد إسرائيل النفط الإيراني بكميات كبيرة، وكانت الحكومة الأمريكية قد طلبتْ من الشركات الأمريكية العاملة في إيران التنازل عن 5% من كميات النفط التي تنتجها هناك، لتأخذها شركات أمريكية صغيرة يمكن لبعضها أن يصدر جزءً منه إلى إسرائيل، وقد وافقت حكومة إيران على هذا الإجراء، وتُسمى مجموعة هذه الشركات الأمريكية الصغيرة بمجموعة "إيريكون اجنسي" وهكذا تمكنت الدولة المغتصبة أن تحصل على النفط من دولة مسلمة، لتقتل به مسلمي ونصارى العرب في فلسطين وسوريا والأردن والجمهورية العربية المتحدة" .
ويختم الطريقي كلامه عن الخليج قائلاً: الذين يعتبرونني متشائماً أكثر من اللازم، لابد لهم أن يذكروا قول شاعر فلسطين:
المسجد الأقصى أجئتَ تزورهُ
أم أنت من قبل الضياعِ تودعه؟!
فما نراهُ مبالغةً في التشاؤم الآن، قد يكون هو الواقع في المستقبل، وإنه لمن حسن الفطن بعد التجارب المريرة التي مرت بها أمتنا أن نتكلم بصراحة، وأن نحاول إنارة الطريق لقادتنا لعل الله يهديهم سواء السبيل، لقد أصبحت الأمة العربية الرجل المريض في الشرق الأوسط، وتكالبت عليها الضباع من كل اتجاه، إن خليج العرب عرضة للضياع لأن عدد سكانه قليلون ومعظمهم لا زال يعيش في كل أنظمته بشبه أنظمة العصور الوسطى، وهجرة العرب إلى الخليج ممنوعة بينما المجال واسع للإيرانيين ليتسللوا إلى أرض العرب .
وفي نفط العرب، كتب الطريقي مقالةً أخرى بعنوان "وداعاً خليجنا الضائع" وذلك في عام 1973م ذكر الطريقي أن العرب يتنبئون بالأحداث، إلا أنهم يقفون أمامها كالمخدرين الذين لا يستطيعون حراكاً، ففلسطين كان العرب يعرفون أنها حتماً ستضيع، وضاعت القدس واكتفى العرب بالصلاة لاسترجاعها،& ومتى كانت الصلاة وحدها وسيلةً كافيةً لاسترجاع المقدسات؟!!&
وقد تنبأ الطريقي في مقالته تلك إلى أن صداقة شاه إيران للأمريكان، قد تكون السبب في نهايته! ثم قدم الطريقي حلولاً كي يحتفظ العرب بالخليج عربياً! ولم ينس الطريقي أن يشير إلى أن ما كتبه من حلول قد تكون أحلاماً، إذا لم يوجد النفر الصالح من أبناء هذه الأمة الذين يرتفعون بوطنيتهم وأخلاقهم ورجولتهم إلى المستوى الذي يستطيعون معه تحقيق وحدتهم ورفع مستوى المعيشة لإنسانهم، وهؤلاء القادة يجب أن يشعروا بما قلتُ من أننا سنفقد الخليج كما فقدنا فلسطين، إذا لم نبدأ بعمل عربي إيجابي وإجماعي، فالاسكندرون ضاعت، وتبعتها فلسطين والجولان وسينا وجزر الخليج وسنفقد الخليج والنفط، فالعالم لا يهتم بمصير الضعيف، والعصر الذي نعيشه هو عصر الأقوياء والبقاء في هذا العالم هو للأصلح، وسنظل مستضعفين في الأرض طالما ظل الشقاق والتفرقة هو القانون السائد فوق الأرض العربية .
وتحت عنوان "الخليج العربي: أعربي هو أم فارسي؟" كتب الطريقي في مجلة البترول وذلك في مجلة البترول عام 1968م، وكانت أهم مقالةٍ كتبها الطريقي عن الخليج، تلك المقالة التي تضمّنت رسالةً موجهةً إلى شاه إيران، وذلك في عام 1969م، والتي قال فيها الطريقي مخاطباً جلالته: " إن الداعي لرفع هذا الكتاب إليكم، هو ما لاحظناه من أنه في الوقت الذي تحاولون فيه إقناع حكومات الغرب وشركاته بتفضيل زيادة الإنتاج الإيراني على الإنتاج العربي، تستخدمون لإقناعهم حُججاً كلها تعريض بالبلاد العربية وبحكامها، ونحن ولو أننا نوافقكم على أن بعض حكام العرب لا يصرفون عوائد النفط بحكمة كما تفعلون، إلا أننا لانرى أن من حقكم وأنتم في مجال الدفاع عن وجهة النظر الإيرانية التعريض بالبلاد العربية، صحيح أن هناك إسرافاً وقلة خبرة في الجانب العربي، ولكن هناك أعمالاً نافعة ومفيدة تصرف لأجلها بعض عوائد النفط في البلاد العربية، فأنتم تعرفون، مثلاً أن الأمة العربية تتعرض في الوقت الحاضر لغزو أجنبي ممثل بجنود الصهيونية الذين اغتصبوا كل أرض فلسطين ومرتفعات الجولان، وهم يعدون العدة لمواصلة زحفهم للاستيلاء على حقول النفط في العراق وحقول النفط العربية على سواحل الخليج، وعوائد النفط هذه التي تقولون أنها لا تصرف بحكمة تلعب دوراً خطيراً وأساسياً في معركة العرب" .
ويواصل الطريقي حديثه إلى شاه إيران، مُنبهاً الشاه إلى أنه من الممكن قيام شعب إيران بتغيير حكومته، وقيام حكومة وطنية!! يقول الطريقي: " كما أن نصيحتكم بأن يُركز النشاط على إيران، لأنها أكثر البلاد استقراً وأقربها إلى الغرب، ففيه تفاؤل كبير لا نوافق جلالتكم عليه، فالتغيير الممكن حدوثه على سياسات الدول العربية وارد، كما أن حدوث تغيير جذري في سياسات إيران نفسها وارد! فما الذي يمنع قيام شعب إيران بتغيير حكومته وقيام حكومة وطنية تتخلص من الشركات النفطية الاحتكارية وتنفذ سياسات وطنية بحتة؟ ثم يأتي دوركم فتعقدون مؤتمراً صحفياً عالمياً تهددون فيه الشركات، وتطلبون منها الاستجابة لمطالب حكومتكم العادلة، وإلا فالويل والثبور لها، ثم يقول وزراء جلالتكم للصحافة الغربية أن صاحب الجلالة قد طلب كذا وكذا، وإن طلب الشاه أمر، ولا يمكن للحكومة الإيرانية أن تتراجع عن طلباتها بعد أن أيدها الشاهنشاه، وأن على الشركات إما أن تلبي الطلب أو أن تترك إيران، لأن النفط، نفط إيراني وأنتم دولة مستقلة، ثم تجري مشاورات ومفاوضات تُنشر أنباؤها في الصفحات الأولى من الجرائد الأجنبية في لندن ونيويورك، لإيهام الناس بأن هناك أزمةً خطيرة، وكل هذه التمثيليات للضحك على العرب، وجعلهم يتقبلون النقص في الزيادة في إنتاجهم بدون أن يلحقوا ضرراً بمصالح الشركات، إن هذه المسرحية التي تتكرر كل عام لايمكن أن ينطلي أمرها على عاقل، إنها مؤامرة تحاك ضد المصالح العربية، وهي محاولة تهدف إلى التقليل من قدرة البلاد على الصمود في مواجهة أعدائها، وحكومتكم عارفة أو غير عارفة، تساعدُ أعداء الأمة العربية على الإضرار بها" .
وحين يُعلن شاه إيران عن علاقته الوثيقة بدولة إسرائيل، يُلفت الطريقي انتباه جلالته إلى إسرائيل ومن تكون؟& بقوله: " لقد ذكرتم جلالتكم لمراسل جريدة "الفايننشال تايمز" اللندنية عن علاقتكم الوثيقة بإسرائيل، وأنتم تعرفون من هي إسرائيل؟ وماذا تفعل بإخوانكم المسلمين، وتعلمون كيف أنها تدنس المسجد الأقصى وتطأ أقدامُ جنودها المساجدَ والمآذن، ومع ذلك تُصرون على توثيق علاقاتكم بها وتمدونها بالنفط الخام، الذي يلعبُ دوراً أساسياً في تحريم قوتها المدمرة الموجهة نحو إخوانكم المسلمين، وبعد كل ذلك تتصورون أنه بالإمكان خلق علاقة وثيقة وحسن جوار مع العرب.
فيا صاحب الجلالة :
إن العربَ في الوقت الحاضر أمةٌ مهزومة، وهي تُسجل أصدقاءها وأعداءها، ولكن أمتنا ذات حيوية لا مثيل لها وستقوم من تحت الركام، وستحطم أعداءها وتطهر ديارها وتحافظ على ثرواتها النفطية وأراضيها وأنهارها، وإنهُ لمن الخير لإيران والعرب أن تغيروا جلالتكم من سياستكم وأن تعملوا كما جاء في الحديث الشريف "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" ومعنى ذلك أن تقفوا معنا في وقت الشدة، وأن تساعدونا بما تستطيعون، بالنصيحة وبالمادة، وهذه روح الإسلام، يا صاحب الجلالة" .&
وفي مقالةٍ أخرى نشرها في "نفط العرب" تحت عنوان "جزيرة العرب، أرض كرّمتها السماء ودنّسها المستعمرون والعملاء" طالب الطريقي بأن تتحد كيانات الجزيرة العربية في دولة الجزيرة العربية، لأنه ليس من مصلحة أبناء الجزيرة والعرب أجمعين، وجود هذه الكيانات المتعددة، مُبرراً الطريقي بأن اليمن الشمالي واليمن الجنوبية، ليست لديها موارد تكفي لرفع مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة للناس هناك، لأن ثروة النفط مركزة في منطقة الخليج، وهي تشكل أكثر من تسعين في المئة من واردات الجزيرة العربية، والوطنية تقتضي أن تتحد هذه الكيانات في كيانٍ واحد، يمكنه أن يعطي إنسان الجزيرة العربية حياة أفضل، ويلعب دوراً مهماً وأساسياً في توحيد أمة العرب من المحيط إلى الخليج" .
وفي نفط العرب، كتب الطريقي مقالة بعنوان "الخليج العربي فلسطين أخرى في طريها للضياع" أشار الطريقي إلى أن العربَ يستطيعون أن يحولوا منطقة الخليج العربي إلى منطقة صناعية كبرى تشبه مناطق السار في أوروبا الغربية، ومنطقة البحيرات في الولايات المتحدة الأمريكية، وإن مركز الخليج العربي- الفارسي الجغرافي يُساعدُ على ذلك كثيراً، ومع أن الدلائل تشير إلى أن الخليج يمكنه أن يبعث مجد أمة العرب، إلا أن مشاكله كثيرة والطامعين فيه كثيرون، كل يريد الاستئثار بكنوزه وكلهم يمارس ضغطاً على الإنسان العربي هناك، ليحتفظ به متخلفاً جاهلاً فقيراً.
وحين يتحدث الطريقي في مقالةٍ أخرى عن المخاوف التي تحيط بالخليج العربي، يُشير الطريقي إلى علاقة إيران بإسرائيل، "وأنها وطيدة جداً، وتتبادلان المنافع وتستورد إسرائيل النفط الإيراني بكميات كبيرة، وكانت الحكومة الأمريكية قد طلبتْ من الشركات الأمريكية العاملة في إيران التنازل عن 5% من كميات النفط التي تنتجها هناك، لتأخذها شركات أمريكية صغيرة يمكن لبعضها أن يصدر جزءً منه إلى إسرائيل، وقد وافقت حكومة إيران على هذا الإجراء، وتُسمى مجموعة هذه الشركات الأمريكية الصغيرة بمجموعة "إيريكون اجنسي" وهكذا تمكنت الدولة المغتصبة أن تحصل على النفط من دولة مسلمة، لتقتل به مسلمي ونصارى العرب في فلسطين وسوريا والأردن والجمهورية العربية المتحدة" .
ويختم الطريقي كلامه عن الخليج قائلاً: الذين يعتبرونني متشائماً أكثر من اللازم، لابد لهم أن يذكروا قول شاعر فلسطين:
المسجد الأقصى أجئتَ تزورهُ
أم أنت من قبل الضياعِ تودعه؟!
فما نراهُ مبالغةً في التشاؤم الآن، قد يكون هو الواقع في المستقبل، وإنه لمن حسن الفطن بعد التجارب المريرة التي مرت بها أمتنا أن نتكلم بصراحة، وأن نحاول إنارة الطريق لقادتنا لعل الله يهديهم سواء السبيل، لقد أصبحت الأمة العربية الرجل المريض في الشرق الأوسط، وتكالبت عليها الضباع من كل اتجاه، إن خليج العرب عرضة للضياع لأن عدد سكانه قليلون ومعظمهم لا زال يعيش في كل أنظمته بشبه أنظمة العصور الوسطى، وهجرة العرب إلى الخليج ممنوعة بينما المجال واسع للإيرانيين ليتسللوا إلى أرض العرب .
وفي نفط العرب، كتب الطريقي مقالةً أخرى بعنوان "وداعاً خليجنا الضائع" وذلك في عام 1973م ذكر الطريقي أن العرب يتنبئون بالأحداث، إلا أنهم يقفون أمامها كالمخدرين الذين لا يستطيعون حراكاً، ففلسطين كان العرب يعرفون أنها حتماً ستضيع، وضاعت القدس واكتفى العرب بالصلاة لاسترجاعها،& ومتى كانت الصلاة وحدها وسيلةً كافيةً لاسترجاع المقدسات؟!!&
وقد تنبأ الطريقي في مقالته تلك إلى أن صداقة شاه إيران للأمريكان، قد تكون السبب في نهايته! ثم قدم الطريقي حلولاً كي يحتفظ العرب بالخليج عربياً! ولم ينس الطريقي أن يشير إلى أن ما كتبه من حلول قد تكون أحلاماً، إذا لم يوجد النفر الصالح من أبناء هذه الأمة الذين يرتفعون بوطنيتهم وأخلاقهم ورجولتهم إلى المستوى الذي يستطيعون معه تحقيق وحدتهم ورفع مستوى المعيشة لإنسانهم، وهؤلاء القادة يجب أن يشعروا بما قلتُ من أننا سنفقد الخليج كما فقدنا فلسطين، إذا لم نبدأ بعمل عربي إيجابي وإجماعي، فالاسكندرون ضاعت، وتبعتها فلسطين والجولان وسينا وجزر الخليج وسنفقد الخليج والنفط، فالعالم لا يهتم بمصير الضعيف، والعصر الذي نعيشه هو عصر الأقوياء والبقاء في هذا العالم هو للأصلح، وسنظل مستضعفين في الأرض طالما ظل الشقاق والتفرقة هو القانون السائد فوق الأرض العربية .
&
&
الحلقة الثانية:
&&
الحلقة الثالثة:
&
الحلقة الرابعة
&
الحلقة الخامسة
&
الحلقة السادسة
&
الحلقة السابعة
&
الحلقة الثامنة
&
الحلقة التاسعة&
&
الحلقة العاشرة
&
الحلقة 11&
&
الحلقة الـ12
&
التعليقات