إيلاف: في هذه الحلقة وما يتلوها من حلقات، تعرض "إيلاف" لآراء وأفكار ورؤى الطريقي، تجاه عددٍ من القضايا السياسية والاقتصادية وقضايا النفط والتنمية والتحرر والوحدة العربية وغيرها، وذلك من خلال القراءة الفاحصة لعشرات المقالات، التي كتبها الطريقي في المجلات والصحف العربية، أو تلك الحوارات التي أجريت معه، ومن الجدير ذكره، أن هذه الحلقات ليست إلا عرضاً مجرداً لأفكار الطريقي وآرائه، وهي تعبّر عن رأيه فقط في مرحلة من تاريخ العرب، مضت بظروفها، ولا تعبّر عن رأي "إيلاف".
في هذه الحلقة الثامنة من ملف الطريقي، تعرض "إيلاف" بعضاً مما كتبه الطريقي عن العراق، حيثُ أن العراقَ اليوم حديثُ الساعة، ومحطُ الأنظار، وتتصارع القوى والشركات العالمية على نفطه وإعادة اعماره، بعد رحيل حكومته، ونتجاوز ما طرحه الطريقي من دراسات علمية ذات صبغة إحصائية بيانية، إلى ما نراه يصدق على واقع العراق اليوم.
في هذه الحلقة الثامنة من ملف الطريقي، تعرض "إيلاف" بعضاً مما كتبه الطريقي عن العراق، حيثُ أن العراقَ اليوم حديثُ الساعة، ومحطُ الأنظار، وتتصارع القوى والشركات العالمية على نفطه وإعادة اعماره، بعد رحيل حكومته، ونتجاوز ما طرحه الطريقي من دراسات علمية ذات صبغة إحصائية بيانية، إلى ما نراه يصدق على واقع العراق اليوم.
يقول الطريقي في مجلة "عالم البترول والغاز العربي" عام 1968م إن العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية ويهم العرب أجمعين أن يسود العراق الوئام والاستقرار، فالإنسان العربي هناك بأشد الحاجة إلى أن تتطور إمكانات العراق لمصلحته ورفع مستوى معيشته وإعطائه حياة آدمية بدل أن يظل ضحيةً للأمراض وللجهل وللتمزق وللحيرة، وينطبق عليه قول الشاعر العربي:
كالعيس تهلك في البيداء من ظمأ
والماءُ فوق ظهورها محمولُ!
ويضيف الطريقي قائلاً: إن المعركة فعلاً معركة رهيبة، وهم يحاولون السيطرة على مقاليد الأمور في العراق الشقيق عن طريق الإيهام بأن السياسات النفطية والاقتصادية ليست في مصلحة العراق، ونحن نشهدُ على ذلك بأنها ليست في مصلحة العراق ولا في مصلحة الأمة العربية كلها وأن سياسة جريئة ستحقق للعراق وللأمة العربية أجزل المكاسب، إننا لا ندافع عن النظام السابق ولا نسمح لأنفسنا أن نتدخل في شؤون العراق الداخلية، ويمكن للعراقيين أن يغيروا ما شاؤوا ولكننا ننصحهم بان يصلوا ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).
وعن العراق، ووضعه الداخلي، يقول الطريقي: هذا القطر العربي الذي وهبه الله ثروات لا تحصى شعبه ذكي وأهله كرماء ولكن واقع العراق مؤلم، فالقوميون منقسمون على أنفسهم إلى عشرات المجموعات الصغيرة كلهم يريدون تحقيق الوحدة والاشتراكية ولكنهم لا يريدون الوصول إليها قبل القضاء على إخوانهم الآخرين، والبعثيون منقسمون إلى ثلاث أو أربع فئات كل منها تلعن أختها، والشيوعيون قد انقسموا أيضاً على أنفسهم يتربصون ببعضهم الدوائر ولم يبق في العراق متراص إلا اليمينيون وأهل العهد الملكي يدعون ربهم بالليل والنهار أن يفرق شمل إخوانهم القوميين ويذهب ريحهم وأن يساعدهم في القضاء عليهم، وهم لا يكتفون بالدعوات فأصدقاؤهم كثيرون وأقوياء، وإذ لم تتراص القوى التقدمية في العراق فسيظهر قريباً أثرُ دعوات أهل اليمين على حساب أهل اليسار، وهكذا حُرمت الأمة العربية من الاستفادة من طاقات العراق لتعزيز موقفها حيال أعدائها، وقد قال لي صديق عراقي كنت أتحدث معه عن هذه الحالة المؤلمة "والله لو استمر الوضع في العراق يسير في الاتجاه الذي يسير فيه فلن يكون هناك عراق بعد سنوات قليلة وستتقاسمه الأعاجم" فيا أهل العراق إن الشر لمستطير وأنكم لم تلعبوا دوركم التاريخي بعد، ويضيف الطريقي في المجلة نفسها، قائلاً : كما أن سيطرة أمريكا على حقول النفط خارج الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، تعطيها نفوذاً على الدول المستوردة لهذا النفط، كأوروبا الغربية التي أصبحت تعتمد اعتماداً كلياً على وارداتها النفطية، التي أصبحت تعادل خمسين في المائة من مجموع حاجياتها من الطاقة، من المنطقة العربية.&
كالعيس تهلك في البيداء من ظمأ
والماءُ فوق ظهورها محمولُ!
ويضيف الطريقي قائلاً: إن المعركة فعلاً معركة رهيبة، وهم يحاولون السيطرة على مقاليد الأمور في العراق الشقيق عن طريق الإيهام بأن السياسات النفطية والاقتصادية ليست في مصلحة العراق، ونحن نشهدُ على ذلك بأنها ليست في مصلحة العراق ولا في مصلحة الأمة العربية كلها وأن سياسة جريئة ستحقق للعراق وللأمة العربية أجزل المكاسب، إننا لا ندافع عن النظام السابق ولا نسمح لأنفسنا أن نتدخل في شؤون العراق الداخلية، ويمكن للعراقيين أن يغيروا ما شاؤوا ولكننا ننصحهم بان يصلوا ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).
وعن العراق، ووضعه الداخلي، يقول الطريقي: هذا القطر العربي الذي وهبه الله ثروات لا تحصى شعبه ذكي وأهله كرماء ولكن واقع العراق مؤلم، فالقوميون منقسمون على أنفسهم إلى عشرات المجموعات الصغيرة كلهم يريدون تحقيق الوحدة والاشتراكية ولكنهم لا يريدون الوصول إليها قبل القضاء على إخوانهم الآخرين، والبعثيون منقسمون إلى ثلاث أو أربع فئات كل منها تلعن أختها، والشيوعيون قد انقسموا أيضاً على أنفسهم يتربصون ببعضهم الدوائر ولم يبق في العراق متراص إلا اليمينيون وأهل العهد الملكي يدعون ربهم بالليل والنهار أن يفرق شمل إخوانهم القوميين ويذهب ريحهم وأن يساعدهم في القضاء عليهم، وهم لا يكتفون بالدعوات فأصدقاؤهم كثيرون وأقوياء، وإذ لم تتراص القوى التقدمية في العراق فسيظهر قريباً أثرُ دعوات أهل اليمين على حساب أهل اليسار، وهكذا حُرمت الأمة العربية من الاستفادة من طاقات العراق لتعزيز موقفها حيال أعدائها، وقد قال لي صديق عراقي كنت أتحدث معه عن هذه الحالة المؤلمة "والله لو استمر الوضع في العراق يسير في الاتجاه الذي يسير فيه فلن يكون هناك عراق بعد سنوات قليلة وستتقاسمه الأعاجم" فيا أهل العراق إن الشر لمستطير وأنكم لم تلعبوا دوركم التاريخي بعد، ويضيف الطريقي في المجلة نفسها، قائلاً : كما أن سيطرة أمريكا على حقول النفط خارج الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، تعطيها نفوذاً على الدول المستوردة لهذا النفط، كأوروبا الغربية التي أصبحت تعتمد اعتماداً كلياً على وارداتها النفطية، التي أصبحت تعادل خمسين في المائة من مجموع حاجياتها من الطاقة، من المنطقة العربية.&
وعمّا يمثله العراق من أهمية وعمق استراتيجي لأبناء الجزيرة العربية، يقول الطريقي في مجلته "نفط العرب" الصادرة عام 1974م مايلي "منذُ زمنٍ طويل كانت حياة سكان الصحراء العربية وسواحل الخليج العربي مرتبطة بالعراق، وكانت هجرة أبناء صحراء جزيرة العرب للكلأ والماء في العراق هي التي أعطت العراق طابعه العربي، وكانت حياة سكان سواحل الخليج العربي معتمدة على العمل في البحر، فهم يكسبون رزقهم من بيع اللآلئ التي يخرجونها من البحر ويبيعونها لتجار الهند، ومن نقل حبوب وتمور العراق إلى شبه القارة الهندية وشرق أفريقيا، كما أنه هناك ارتباطاً سياسياً بين هذه البلاد العربية، فكلها كانت تحت سيطرة العثمانيين، فالكويت وبقية سواحل الخليج كانت تُدار من قبل العثمانيين في جنوب العراق، وكانت الرياض وحائل تداران من قبل الولاة الأتراك في بغداد، وقد تخلّص العرب من نير الحكم العثماني ولكنهم سقطوا تحت نير الحماية والانتداب البريطاني، ولما رحل هؤلاء المستعمرون جميعاً تركوا خلفهم آثار التمزيق والتفرقة، وحاجة أبناء الخليج للعراق زادت عما كانت عليه في الماضي وفي العراق مجالات واسعة للتعاون العربي، وربط الخليج بالعراق امتداد لأرض الجزيرة العربية، وسكانه أخوة وأبناء عم، اقتصادياً وسياسياً، وهذا يحفظ الخليج عربياً ويرفع مستوى المعيشة لأبنائه، فليس من المعقول أن نبحث عن مجال لتوظيف الأموال العربية وأرض العراق التي هي امتداد لأرض الجزيرة العربية ذات مجالات واسعة لاستيعاب جزء كبير من هذه الأموال.
وعن العلاقة العراقية- الكويتية، يقول الطريقي في المجلة نفسها: "لقد سُر الجميع في الكويت من تصريح نائب رئيس مجلس الثورة العراقية في مؤتمره الصحفي الأخير بأن العراق والكويت ستصلان إلى حل لجميع المشاكل بينهما لكي تقطعا خط الرجعة على الذين يصطادون في الماء العكر، ويضيف قائلاً: "إن التحاماً اقتصادياً بين العراق ودول الخليج سيخلق جواً من الاستقرار والطمأنينة في النفوس، وستكون الخطوة الثانية خلق صناعات لتكرير النفط الخام وصناعة الأسمدة الصناعية، وكذلك صناعة البتروكيماويات، وسيهيئ ذلك مجالات عمل لسكان المنطقة، كما أن تطوير الزراعة بأموال النفط في جنوب العراق سيخلق مجالات للعمل في جنوب العراق لسكان العراق ولغيرهم من سكان البلاد العربية المجاورة".
&&وعن الشركات البريطانية ونفط العراق، يقول الطريقي:"كانت الشركات البريطانية تعتبر الثروة البترولية العراقية احتياطياً لنشاطها البترولي في إيران، ولم تكن الشركات قبل الحرب العالمية الثانية متحمسة لتطوير الحقول العراقية بطريقة تتناسب ووفرة المواد البترولية في هذه الحقول واكتفت بنشاطها في إيران، حتى زاد الطلب العالمي على المواد البترولية وبدأ الهولنديون والأمريكيون بالضغط عليهم لتطوير الامتيازات العراقية، وقد كانت الشركات البترولية تعتبر نفسها الحاكم الحقيقي للعراق، فقد كانت تتمتع بحماية الانتداب ثم بحماية الحكومات العراقية المغلوب على أمرها ثم بالعملاء، وكانت الشركات تنتج البترول العراقي بالطريقة التي تلائم مصلحتها لا مصلحة العراق، ويضيف الطريقي قائلاً: وقد كان اكتشاف الرواسب البترولية في مشرق الوطن العربي ومغربه، عاملاً جديداً لتمسك الغرب بنفوذه وسيطرته علينا حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقيام الأمم المتحدة وإعلان تقرير المصير ودخول دويلاتنا الصغيرة في المنظمة الدولية، ثم زرع الاستعمار الغربي إسرائيل في وسط الوطن العربي وفي نقطة حساسة منه، وذلك للتأكد من عزل شطره الأفريقي عن شطره الآسيوي، وخلق إسرائيل في حد ذاته، لم يقصد منه خدمة اليهود الذين شردهم الحكم العنصري في أوروبا، ولكن كان الهدف الرئيس منه الإبقاء على الوضع في المنطقة كما أراده الاستعمار ورسمه فلاسفة وعلماء أوروبا في التقرير المعروف بتقرير "بانرمان" الذي كتب عام 1907م وقد تسبب وجود إسرائيل فوق الأراضي العربية في صرف أنظار العرب عن قضاياهم الكبرى كتطوير إمكاناتهم الطبيعية وخلق دولة عربية موحدة في المنطقة، والاكتفاء بالبكاء على فلسطين المحتلة وتسابق صغار السياسيين منهم على إصدار التصريحات التي يُفهم منها بأن هدفهم الأسمى هو القضاء على إسرائيل وقذفها في البحر الأبيض المتوسط".
وعن صراع الشركات من أجل البقاء في المنطقة، يقول الطريقي: "إن شركات البترول التي تسيطر على الاحتياطي البترولي العربي مضطرةً للدفاع عن بقائها في المنطقة أكثر من بعض أنواع الحكم الفردي، فنحن نشاهد الآن حكاماً فقدوا عروشهم أو كراسي إماراتهم ولكنهم غادروها إلى بلاد أخرى وأخذوا يعيشون في بحبوحة من العيش من الأموال التي استطاعوا إخراجها من بلادهم، ولكن شركات البترول ذات الاحتياطي الكبير في المنطقة لا تستطيع اللجوء إلى مصدر آخر غير البترول لعدم وجود مصدر آخر، ولذلك فهي أخطر وأقوى أعداء التطور والتحرر في المنطقة" !!
وعن الشركات الغربية واستهتارها بمصالح الشعوب العربية، يسترجع الطريقي تعريف المستعمرة، ليقول في النهاية أن هذا التعريف ينطبق على البلاد العربية! يقول الطريقي: "إن دائرة المعارف البريطانية قد أوردت تعريفاً للمستعمرة مفاده أن المستعمرة هي "أي منطقة تقع تحت النفوذ السياسي أو الاقتصادي لبلد آخر، كما أن حالة الاستعمار تشمل الوضع الذي يفرض فيه مجموعة من الناس قراراتهم على أناس آخرين، بغض النظر عمّا إذا كان هؤلاء الآخرون يعيشون ضمن بلد تخضع لسيادة البلد المستعمر" وما يحدث في البلاد العربية المنتجة الآن من استهتار الشركات الغربية بمصالح الشعوب المنتجة وفرضها على حكومات هذه البلاد كل ما يحقق مصالح المستهلكين، يجعل تعريف دائرة المعارف البريطانية ينطبق على البلاد العربية المنتجة والمصدرة للبترول، فهذه الشركات تحدد الأسعار وتحدد الكميات التي تَصدر من كل بلد، وهذا هو الاستعمار بأبشع صوره".
وعن المتباكين على العراق، وعلى وضعه المأساوي، يقول الطريقي: "إن نعيق الغربان في العراق لن يعيد لشعب العراق البطل رفاهيته وعزته، بل لابد من تجميع جميع القوى العراقية واتفاق على سياسة بترولية وطنية موحدة تقضي بتأميم البترول على مراحل، ويجب أن ينظر إلى التأميم على أنه عمل عادي اقتضته مصلحة العراق الوطنية".
وعن العلاقة العراقية- الكويتية، يقول الطريقي في المجلة نفسها: "لقد سُر الجميع في الكويت من تصريح نائب رئيس مجلس الثورة العراقية في مؤتمره الصحفي الأخير بأن العراق والكويت ستصلان إلى حل لجميع المشاكل بينهما لكي تقطعا خط الرجعة على الذين يصطادون في الماء العكر، ويضيف قائلاً: "إن التحاماً اقتصادياً بين العراق ودول الخليج سيخلق جواً من الاستقرار والطمأنينة في النفوس، وستكون الخطوة الثانية خلق صناعات لتكرير النفط الخام وصناعة الأسمدة الصناعية، وكذلك صناعة البتروكيماويات، وسيهيئ ذلك مجالات عمل لسكان المنطقة، كما أن تطوير الزراعة بأموال النفط في جنوب العراق سيخلق مجالات للعمل في جنوب العراق لسكان العراق ولغيرهم من سكان البلاد العربية المجاورة".
&&وعن الشركات البريطانية ونفط العراق، يقول الطريقي:"كانت الشركات البريطانية تعتبر الثروة البترولية العراقية احتياطياً لنشاطها البترولي في إيران، ولم تكن الشركات قبل الحرب العالمية الثانية متحمسة لتطوير الحقول العراقية بطريقة تتناسب ووفرة المواد البترولية في هذه الحقول واكتفت بنشاطها في إيران، حتى زاد الطلب العالمي على المواد البترولية وبدأ الهولنديون والأمريكيون بالضغط عليهم لتطوير الامتيازات العراقية، وقد كانت الشركات البترولية تعتبر نفسها الحاكم الحقيقي للعراق، فقد كانت تتمتع بحماية الانتداب ثم بحماية الحكومات العراقية المغلوب على أمرها ثم بالعملاء، وكانت الشركات تنتج البترول العراقي بالطريقة التي تلائم مصلحتها لا مصلحة العراق، ويضيف الطريقي قائلاً: وقد كان اكتشاف الرواسب البترولية في مشرق الوطن العربي ومغربه، عاملاً جديداً لتمسك الغرب بنفوذه وسيطرته علينا حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقيام الأمم المتحدة وإعلان تقرير المصير ودخول دويلاتنا الصغيرة في المنظمة الدولية، ثم زرع الاستعمار الغربي إسرائيل في وسط الوطن العربي وفي نقطة حساسة منه، وذلك للتأكد من عزل شطره الأفريقي عن شطره الآسيوي، وخلق إسرائيل في حد ذاته، لم يقصد منه خدمة اليهود الذين شردهم الحكم العنصري في أوروبا، ولكن كان الهدف الرئيس منه الإبقاء على الوضع في المنطقة كما أراده الاستعمار ورسمه فلاسفة وعلماء أوروبا في التقرير المعروف بتقرير "بانرمان" الذي كتب عام 1907م وقد تسبب وجود إسرائيل فوق الأراضي العربية في صرف أنظار العرب عن قضاياهم الكبرى كتطوير إمكاناتهم الطبيعية وخلق دولة عربية موحدة في المنطقة، والاكتفاء بالبكاء على فلسطين المحتلة وتسابق صغار السياسيين منهم على إصدار التصريحات التي يُفهم منها بأن هدفهم الأسمى هو القضاء على إسرائيل وقذفها في البحر الأبيض المتوسط".
وعن صراع الشركات من أجل البقاء في المنطقة، يقول الطريقي: "إن شركات البترول التي تسيطر على الاحتياطي البترولي العربي مضطرةً للدفاع عن بقائها في المنطقة أكثر من بعض أنواع الحكم الفردي، فنحن نشاهد الآن حكاماً فقدوا عروشهم أو كراسي إماراتهم ولكنهم غادروها إلى بلاد أخرى وأخذوا يعيشون في بحبوحة من العيش من الأموال التي استطاعوا إخراجها من بلادهم، ولكن شركات البترول ذات الاحتياطي الكبير في المنطقة لا تستطيع اللجوء إلى مصدر آخر غير البترول لعدم وجود مصدر آخر، ولذلك فهي أخطر وأقوى أعداء التطور والتحرر في المنطقة" !!
وعن الشركات الغربية واستهتارها بمصالح الشعوب العربية، يسترجع الطريقي تعريف المستعمرة، ليقول في النهاية أن هذا التعريف ينطبق على البلاد العربية! يقول الطريقي: "إن دائرة المعارف البريطانية قد أوردت تعريفاً للمستعمرة مفاده أن المستعمرة هي "أي منطقة تقع تحت النفوذ السياسي أو الاقتصادي لبلد آخر، كما أن حالة الاستعمار تشمل الوضع الذي يفرض فيه مجموعة من الناس قراراتهم على أناس آخرين، بغض النظر عمّا إذا كان هؤلاء الآخرون يعيشون ضمن بلد تخضع لسيادة البلد المستعمر" وما يحدث في البلاد العربية المنتجة الآن من استهتار الشركات الغربية بمصالح الشعوب المنتجة وفرضها على حكومات هذه البلاد كل ما يحقق مصالح المستهلكين، يجعل تعريف دائرة المعارف البريطانية ينطبق على البلاد العربية المنتجة والمصدرة للبترول، فهذه الشركات تحدد الأسعار وتحدد الكميات التي تَصدر من كل بلد، وهذا هو الاستعمار بأبشع صوره".
وعن المتباكين على العراق، وعلى وضعه المأساوي، يقول الطريقي: "إن نعيق الغربان في العراق لن يعيد لشعب العراق البطل رفاهيته وعزته، بل لابد من تجميع جميع القوى العراقية واتفاق على سياسة بترولية وطنية موحدة تقضي بتأميم البترول على مراحل، ويجب أن ينظر إلى التأميم على أنه عمل عادي اقتضته مصلحة العراق الوطنية".
&
&
الحلقة الثانية:
&&
الحلقة الثالثة:
&
الحلقة الرابعة
&
الحلقة الخامسة
&
الحلقة السادسة
&
الحلقة السابعة
&
&
التعليقات