عمر عزيز قادر
&
&
تحية عراقية
أختي العزيزة من الأحلام التي نحلم بها نحن أهل العراق أن نتمتع بالحرية وأن نقول مانريد دون خوف، وأنت من حقك أن تحتفلين بعيد ميلاد صدام وأن تسمي أولادك صدام وأن تجاهري بذلك في قنوات فضائية صفقت لك طويلاً، ومع كل هذا تبقين أنت العراقية التي لاأقول لها سوى السلام عليك أيتها الأخت العراقية.
يقينا أنت حالة خاصة لم يصل إليها صدام حسين، ولو كنت تشعرين بفجيعة الناس في العراق لما قلت الذي قلت، ولما ظهر أنفعالك بهذا الشكل على القناة الخليجية، ولاأعتقد أن أحداً من أفراد عائلتك أو أخوتك قد مات في التحقيق أو تم أعدامه أو ضاع في مجاهل هذه الدنيا.
أختي العراقية لقد هرب زوج شقيقتي فاطمة من مدينة كركوك دون أن نعرف أسباب هروبه من السلطة عام 1985 وقيل أنه شيوعي، وأخذت الحكومة تبحث عنه فلم تجده، في ليلة من ليالي 1986 أقتادوا أختي فاطمة عزيز قادر وكانت ترتدي جادر الصلاة وأخذوا معها طفلها الصغير ( أمير )، وعبثاً توسلنا وقبلنا الأيادي والأرجل فقد ضاعت علينا، لم يبق مكان في العراق لم نذهب اليه لم نعرف أين هي ولاتهمتها مثلما لم نعرف أين زوجها حسين.
توفيت والدتي كمداً وهي تنحب عليها فقد كانت الأصغر بيننا، المحلة في كركوك كلها تبكي فاطمة الطفلة المؤمنة والتي حفظت القرآن وأحاديث النبي ( ص )، بقيت أبنتها شهد عمرها تسعة سنوات في بيتنا.
في عام 1991 أشتركت أنا في الأنتفاضة ثم هربت مع من هربوا من الموت الذي حل بنا وسأقول أنك سمعتي به فقد شمل كل محافظات العراق.
وتقلبت بين المدن حتى أستقر بي الحال في أوربا أعيش على راتب المعونة وأرسل لوالدي فتات من هذه المعونة، قبل أن يتوفى والدي تزوجت شهد أبنة شقيقتي.
منذ عام 1985 ولحد قبل أيام لم نعثر على شقيقتي ولاعلى زوجها الذي كنا نسبه ونشتمه كثيراً لأنه سبب لنا مأساة ودمر حياتنا وأستقرارنا.
سيدتي الكريمة لقد أخبرتني شهد وهي أم لطفلة حلوة أسمها فاطمة على أسم شقيقتي بواسطة هاتف الثريا أنهم عثروا على رفات شقيقتي فاطمة ومعها طفلها أمير في قبر واحد وكانت يديها مربوطة بحبل مثلما كان مربوط أيضاً أموري الحلو، وكانت أبنة شقيقتي تنشج وتبكي غير أن مازاد بكائي قولها وأنهم أيضاً عثروا على رفات والدها في مقبرة الألف شهيد حيث كان يحمل الرقم 655.
أمير البالغ من العمر خمسة سنوات تم دفنه حياً ولم تحتفل وكالات الأنباء به مثلما أحتفلت بمحمد الدرة والسبب أنه عراقي يستحق الموت سيان أن كان بالسلاح الكيمياوي أو بالرصاص أو دفنه حياً.
ونحن شعب يستحق أن يموت بالأبادة مثلما قالت الأخت من السعودية، ونحن لايليق بنا غير صدام مثلما قالها الأخ المغربي، وقد أجلنا الفاتحة لحين عودتي وأنت تعرفين الظروف.
رسالتي هذه تتضمن طلباً أخوياً عراقياً أن لاترقصي وتحتفلي قرب رفات فاطمة فقد يصحو أمير من غفوته.
أخيتي العراقية دعي واحدة من شموع الفرح قرب قبر أمير وفاطمة فلعل الدنيا تتسع لهذا الضوء أذا سمح لنا سيادة الرئيس صدام.
أختي العراقية أستمحيك عذراً لو كنت أسأت الأدب فلن أشترك معك بالأحتفال لأنني منشغل بلم عظام فاطمة وأمير وزوجها حسين، غير أن مايحيرني هو أنهم كانوا قد قبضوا على حسين فلماذا أعدموا فاطمة ولماذا دفنوا أمير حياً؟

تحياتي الأخوية
المخلص المفجوع عمر عزيز قادر