سيول -شارل ويلان: اعترفت كوريا الشمالية علنا للمرة الاولى اليوم الاثنين انها تسعى للتزود بسلاح نووي، في ما يشبه محاولة جديدة لانتزاع تنازلات من الولايات المتحدة.&وقالت وكالة الانباء الرسمية الكورية الشمالية "لا خيار امامنا سوى الردع النووي طالما ان الولايات المتحدة ماضية في سياستها العدوانية وتواصل ممارسة تهديد نووي".
&واوضحت الوكالة ان بيونغ يانغ "لا تهدف الى ابتزاز اي كان بل الى خفض ترسانتنا التقليدية ووضع مواردنا البشرية والمالية في خدمة البناء الاقتصادي وحياة الناس".&ومنذ بداية الازمة حول برنامجها النووي قبل ثمانية اشهر، اشارت بيونغ يانغ مرارا الى وسائل ردع لكنها لم تتحدث بوضوح عن اسلحة نووية.&كذلك المحت كوريا الشمالية اليوم الاثنين الى انها ستسعى الى امتلاك اسلحة دمار شامل اخرى.
&واوضحت الوكالة "سنسعى الى تعزيز اداة ردع مادية قوية اقل كلفة لكنها قادرة على شل اي سلاح نووي او تكنولوجي متطور ما لم تتخل الولايات المتحدة عن سياستها العدوانية حيال كوريا الشمالية".&وتعتبر اجهزة الاستخبارات الاميركية والكورية الجنوبية ان كوريا الشمالية تمتلك مخزونا كبيرا من الاسلحة الكيميائية والبيولوجية.
&وبدأت المواجهة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة حول المسألة النووية في تشرين الاول/اكتوبر الماضي مع اعلان مبعوث اميركي ان الكوريين الشماليين اكدوا له انهم يقومون بتطوير برنامج عسكري نووي يعتمد على اليورانيوم.&ونفت بيونغ يانغ ذلك مشيرة الى انها اكدت فقط حقها في امتلاك اسلحة ذرية.&وفي مفاوضات جرت في بكين في نيسان/ابريل الماضي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة والصين، اكدت بيونغ يانغ بحسب ما افاد الاميركيون انها تملك اسلحة ذرية وتعيد معالجة كمية من مادة البلوتونيوم لصنع اسلحة اضافية.
&وتعتقد الولايات المتحدة ان كوريا الشمالية تملك قنبلة او قنبلتين ذريتين تعودان الى برنامج يعتمد على البلوتونيوم جمد في 1994 في اطار اتفاق ثنائي بات لاغيا.&وصنف الرئيس الاميركي جورج بوش كوريا الشمالية بين دول "محور الشر" الى جانب العراق في عهد صدام حسين وايران. وتتهم واشنطن كوريا الشمالية بالقيام بعملية ابتزاز مستخدمة الملف النووي للحصول على تنازلات. وتطالب الولايات المتحدة بيونغ يانغ بالتخلي عن السلاح الذري قبل بدء مفاوضات حقيقية.&وتشترط كوريا الشمالية من جهتها الحصول على ضمانات مسبقة بان الولايات المتحدة لن تهاجمها.
&ورأى محللون ان اعتراف كوريا الشمالية اليوم ليس سوى محاولة جديد للتلويح بالتهديد النووي لحمل واشنطن على تبديل موقفها بهدف الخروج من المأزق.&وقال يي سوك ريول من معهد الشؤون الخارجية والامن القومي "ان قرأنا بين الاسطر، لبدا لنا انهم يعتقدون ان واشنطن لم تخف بالقدر الذي كانوا يأملون من تهديداتهم خلال الاشهر الثمانية الماضية".&وتابع ان الكوريين الشماليين يتطلعون الى المحادثات التي ستجري بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية هذا الاسبوع في هونولولو حول الملف النووي.&وقال "بالرغم من نفي كوريا الشمالية ذلك، الا انني اعتقد انهم ما زالوا يأملون ان يجنوا شيئا من الابتزاز النووي".
&ورأى السفير السابق لدى الامم المتحدة والاستاذ في جامعة سيول الوطنية بارك سو جيل في اعلان بيونغ يانغ دليل احباط ازاء الحزم الاميركي.&وقال المحلل "بدأت كوريا الشمالية منذ وقت تنزع ثيابها، ولم يعد اي كان يعير انتباها لهذا التعري. انهم مرغمون على القيام باي شيء ليذكروا الولايات المتحدة بوجودهم".
التعليقات