اعداد سمر عبد الملك: تملك الولايات المتحدة الأميركية براهين غير قابلة للجدل على ان ابناء صدام حسين اصبحوا في عداد الأموات، حيث&اكدت القيادة العسكرية يوم امس انها تعرفت على جثتي عدي وقصي اللذين قتلا في معركة استمرت لاكثر من ثلاث&ساعات مع القوات الأميركية في الموصل شمال العراق مساء الثلاثاء.
وقتل في الهجوم شخصان آخران احدهما في سن المراهقة يعتقد انه مصطفى، نجل قصي. اما الآخر فيعتقد انه كان&حارس عدي الشخصي.وقد تم التعرف على جثة عدي من خلال صور أشعة أظهرت اصابات تعرض لها اثر محاولة اغتيال عام 1996، بينما&تعرفت القوات الأميركية على جثة قصي من خلال سجل اسنانه. وقد اكد اربعة من معاوني الرئيس العراقي المخلوع& ان الجثث تعود لنجلي صدام حسين.
وأوضح قائد القوات الاميركية في العراق الليفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز ، الذي كان يحمل صورا للجثث "في ملف& مانيلا"، حيث عرضها بشكل مقتضب على المراسلين، ان صورة اشعاعية اجريت لاحدى الجثتين دلت على وجود قطع&معدنية في الساقين واثر رصاصة في الفك، مشيرا الى ان هذا الامر ينطبق على عدي الذي خضع لعمليات جراحية&في ساقيه بعد محاولة اغتياله عام 1996& كما اكد ان الصور الاشعاعية دلت ايضا على تطابق 100 في المائة بالنسبة&الى اسنان قصي.
واعترف سانشيز بان الاميركيين منقسمون حيال مسألة بث الصور لانهم لا يريدون الظهور وكأنه يشمتون مما حصل،&علما ان نشر هذه الصور سيمحو التخوف والتشكيك الموجود لدى الشعب العراقي بأن الحكومة السابقة التي كانت&تشكل تهديدا لهم قد انتهت.كما ان بث صور مروعة، وهو امر نادر في الولايات المتحدة، يمكن ان يشكل سلاحا دعائيا لوسائل اعلام عربية تنتقد&الولايات المتحدةوفي الوقت الذي اكد فيه مصدر عسكري ان الصور المروعة للجثتين قد تنشر، رفض وزير الدفاع الأميركي دونالد& رامسفلد الاعلان عن موعد محدد لنشرها مكتفيا بالقول بأنها "ستنشر قريبا".
ووصفت الولايات مقتل نجلي صدام بانه "خطوة ايجابية جديدة للشعب العراقي وتأكيدا اضافيا على ان النظام قد انهار&ولن ينهض"، مشيرة الى انها نقطة تحول لمرحلة ما بعد الحرب على العراق، وستقلل عدد اولئك الذين يدعمون&الحكومة السابقة. الا ان مقتل عدي وقصي لم يخفف من حدة الهجمات على القوات الأميركيةوعلى الرغم من التأكيدات الأميركية على مقتل نجلي صدام، اللذان كانا مسؤولان عن مقتل المئات من العراقيين، الا&ان الشعب العراقي ابدى ترددا حيال تصديق النبأ، مطالبا برؤية الجثث ليتأكد من صحته، بينما اعرب البعض عن خيبة& امل كبيرة ازاء مقتل نجلي صدام عوضا عن القاء القبض عليهما، لأنهما لم يخضعا لنفس الذل الذي اخضعوا الشعب&العراقي له.
وحسب اللفتنانت جنرال سانشيز فان مصطفى ربما كان آخر المقاومين. وعندما اقتحم الجنود الطابق الثاني للمنزل&تعرضوا لاطلاق النار مجددا من الحفيد الذي واصل اطلاق الرصاص.وتحتجز القوات الأميركية في مطار بغداد الدولي اربعة من معاوني الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وهم:&
رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية طارق عزيز، والسكريتير الخاص للرئيس العراقي الأسبق، عبد محمود التكريتي،&اضافة الى وظبان وبرزان التكريتي. وقال سانشيز ان القوات الأميركية عرضت الجثث على المعاونين الأربعة وقد تعرفوا&عليها واكدوا انها تعود لأبناء صدام حسين، عدي وقصي واعتبر سانشيز ان المسألة الأساسية التي سيتم التركيز عليها الآن هي العثور على صدام حسين، على الرغم من& ان مقتل نجليه يشكل "نقطة تحول بارزة" آملا في أن يتشجع العراقيون على التعاون مع القوات الأميركية في عملية&الملاحقة.
وعلى الرغم من ان القوات الأميركية ما زالت تمشط المكان حيث قتل عدي وقصي املا منها بأن تجد ادلة توصلها الى&المكان الذي يختبئ فيه صدام، الا ان سانشيز قال انه من المستحيل التخمين بان صدام يختبئ في مكان قريب من&الموصل لأن "العراق بلد كبير".
ويرجح سانشيز ان مقتل نجلي صدام جاء بعد ان اطلقت الفرقة 101 المحمولة جوا الأميركية عشرة صواريخ من نوع&"تاو"، خلال المرحلة الأخيرة من هجوم استمر لأكثر من ثلاث ساعات.
وقد تمت محاصرة المنزل في الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء غداة تلقي الأميركيين معلومات تشير الى ان&"مجموعة من كبار المسؤولين في الحكومة السابقة يستخدمون المنزل". وذكر الليفتنانت سانشيز ان المصدر&العراقي الذي لم يحدد هويته اتصل بالقوات الاميركية وقدم تلك المعلومات. ونفى الجنرال سانشيز اي تقارير سابقة&حول استلام القوات الأميركية شريطا مسجلا يظهر فيه الرجلين.
وقال سانشيز ان النيران من نوع "أ ك- 47" انطلقت من المنزل تجاه الجنود. وبدأ اطلاق نيران الاسلحة الصغيرة من&السطح. وبعد ان اصيب اربعة من الجنود الأميركيين، امر قائد العملية باطلاق النيران باتجاه المنزل.
وأوضح سانشيز ان القوات الأميركية اقتحمت الطابق الأول المهجور للمنزل وتعرضت لاطلاق نار من شخص في غرفة&"محصنة" في الطابق الثاني للمنزل. وتبين ان مطلق النار كان الأصغر بين الرجال الأربعة، بحسب ما اوضح سانشيز&مشيرا الى انه لم يتم التأكد من هوية مطلق النار، الا ان وسائل الاعلام العربية نقلت انه كان مصطفى، ابن قصي،وان الرجل الرابع كان حارس عدي الشخصي.
الى ذلك، اعلن متحدث عسكري ان المخبر هو "تحت حماية الاميركيين" وانه حصل من دون شك على المكافأة&البالغة قيمتها 30 مليون دولار نظير معلومات تؤدي الى قتل او اعتقال نجلي صدام. ورجح اثنان من جيران الزيدان ان&يكون هو المخبر. وقال احدهما ان الجنود الاميركيين اقتادوه "من دون تقييده، وبدا انهم يعاملونه بشكل جيد". وقال&جيران الزيدان ان شبهاتهم تعززت عندما رأوا زوجته وبناته الاربع يغادرن المنزل في الساعة السادسة والنصف صباحا& ولم يعدن.وفي سياق متصل، اصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا انتقدت فيه الاساليب التي تتبعها القوات الأميركية في معاقبة& العراقيين الذي تلقي القبض عليهم.