القاهرة- ايلاف: اجتمع اليوم الثلاثاء في قصر المنتزة بمدينة الاسكندرية الساحلية شمال مصر، الرئيس المصري حسني مبارك مع السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، الذي يزور مصر لمدة يومين، وأوضحت مصادر دبلوماسية مصرية وعمانية متطابقة أن الزعيمين أجريا محادثات تناولت تطورات الاوضاع في العراق، خاصة تلك المتعلقة ببلورة موقف عربي مشترك من مجلس الحكم الانتقالي، على حد تعبير المصادر.
وبدأت المباحثات بين مبارك وقابوس فى اطار جلسة مباحثات موسعة ضمت اعضاء الوفدين الرسميين، ثم أجرى الرئيس المصري مع ضيفه العماني جلسة محادثات ثنائية اقتصرت عليهما لاحقاً.
وقال عبدالعزيز الهنائي سفير السلطنة في مصر‏,‏ إن المباحثات بين مبارك وقابوس‏,‏ تطرقت إلى مجمل القضايا المطروحة على الساحتين العربية‏ والدولية,‏ وفي مقدمتها الصعاب التي تواجه تنفيذ خريطة الطريق‏,‏ كما بحث الزعيمان الاقتراحات المقدمة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك‏,‏ التي ستعرض علي القمة العربية المقبلة في تونس خلال شهر آذار (مارس) المقبل‏.
وقال مصدر دبلوماسي مصري إن الرئيس المصري أطلع ضيفه العماني على نتائج مباحثاته مع الأمير عبدالله بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، وكذا المشاورات التي أجريت مع الرئيس السوري، وأن مبارك وقابوس اتفقا على أهمية التحرك من خلال رؤية عربية مشتركة يمكن من خلالها التوصل الى موقف دولي يحقق الخروج من الازمة الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط.
ومضى المصدر ذاته موضحاً أن هناك ثلاث ملفات رئيسية كانت على مائدة المفاوضات المصرية العمانية، جاءت في مقدمتها المسألة العراقية، وكيفية التعاطي مع تطوراتها الراهنة، خاصة ما يتعلق بالموقف العربي من المجلس الانتقالي، وسبل تقديم الدعم للشعب العراقي، إضافة إلى الملف الفلسطيني وتعثر تنفيذ خطة "خارطة الطريق"، وأخيراً ملف تطوير العمل العربي المشترك، من خلال إصلاح آليات العمل في جامعة الدول العربية، والوثيقة المشتركة التي أعدتها كل من مصر والسعودية وسوريا في هذا الصدد.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة كان قد استقبل مساء أمس الاثنين الدكتور ابراهيم عبدالكريم الجعفري رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي وأعضاء المجلس الذين زاروا السلطنة رفقة الجعفري.
وصرح الدكتور ابراهيم عبدالكريم الجعفري عقب المقابلة لوكالة الأنباء العمانية بأن اللقاء تم خلاله تبادل وجهات النظر على أكثر من صعيد وفي ما يهم شعبي البلدين. وأشار الى انه تم التعريف بآخر التطورات داخل العراق نظرا لأهمية هذا الموضوع حيث كان لا بد ان تتعرف سلطنة عمان عن كثب على حقيقة ما يجري على المستوى السياسي ومستوى الخدمات. وقال انه أوضح خلال المقابلة الخطوات العملية التي ينوي المجلس اتخاذها في المرحل القادمة سواء كان فيما يتعلق بالحقائب الوزارية وتحديد الوقت المناسب لتنفيذ هذا الاجراء، أو الدستور والقضايا المتعلقة به.
يذكر أن آخر زيارة قام بها السلطان قابوس إلى مصر كانت في آيار (مايو) الماضي لمنتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر.