د. فاضل فضة
&
&
تهرم السنوات في الإنسان عمرا، تتعب هربا من ظلها اليومي المحاصر. تبعد عن مساحات الحوار الدائر في كل لحظة وكل ساعة. تستقل عن عالم مصهورة فيه ومكونة منه. تنسى الأرقام والأعداد، تنسى الكهولة والشباب. تعيش في زاوية الحياة تحلم. تحلم بالشمس، بالربيع، بالأزهار، والحقول الخضراء. تحلم بالعصافير ودقات مناقيرها كإيقاعات رومانسية. تغيب في زمن التنقل والعبور. تحلم وما زال الحلم قائما.
تهرم السنوات وينحني العمر أمام وعورة التجارب. حيث المواجهات وحيث الأمل والإحباط، حيث شعور غائم في أي شاطيء وأية بقعة استراحة. حيث القلق المتناوب على مساحة ابتسامات مقتضبة، حيث الحياة ودوار الوجود.
نواجه الصمت بالصياح والصراخ. نواجه الضجر بالوحدة والعتمة المشاغبة، ونواجه الظروف بالصبر الذي لم ولا يعرف الحدود. ونواجه اليأس باستمرار اليأس. ومع ذلك فإننا قادرون على فبركة السعادة في مساحات كاذبة ووجود اجتماعي ثقافي مشوّه.
تسارع الأشجار إلى الإنحناء أمام صبر تاريخي مميز. تسارع الأيام إلى الهرولة باحثة عن تنبؤات المستقبل المشكوك في أمره.
نهرم في حياتنا ومنذ الطفولة. نعّبيء الأطفال قوانين التمييز، بدون أن نكون مميّزين، نعلم الحياة في وجهها الغاضب، وكأن الحياة ناقصة في مرآتنا، وننسى أن المحيط الذي ابتلعنا لا يرانا اليوم، وقد لا يرانا في المستقبل.من نخن لا يهم، ومن سنكون أقل أهمية.. عددنا أقل من الترجمات الاسبانية في عام. عددنا عمره ألف سنة. دخلنا الوطني، مسروق ومنهوب. حياتنا وحرياتنا محررة في عوالم الإغتراب ومسيّجة في حدود أوطاننا.زمننا؟ كأي تاريخ سابق مضني. كان حد السيف فيه قمة الكلام، وما زال، بكل أسف، لغة جنود الليل وعاشقي الموت والنكد.
من نحن لا يهم.. نحن لجنة الشعوب الغائبة عن معنى الحضارة والتاريخ.
أكذب أيها اللسان، فإن الكذب حاجة للمغمورين الذين حضروا وذابوا في غياب المساحات والمسافات المتعددة.
حدّث بما لا تملك فإنها شجاعة الإرتجال والمبالغة. أليست هذه هي إحدى صفاتنا؟
قيّم بدون أن تعرف، فإنك تحقق مصداقية روحية تعزّز قرار الإستمرار المزيّف.
نافق ما استطعت فإن الحياة الفردية تحتاح إلى نفاق رفيع المستوى مبني على المجاملة.
ابنِ شجاعة على صدور الآخرين. همّشهم وصغّرهم فإنك الشجاع والمقدام والخشبة الأهم في رجال الخشب.قال ما تكتبه يلمس مشاعري.. قلت مزّقت روحي عبر تاريخ من الصفاء الذي لا يفهمه أبناء وطني.. وقتلت عمري في صدق محوري يواجه قشورا ادعت انها بشر ذات مصداقيات في الحياة.
تجاوزت التفاهات، واللعب اللفظي، تغربت عن سوق الهوى السياسي الرخيص الموزع في مدن المساعدات الإجتماعية وحناجر الموت. نسيت أصحاب الأبواق المنمقة في كل مجلس وكل لقاء، وتناسيت وجودي الحقيقي باحثا عن صلابة أقوى بين ما تبقى من حروف.
منذ أكثر من عشر سنوات أوقفني أحدهم قائلا: إنك تكتب عن مشاكلي وعن معاناتي، وكأنك تعيش عيشتي كان الرقم س في معادلة المتغير المجهول مكررا نفس المحتوى
قلت: في ذلك الزمان كانت مشاكلنا واحدة في خطوطها العامة.. مواجهتنا مشابهة لهذه الحياة في كل عقدها.. والبرد والثلج والجليد ثقافة جديدة علينا، نحن المشردون في الوطن وبلاد الله الواسعة. هي ثقافة جديدة علينا وتحتاج إلى زمن لتعلمها وللتعايش معه، تحتاج إلى حب وإنسانية وحضارة، بكل مايعني الحب والإنسانية.
ياصديقي، صورتك هي صورتي وصورة كل قادم من هذا الشرق المرعب في خطاياه المزمنة وامراضه المستعصية.
تهرم السنوات وينحني العمر أمام وعورة التجارب. حيث المواجهات وحيث الأمل والإحباط، حيث شعور غائم في أي شاطيء وأية بقعة استراحة. حيث القلق المتناوب على مساحة ابتسامات مقتضبة، حيث الحياة ودوار الوجود.
نواجه الصمت بالصياح والصراخ. نواجه الضجر بالوحدة والعتمة المشاغبة، ونواجه الظروف بالصبر الذي لم ولا يعرف الحدود. ونواجه اليأس باستمرار اليأس. ومع ذلك فإننا قادرون على فبركة السعادة في مساحات كاذبة ووجود اجتماعي ثقافي مشوّه.
تسارع الأشجار إلى الإنحناء أمام صبر تاريخي مميز. تسارع الأيام إلى الهرولة باحثة عن تنبؤات المستقبل المشكوك في أمره.
نهرم في حياتنا ومنذ الطفولة. نعّبيء الأطفال قوانين التمييز، بدون أن نكون مميّزين، نعلم الحياة في وجهها الغاضب، وكأن الحياة ناقصة في مرآتنا، وننسى أن المحيط الذي ابتلعنا لا يرانا اليوم، وقد لا يرانا في المستقبل.من نخن لا يهم، ومن سنكون أقل أهمية.. عددنا أقل من الترجمات الاسبانية في عام. عددنا عمره ألف سنة. دخلنا الوطني، مسروق ومنهوب. حياتنا وحرياتنا محررة في عوالم الإغتراب ومسيّجة في حدود أوطاننا.زمننا؟ كأي تاريخ سابق مضني. كان حد السيف فيه قمة الكلام، وما زال، بكل أسف، لغة جنود الليل وعاشقي الموت والنكد.
من نحن لا يهم.. نحن لجنة الشعوب الغائبة عن معنى الحضارة والتاريخ.
أكذب أيها اللسان، فإن الكذب حاجة للمغمورين الذين حضروا وذابوا في غياب المساحات والمسافات المتعددة.
حدّث بما لا تملك فإنها شجاعة الإرتجال والمبالغة. أليست هذه هي إحدى صفاتنا؟
قيّم بدون أن تعرف، فإنك تحقق مصداقية روحية تعزّز قرار الإستمرار المزيّف.
نافق ما استطعت فإن الحياة الفردية تحتاح إلى نفاق رفيع المستوى مبني على المجاملة.
ابنِ شجاعة على صدور الآخرين. همّشهم وصغّرهم فإنك الشجاع والمقدام والخشبة الأهم في رجال الخشب.قال ما تكتبه يلمس مشاعري.. قلت مزّقت روحي عبر تاريخ من الصفاء الذي لا يفهمه أبناء وطني.. وقتلت عمري في صدق محوري يواجه قشورا ادعت انها بشر ذات مصداقيات في الحياة.
تجاوزت التفاهات، واللعب اللفظي، تغربت عن سوق الهوى السياسي الرخيص الموزع في مدن المساعدات الإجتماعية وحناجر الموت. نسيت أصحاب الأبواق المنمقة في كل مجلس وكل لقاء، وتناسيت وجودي الحقيقي باحثا عن صلابة أقوى بين ما تبقى من حروف.
منذ أكثر من عشر سنوات أوقفني أحدهم قائلا: إنك تكتب عن مشاكلي وعن معاناتي، وكأنك تعيش عيشتي كان الرقم س في معادلة المتغير المجهول مكررا نفس المحتوى
قلت: في ذلك الزمان كانت مشاكلنا واحدة في خطوطها العامة.. مواجهتنا مشابهة لهذه الحياة في كل عقدها.. والبرد والثلج والجليد ثقافة جديدة علينا، نحن المشردون في الوطن وبلاد الله الواسعة. هي ثقافة جديدة علينا وتحتاج إلى زمن لتعلمها وللتعايش معه، تحتاج إلى حب وإنسانية وحضارة، بكل مايعني الحب والإنسانية.
ياصديقي، صورتك هي صورتي وصورة كل قادم من هذا الشرق المرعب في خطاياه المزمنة وامراضه المستعصية.
كاتب سوري، مونتريال - كندا
التعليقات