أحمد عبدالعزيز من موسكو: يبدأ اليوم العرض الأول لباليه "روميو وجولييت" بإخراج جديد على خشبات مسرح البولشوي بموسيقى المؤلف الروسي سيرجي بروكوفيف. ويعتبر هذا هو الإخراج الثالث في تاريخ المسرح لباليه المؤلف الكلاسيكي الروسي المعروف.
ولاحظت الحركة النقدية والفنية عموما أن مسرح البولشوي يستعين بالخبرات الأجنبية في السنوات الأخيرة لتجديد عروضه القديمة. ومع تجنب المقارنات بين العروض التي أخرجها مخرجون روس وبين التي يقوم بها المخرجون الأجانب، وبالذات الفرنسيين والبريطانيين والأمريكيين على خشبات البولشوى، رأى قطاع واسع من النقاد والمتخصصين أن الاستعانة بمخرجين أجانب للعروض الكلاسيكية من هذا النوع الضخم يشير إلى أزمة حقيقية في فن تصميم الباليهات الروسية في السنوات الأخيرة. ولكنهم أشاروا إلى أن تبادل الخبرات أمر ضروري أيضا في ظل الظروف التي يمر بها الباليه الروسي في السنوات الخيرة.
مسرح البولشوي قام باستدعاء كبار المصممين والدراميين البريطانيين المتخصصين في أعمال وليم شكسبير لهذا الغرض. ووعد كل من مصمم الرقصات البلاروسي رادو بوكليتارو، وكذلك المخرج الإنجليزي المتخصص في وضع الأعمال الشكسبيرية ديكلان دونيلان بجعل العرض ثورة فنية. وبشأن "الثورة الفنية" كما يراها مصمم الرقصات والمخرج، فهي على مستوى العمل الجماعي النادر في مثل هذه الأعمال، إذ يفضل كل فنان أن يعمل بمفرده، ولكن في هذه المرة قرر بوكليتارو ودونيلان العمل معا والبحث عن حلول درامية-فنية جديدة تليق بالإخراج الثالث في تاريخ هذا العرض على مسرح البولشوي. ويشارك الموسيقي الليتواني جينتاراس رينكيافيتشوس في وضع الموسيقي وقيادة الأوركسترا، والفنان البريطاني نيك أرميرود في تصميم السينوجافيا والديكور.
تعود جذور ما يطلقون عليه هذه الأيام بـ "الثورة" إلى عام 1940 عندما قام المخرجان ليونيد لافروفسكي وسيرجي رادلوف بوضع باليه بروكوفيف بتفسيره، أو إخراجه، الأول على خشبة مسرح مارينسكي (مسرح كيروف للأوبرا والباليه في لينينجراد سابقا). وبالفعل كان هذا العرض غير عادي بكل المقاييس، فنقل إلى البولشوي، وقدم في عام 1956 في عدد من الدول الأوروبية بمشاركة عظيمة الباليه الروسي الراحلة جالينا أولانوفا. وظل باليه "روميو وجوليت" السوفيتي لعشرات السنين نموذجا للباليه الدرامي. ولجأت غالبية، إن لم يكن التفسيرات الأوروبية للاستعانة بالحلول التي قدمها المخرجان السوفيتيان، وكان أبرزها عرض المخرج البريطاني المعروف كينيت ماكميلان الذي اتخذ عرض لافروفسكي كقاعدة انطلاق.
أما مصمم الرقصات رادو بوكليتارو فهو خريج مدرسة الرقص في بيرم، وراقص في مسرح الأوبرا والباليه القومي في بيلاروسيا. ونال شهرته في عموم روسيا عندما فاز في مسابقة موسكو الدولية لفناني الباليه والراقصين. وهو يفضل عموما إخراج منمنمات يسخر فيها من عروض الباليه الكلاسيكية السطحية والأكاديمية. غير أن الكثيرين يرون أنه يجازف اليوم بوضع رقصات واحد من أضخم وأقدم الباليهات العالمية. وعموما فقد قرر بوكليتارو ظهور الراقصات في العرض في أحذية خفيفة وأزياء حديثة، ولن تكون الرقصات كلاسيكية. بل وقلص العرض إلى فصلين، وغامر بإشراك فنانين شبان غير معروفين. ويقول المخرج الدرامي دوكلان دونيلان أن الأشياء التي تبدو مستحيلة عادة تصبح ممكنة في روسيا في البولشوي. ويرى أيضا أن هناك إمكانية للنظر بشكل مختلف نسبيا إلى النص الشكسبيري، إذ يتبين، حسب تفسيره، أن روميو كان مولها ليس فقط بجولييت. وسيجري التركيز على جولييت في حكاية الفراق الشكسبيرية باعتباره امرأة ذكية قررت كل شئ بنفسها، بينما كان روميو يقوم بتنفيذ كل ما تقوله. المثير أن بوكليتارو أعلن صراحة بأن ما يسمى بـ "الأصالة" كان أقل ما شغل باله هو وزميله البريطاني. هنا تحديد تكمن مغامرة الإخراج الثالث لباليه "روميو وجولييت"، لأنها ستخالف تقاليد البولشوي الكلاسيكية. ولهذا السبب بالذات، كما قال المدير العام لمسرح البولشوي أناتولي إيكسانوف، إن العرض الأول سيحضره عدد كبير من المتخصصين الذين يهمهم ما يجري من في فرقة الباليه: من باريس ولندن وطوكيو وأدنبرة، وسيكشف العرض الأول بكل دقة عن الأسرار التي أخفاها المخرجان وسيبين هل كان للضجة حوله ما يبررها أم لا؟!
تعود جذور ما يطلقون عليه هذه الأيام بـ "الثورة" إلى عام 1940 عندما قام المخرجان ليونيد لافروفسكي وسيرجي رادلوف بوضع باليه بروكوفيف بتفسيره، أو إخراجه، الأول على خشبة مسرح مارينسكي (مسرح كيروف للأوبرا والباليه في لينينجراد سابقا). وبالفعل كان هذا العرض غير عادي بكل المقاييس، فنقل إلى البولشوي، وقدم في عام 1956 في عدد من الدول الأوروبية بمشاركة عظيمة الباليه الروسي الراحلة جالينا أولانوفا. وظل باليه "روميو وجوليت" السوفيتي لعشرات السنين نموذجا للباليه الدرامي. ولجأت غالبية، إن لم يكن التفسيرات الأوروبية للاستعانة بالحلول التي قدمها المخرجان السوفيتيان، وكان أبرزها عرض المخرج البريطاني المعروف كينيت ماكميلان الذي اتخذ عرض لافروفسكي كقاعدة انطلاق.
أما مصمم الرقصات رادو بوكليتارو فهو خريج مدرسة الرقص في بيرم، وراقص في مسرح الأوبرا والباليه القومي في بيلاروسيا. ونال شهرته في عموم روسيا عندما فاز في مسابقة موسكو الدولية لفناني الباليه والراقصين. وهو يفضل عموما إخراج منمنمات يسخر فيها من عروض الباليه الكلاسيكية السطحية والأكاديمية. غير أن الكثيرين يرون أنه يجازف اليوم بوضع رقصات واحد من أضخم وأقدم الباليهات العالمية. وعموما فقد قرر بوكليتارو ظهور الراقصات في العرض في أحذية خفيفة وأزياء حديثة، ولن تكون الرقصات كلاسيكية. بل وقلص العرض إلى فصلين، وغامر بإشراك فنانين شبان غير معروفين. ويقول المخرج الدرامي دوكلان دونيلان أن الأشياء التي تبدو مستحيلة عادة تصبح ممكنة في روسيا في البولشوي. ويرى أيضا أن هناك إمكانية للنظر بشكل مختلف نسبيا إلى النص الشكسبيري، إذ يتبين، حسب تفسيره، أن روميو كان مولها ليس فقط بجولييت. وسيجري التركيز على جولييت في حكاية الفراق الشكسبيرية باعتباره امرأة ذكية قررت كل شئ بنفسها، بينما كان روميو يقوم بتنفيذ كل ما تقوله. المثير أن بوكليتارو أعلن صراحة بأن ما يسمى بـ "الأصالة" كان أقل ما شغل باله هو وزميله البريطاني. هنا تحديد تكمن مغامرة الإخراج الثالث لباليه "روميو وجولييت"، لأنها ستخالف تقاليد البولشوي الكلاسيكية. ولهذا السبب بالذات، كما قال المدير العام لمسرح البولشوي أناتولي إيكسانوف، إن العرض الأول سيحضره عدد كبير من المتخصصين الذين يهمهم ما يجري من في فرقة الباليه: من باريس ولندن وطوكيو وأدنبرة، وسيكشف العرض الأول بكل دقة عن الأسرار التي أخفاها المخرجان وسيبين هل كان للضجة حوله ما يبررها أم لا؟!
&
التعليقات