"إيلاف" من لندن: استبقت عائلة نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز كل الأحداث القضائية أمام محاكم جرائم الحرب مكلفة المحامي الفرنسي المخضرم جاك فيرجيس الذي يطلق عليه لقب "محامي الشيطان" للدفاع عن الوزير السابق في حال بدأت محاكمات أركان نظام صدام حسين بتهم انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب على مدى خمسة وثلاثين عاما من الحكم البعثي المنهار.
والمحامي الفرنسي بيرجيس نال على مدى عقود خلت شهرة عالمية لدفاعه القانوني الناجح في بعض القضايا التي تخص مطاردين دوليين على رأسهم ضابط الغستابو الألماني السابق كلاوس باربي المتهم بتنفيذ جرائم بشعة في الحرب العالمية الثانية، وهو الآن من أشد المدافعين عن الإرهابي الدولي السابق كارلوس المسجون منذ خمس سنوات في سجن فرنسي بعد أن قامت بتسليمه حكومة السودان التي كان لاجئا لديها.
كما أن فيرجيس الكهل من ضمن هيئة الدفاع الموكلة الدفاع عن الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتيش الذي يحاكم أمام محمة دولية في لاهاي معنية النظر في جرائم حرب ارتكبت في التسعينييات في البوسنة والهرسك وصربيا.
ونقلت صحيفة (صنداي تلغراف) البريطانية أمس الأحد، عن زينب عزيز كريمة الوزير المعتقل حاليا لدى قوات التحالف قولها أن والدها بريء من كل ما يقال عنه وهو لم يتورط في قتل أي عراقي على الإطلاق.
وتابعت القول "أن كل ما يتهم به والدي لم يكن إلا شائعات رددها منفيون عراقيون كانوا يعيشون في الخارج وهم الآن عادوا لحكم البلاد".
وقالت زينب عزيز أنها بدأت اتصالاتها فعلا بالمحامي الفرنسي المخضرم، وأن السلطات الفرنسية رحبت باستقبالها ومنحها حق اللجوء، مشيرة إلى أنها قد تسافر إلى فرنسا في غضون أيام.
يذكر أن المحامي فيرجيس كان من ناشطي المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي في الأربعينيات الماضية، لكنه خلال مهماته كمحام تبنى قضايا للدفاع عن شخصيات مطاردة عالميا لتورطها في قضايا ضد حقوق الإنسان أو الإرهاب.
وكان مجلس الحكم الانتقالي الذي عينته سلطات التحالف التي تحتل العراق منذ نيسان (إبريل) الماضي قرر في الأسبوع الماضي تشكيل محاكم لمحاكمة أركان الحكم المنهار لتورطهم في جرائم حرب.
واعتقلت سلطات الاحتلال إلى اللحظة ما لا يقل عن 45 شخصية سياسية وعسكرية وأمنية سابقة وأجرت معهم تحقيقات سرية لم يكشف النقاب عن تفاصيلها، ومن بين هؤلاء طارق عزيز (67 عاما)، وكان آخر المعتقلين هو الرئيس صدام حسين.
وظل طارق عزيز لأربعة وعشرين عاما مضت اللسان الدبلوماسي للحكم العراقي في الغرب، وهو محاور بارع، لكن واحدة من أخطائه القاتلة أنه لم يكن بمقدوره رغم براعته السجالية على إثناء سيده صدام حسين عن كثير من مخططاته التي قادت إلى الكوارث التي حلت في العراق والمنطقة كلها.
وتقول التقارير أن طارق عزيز يعاني من أمراض حادة في معتقله الحالي في مطار بغداد الدولي من بينها مشاكل وأزمات قلبية، إضافة إلى هبوط حاد في الكلى. ومنذ اعتقاله، فإن عائلته فرت إلى عمان حيث منحتها السلطات الأردنية حق اللجوء السياسي.
وفي الأخير، فإن طارق عزيز ساعد قوات التحالف أمس في التعرف على شخصية صدام حسين من بعد اعتقاله بساعات ولم تكشف أية تفاصيل عن لقاء صدام بلسانه السابق عزيز حيث كليهما قيد الاعتقال في مكان لم تحدد سلطات التحالف مكانه أو زمانه بالتحديد.