القاهرة - دعا وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر&إلى محاكمة عادلة للرئيس العراقي السابق صدام حسين من أجل كشف "الحقائق" والإسراع بعملية المصالحة الوطنية في العراق.&وقال فيشر للصحافيين في القاهرة بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك حول الشرق الأوسط والعراق "اعتقد أنه من المهم جدا أن تكون المحاكمة عادلة".&وتابع "في مناطق اخرى عديدة وفي مراحل تاريخية مختلفة كانت المحاكمات العادلة والعلنية مهمة جدا لعملية المصالحة". واضاف ان مثل هذه المحاكمة ضرورية "لوضع الحقائق على الطاولة وهذا مهم جدا للشعب العراقي".&واكد فيشر ان صدام حسين "ارتكب اقسى الجرائم بحق الشعب العراقي لذلك سيكون مفهوما ان يحاكم في العراق لكن هذا القرار ليس من شاننا، انه في ايدي الناس الذين يمسكون بصدام حسين".
وقال الوزير الالماني "نأمل ان يهيئ اعتقال صدام حسين الفرصة لانهاء الارهاب في العراق" .&وتابع "نامل ان تمضي عملية اعادة الاعمار قدما الان وكذلك عملية نقل السيادة الى حكومة عراقية مؤقتة".&وشدد على ان "الامن مسالة مهمة ولكن اعادة السيادة العراقية مسالة مهمة كذلك".
وفي باريس قال رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق عبد العزيز الحكيم ان صدام سيحاكم في العراق امام محكمة شكلت الاسبوع الماضي لمحاكمة مسؤولي النظام السابق.&وينتظر ان يصل الحكيم والوفد المرافق له الى برلين بعد غد الخميس لمحادثات مع فيشر، حسب مسؤولين في الوفد المرافق لفيشر.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم أن المسؤولين العراقيين يأملون في تشكيل محكمة لمحاكمة صدام حسين بتهمة ارتكاب 12 جريمة محددة بحق الشعب العراقي خلال الاشهر الاولى من 2004.&واوضحت الصحيفة ان هذا الموعد اقرب مما يخطط له المسؤولون الاميركيون غير ان المسؤولين العراقيين يصرون على ان المحاكمة السريعة ضرورية للعراقيين.&وكانت المانيا من اشد معارضي الحرب على العراق لكنها رحبت باعتقال صدام حسين.
وهذه الزيارة الرابعة التي يقوم بها فيشر للشرق الاوسط خلال العام الجاري، وهو ما يشير الى التزامه الشخصي بالمساهمة في الجهود الرامية الى احياء جهود التسوية.&وسيغادر فيشر القاهرة بعد ظهر اليوم الثلاثاء متوجها الى عمان بعد محادثات مع نظيره المصري احمد ماهر والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.&وسيلتقي فيشر وزير الخارجية الاردني مروان المعشر ثم يتوجه الى القدس حيث سيلتقي غدا الاربعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قبل ان يجتمع برئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع.&ولا يعتزم فيشر لقاء الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وقد اعلن رسميا ان عدم ادراج مثل هذا اللقاء على جدول اعمال فيشر يرجع لضيق الوقت، لكن المانيا اعربت عن استيائها لما اعتبرت انه تردد من جانب عرفات في تقديم تنازلات من اجل دفع مسيرة التسوية.&وتؤيد المانيا مثل بقية دول الاتحاد الاوروبي "خارطة الطريق"، خطة التسوية التي وضعتها اللجنة الرباعية (الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا) والتي تقضي بانشاء دولة فلسطينية بحلول العام 2005.
التعليقات