عواد علي
&
&
&
&
سواء سيحكم على الطاغية بالإعدام أو بالأشغال الشاقة المؤبدة، أو السجن مدى الحياة، فإن حياته قد انتهت مبدئياً، وأصبح في عداد الموتى، لذلك فقد شرع أرامله وأيتامه من أجلاف العرب منذ إعلان القبض عليه بالندب والنياح، كما تندب الأرامل أزواجهن الموتى، لفقدانهم معيلهم ومالئ جيوبهم بالعطايا والرشاوي، وراحوا يدبجون مقالاتهم في الثناء عليه، وتعداد مزاياه البطولية المتخيلة في أذهانهم العصابية، وبواطنهم المحبطة، وشتم الذين أخرجوه من قبوه بهيئته الشيطانية القذرة، من دون احترام لملايين العراقيين الذين سامهم العذاب، وداس على كرامتهم طوال أكثر من ثلاثين عاماً مضت. هؤلاء الأرامل الثكالى الذين لا نريد أن نذكر أسماءهم فهم حفنة معروفة من الكتبة وأصحاب الأعمدة، أو الزوايا في بعض الصحف العربية، قد تخلوا منذ زمن بعيد عن ظمائرهم، وأصموا آذانهم لئلاّ يسمعوا أنين المعذبين وصراخ المستغيثين وحشرجات القتلى في مدن العراق وقراه، ومقابره الجماعية، وأهواره المحروقة والمجففة، وجباله المسممة بسبب ضربها بالسلاح الكيمياوي. هؤلاء الأيتام العربان، الذين دفن إلى الأبد دافع فواتيرهم ومصروف ملذاتهم من عرق جبين العراقيين، يتباكون اليوم ويلطمون صدورهم على وقوع بطلهم الكرتوني المعتمر لطاغية الإخفاء، كما قال العفيف الأخضر، وصنمهم الجاهلي هبل الأكبر، كما وصفه شاكر النابلسي(ايلاف 15/12/2003)، في قبضة الحق، مستكثرين على ضحاياه أن يفرحوا ويتبدد بعض من قلقهم الإنساني النبيل وهم يرون جلادهم وقد سقط ذليلاً مهاناً. ولأنهم على شاكلته تمتلئ نفوسهم بعهر الشعارات واللافتات الكاذبة، بعد أن أفرغتها هداياه ورشاويه من قيم الشهامة والصدق، فقد عدوا مهانته وعاره مهانةً وعاراً لهم جميعاً، وهما بالفعل كذلك، فلا يتخذ من طاغية مجرم رمزاً وصنماً يعبد إلاّ من هم مثله.يتساءل أحد هؤلاء االكتبة المرتزقين: " ما الذي تبقى؟ رب العائلة خلف القضبان ولكنه عراقي الجبهة.." وهو محق في تساؤله، فمن ذا الذي سيدفع مصروف عائلته الإعلامية باليورو بعد اليوم وشعب العراق يأكل الحصرم ونفايات النفط مقابل العراق؟ ومن ذا الذي سيدفع تكاليف بناء شققهم وأبناء العراق يسكنون في بيوت من التنك؟ ومن ذا الذي سيهديهم سيارات حديثة ونساء العراق وشيوخه وأطفاله يتنقلون بالعربات الخشبية التي تجرها البغال والحمير؟
&وكان الكاتب نفسه قد كتب قبل شهرين مقالةً يحتج فيها على وصف الطاغية بأنه (رئيس مخلوع) "لأنه ما زال في العراق، وبكامل قواه العقلية، ويدير عمليات المقاومة، ويرسل بأشرطة صوتية إلى الفضائيات، ويتسبب بحالة صداع نصفي للأميركان"، ويعتقد أن هذا الوصف لا ينطبق إلاّ على شاوسيسكو، وعيدي أمين، وشاه إيران! ويختم مقاله باعتراف جريء له دلالته يقول فيه بالحرف الواحد: " صدام ليس مخلوعاً وتلك حقيقة... بل على العكس نحن المخلوعون".
&وهذا كاتب ثان يصور اختباء الطاغية في القبو لحظة صيده نوعاً من المقاومة، ويتهم الملايين من العراقيين والعرب وأحرار العالم بالسلوك المخزي والمعيب لأنهم رحبوا بإلقاء القبض عليه: " من المخزي والمعيب أن نجد في صفوفنا من يرحب بتلك اللحظة السوداء لعربي سقط وهو في خندق المقاومة " فهل من صفاقة أكثر من هذه؟ العالم كله شاهد الطاغية وهو مختبئ في جحر ضيق، وسلم نفسه من دون أية محاولة للدفاع عن النفس، أوالانتحار، ويأتي من يزيف الحقيقة ويقول إنه " سقط في خندق المقاومة "!!
&وهذا كاتب ثالث عرف عنه أنه مسطول ليل نهار يطالب بإهمال الملايين، أيضاً، ممن يعبرون عن فرحهم بسقوط الديكتاتور، واصفاً أياهم بكونهم " حفنات من الخونة والمرتزقة "، وداعياً النار التي صيصلى بها معيله ورب نعمته أن تكون برداً وسلاماً عليه لأنه من " شرفاء الأمة"!! وهل ثمة قلب للحقائق أكثر من ذلك؟ واحد من أفظع الطغاة والجلادين والقتلة في تاريخ البشرية يتحول بجرة قلم إلى رجل شريف عفيف، في حين تتحول الشعوب إلى حفنات من الخونة والمرتزقة!! هؤلاء الكتاب الثلاثة نشروا مقالاتهم في يوم واحد هو اليوم الثاني لإعلان القبض على الطاغية، وفي جريدة أهلية يومية تصدر في الأردن، وثمة كتاب آخرون من الفصيلة الارتزاقية ذاتها تباكوا على سيدهم وولي نعمتهم في صحف عربية مهاجرة، ودافعوا عنه، وذكروا ما يرونه محاسن في سيرته الدموية! وسأكتفي بمثالين فقط، فهما يمثلانهم جميعاً بلا حياء. الأول يحمل شهادة دكتوراه (لا أدري أي جامعة منحته الشهادة)، ويبدو أنه بعثي من الطراز الدوغمائي النادر، يعنون مقالته من دون لف ودوران بـ ( يبقى صدام حسين رمزاً) وعلى عيونكم يا شعب العراق، وأهل الكويت، وكل من سبب له الأذى في العالم. وسأورد بعض ما كتبه نصاً من دون تعليق: " لا تفرحوا يا أتباع أمريكا الأذلاء وكتبتها المرتزقة بوقوع صدام حسين فىأيدى قوات بوش، فإنه يبقى رمزاً ومصدر إلهام للشرفاء من أبناء أمتنا العربية المناضلين من أجل وحدتها وتحرير ما اغتصب من أرضها، فإنه أمضى عمره منذ مطلع شبابه وهو مناضل بثبات من أجل هذه الوحدة التى آمن بها بقدسية لا تشوبها شائبة، وبايمان راسخ بأنها السبيل لمجد أمة امتدحها نبينا العربى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم باعتبارها خير الأمم، وشرفها الله سبحانه وتعالى بأن اختارها لتحمل رسالة الإسلام إلى الآفاق. سوف يبقى صدام حسين رمزا لشموخ العراق وكبرياء شعبه وعزته ووحدته وإيمانه بعروبة فلسطين وواجب تحريرها... صدام حسين ...شاء أن يكون ابن العراق الخالد فى التاريخ وأن يكون لشعب العراق العظيم لا يرضى الضيم ولا المذلة أبدا. وبذل قصارى جهده رغم الحروب الثلاث (كذا!!) التى فرضت على الشعب العراقى الملتف حوله مستهدفة القضاء على حكمه الذى كرسه لسيادة المساواة وإشاعة الأمن وتوفير الخدمات الأساسية لكل من يعيش على أرض العراق، وبالأخص الفقراء حق العلاج والتعليم المجانى والحياة الكريمة، وليس فى العراق الآن غير الذين ينكرون الحياة الآمنة والمنجزات التي كانت لكل ابناء الشعب العراقى بكل طوائفه وفئاته (!!).بكل ذلك فإن المقاومة التى تولاها برعايته وقيادته لتطهير العراق من الاحتلال الإجرامى الأمريكى البريطانى الصهيوني، ومن عملائه، هذه المقاومة التى اذلت بوش وبلير وفضحت أكاذيبهما، سوف تتواصل متجسدة عزيمة صدام حسين وإرادة شعب الحضارات. ولأن صدام حسين كان تجسيداً لكل ما سبقت الإشارة إليه فإنه سوف يبقى رمزاً للشرفاء من أمتنا، ولأفراد وقادة المقاومة المسلحة، ولكل المناضلين والمجاهدين من أجل الحرية والوحدة والاشتراكية. وتكفى الإشارة بإن كثيرين من حكام أمتنا تساووا فى الموت مع عبد الناصر، قبله وبعده، ولكنه وحده بقى رمزاً خالداً. ومثله سوف يبقى صدام حسين رمزاً رغم أنف القليل من الكتاب الكتبة وتجار الاستسلامات "... ورغم أنني قلت بأنه لا يحتاج إلى تعليق أجدني مضطراً إلى التساؤل: ألا يستحق مثل هذا الكاتب بصـ.....على وجهه؟
&والثاني كاتب من أصحاب الكوبونات في مصر يذيل مقالته بأنه كاتب وصحافي مصري وآخر من التقى صدام قبل سقوط بغداد، ويكشف عنوانها (دفاع عن صدام.. كل شعب يستحق زعيمه) عن إهانة واضحة للشعب العراقي، فأي شعب هذا الذي يستحق أن يحكمه جلاد وطاغية مجرم؟ هل هو ملايين من الرعاع وقطاعي الطرق والغوغاء والدهماء أم قطيع من الحيوانات المتوحشة؟ أليس هو شعب أول حضارة في الأرض، وأول من علم الإنسانية الحرف والكتابة والقوانين؟ أيستحق شعب كهذا أن يحكمه دكتاتور وغد وحقير بالسيانيد والأصواط والغازات السامة أكثر من ثلاثة عقود في عصر تتباهى فيه الأمم والشعوب بأنه عصر حقوق الإنسان والحرية واليمقراطية؟ ولا يخجل الكاتب من أن يقول: " ولو نظرنا لما فعله صدام في العراق، لوجدنا أنه فعل الكثير فقد حول بغداد من قرية موحشة الى واحدة من أهم عواصم الوطن العربي، كما أنه أقام الكثير من الجامعات وأعد جيشا قويا يدافع به عن بلاده، ولم يجره الى هذه النهاية سوى خطأه الوحيد الذي ارتكبه بغزو الكويت، واعطاء الاكراد أكثر من حقوقهم وهم لا يمثلون سوى نسبة قليلة من الشعب العراقي". أفي وصفه لبغداد قبل حكم الطاغية بأنها قرية موحشة ذرة من الصدق؟ وهل يرى أن إنشاء الجامعات في بلد يدر عليه النفط بالمليارات سنوياً إنجاز كبير؟ هل يعلم هذا المرتزق أن ما كان ينفقه صدام من واردات البلد على الحياة المدنية للعراقيين هو5% فقط، في حين كان ينفق ما تبقى من الثروة على مغامراته العسكرية، وملذاته الشخصية، وشراء ذمم الإعلاميين والسياسيين العربان، ودعم المتجسسين على بلدانهم، والحركات السياسية العميلة له في الدول العربية، وغير ذلك؟ وهل كلف الكاتب المدافع عن الطاغية نفسه أن يزور محافظات العراق ومدنه وقراه ليرى بأم عينه البؤس الذي يهيمن عليها؟ أما قوله إنه أعطى الأكراد أكثر من حقوقهم فإن ضربه حلبجة بالسلاح الكيمياوي وحده خير دليل على فتواه!
&وبصفاقة قل نظيرها يمضي الكاتب المرتشي في مقاله فيقول: " أما عن اتهام أو وصف صدام بالديكتاتورية فإنه قول يحتاج الى الكثير من البحث، فكل شعب يستحق زعيمه، وأنا مع رفضي للديكتاتورية أعتقد أن صدام اختار أن يتخذ مجموعة من السياسات التي حاول من خلالها حكم الكثير من الطوائف والقوميات التي يتكون منها الشعب العراقي، ولولا ذلك ما كان يمكنه أن يحكم العراق ويسير أمور شعبه"، ولا أدري كيف نسي أن يوجه نصيحة إلى قادة كل بلدان العالم المتعددة الأعراق والطوائف للأخذ بمنهج هذا الحاكم الداهية في تصريف شؤون رعاياهم، والتخلي عن نهجهم الديمقراطي الذي لا طائل من ورائه إلاّ الخراب و" هجمان البيوت" حسب التعبير العراقي!
&وأخيراً...
&لقد اندحر الطاغية السفاح... وتحرر العراقيون ... أما أرامله وأيتامه من الكتبة والإعلاميين العربان الذين كانوا يعيشون على عطاياه ورشاواه فلهم الشوارع والأرصفة المغبرة ليستجدوا فيها القروش والملاليم إلى يوم يبعثون..
&وكان الكاتب نفسه قد كتب قبل شهرين مقالةً يحتج فيها على وصف الطاغية بأنه (رئيس مخلوع) "لأنه ما زال في العراق، وبكامل قواه العقلية، ويدير عمليات المقاومة، ويرسل بأشرطة صوتية إلى الفضائيات، ويتسبب بحالة صداع نصفي للأميركان"، ويعتقد أن هذا الوصف لا ينطبق إلاّ على شاوسيسكو، وعيدي أمين، وشاه إيران! ويختم مقاله باعتراف جريء له دلالته يقول فيه بالحرف الواحد: " صدام ليس مخلوعاً وتلك حقيقة... بل على العكس نحن المخلوعون".
&وهذا كاتب ثان يصور اختباء الطاغية في القبو لحظة صيده نوعاً من المقاومة، ويتهم الملايين من العراقيين والعرب وأحرار العالم بالسلوك المخزي والمعيب لأنهم رحبوا بإلقاء القبض عليه: " من المخزي والمعيب أن نجد في صفوفنا من يرحب بتلك اللحظة السوداء لعربي سقط وهو في خندق المقاومة " فهل من صفاقة أكثر من هذه؟ العالم كله شاهد الطاغية وهو مختبئ في جحر ضيق، وسلم نفسه من دون أية محاولة للدفاع عن النفس، أوالانتحار، ويأتي من يزيف الحقيقة ويقول إنه " سقط في خندق المقاومة "!!
&وهذا كاتب ثالث عرف عنه أنه مسطول ليل نهار يطالب بإهمال الملايين، أيضاً، ممن يعبرون عن فرحهم بسقوط الديكتاتور، واصفاً أياهم بكونهم " حفنات من الخونة والمرتزقة "، وداعياً النار التي صيصلى بها معيله ورب نعمته أن تكون برداً وسلاماً عليه لأنه من " شرفاء الأمة"!! وهل ثمة قلب للحقائق أكثر من ذلك؟ واحد من أفظع الطغاة والجلادين والقتلة في تاريخ البشرية يتحول بجرة قلم إلى رجل شريف عفيف، في حين تتحول الشعوب إلى حفنات من الخونة والمرتزقة!! هؤلاء الكتاب الثلاثة نشروا مقالاتهم في يوم واحد هو اليوم الثاني لإعلان القبض على الطاغية، وفي جريدة أهلية يومية تصدر في الأردن، وثمة كتاب آخرون من الفصيلة الارتزاقية ذاتها تباكوا على سيدهم وولي نعمتهم في صحف عربية مهاجرة، ودافعوا عنه، وذكروا ما يرونه محاسن في سيرته الدموية! وسأكتفي بمثالين فقط، فهما يمثلانهم جميعاً بلا حياء. الأول يحمل شهادة دكتوراه (لا أدري أي جامعة منحته الشهادة)، ويبدو أنه بعثي من الطراز الدوغمائي النادر، يعنون مقالته من دون لف ودوران بـ ( يبقى صدام حسين رمزاً) وعلى عيونكم يا شعب العراق، وأهل الكويت، وكل من سبب له الأذى في العالم. وسأورد بعض ما كتبه نصاً من دون تعليق: " لا تفرحوا يا أتباع أمريكا الأذلاء وكتبتها المرتزقة بوقوع صدام حسين فىأيدى قوات بوش، فإنه يبقى رمزاً ومصدر إلهام للشرفاء من أبناء أمتنا العربية المناضلين من أجل وحدتها وتحرير ما اغتصب من أرضها، فإنه أمضى عمره منذ مطلع شبابه وهو مناضل بثبات من أجل هذه الوحدة التى آمن بها بقدسية لا تشوبها شائبة، وبايمان راسخ بأنها السبيل لمجد أمة امتدحها نبينا العربى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم باعتبارها خير الأمم، وشرفها الله سبحانه وتعالى بأن اختارها لتحمل رسالة الإسلام إلى الآفاق. سوف يبقى صدام حسين رمزا لشموخ العراق وكبرياء شعبه وعزته ووحدته وإيمانه بعروبة فلسطين وواجب تحريرها... صدام حسين ...شاء أن يكون ابن العراق الخالد فى التاريخ وأن يكون لشعب العراق العظيم لا يرضى الضيم ولا المذلة أبدا. وبذل قصارى جهده رغم الحروب الثلاث (كذا!!) التى فرضت على الشعب العراقى الملتف حوله مستهدفة القضاء على حكمه الذى كرسه لسيادة المساواة وإشاعة الأمن وتوفير الخدمات الأساسية لكل من يعيش على أرض العراق، وبالأخص الفقراء حق العلاج والتعليم المجانى والحياة الكريمة، وليس فى العراق الآن غير الذين ينكرون الحياة الآمنة والمنجزات التي كانت لكل ابناء الشعب العراقى بكل طوائفه وفئاته (!!).بكل ذلك فإن المقاومة التى تولاها برعايته وقيادته لتطهير العراق من الاحتلال الإجرامى الأمريكى البريطانى الصهيوني، ومن عملائه، هذه المقاومة التى اذلت بوش وبلير وفضحت أكاذيبهما، سوف تتواصل متجسدة عزيمة صدام حسين وإرادة شعب الحضارات. ولأن صدام حسين كان تجسيداً لكل ما سبقت الإشارة إليه فإنه سوف يبقى رمزاً للشرفاء من أمتنا، ولأفراد وقادة المقاومة المسلحة، ولكل المناضلين والمجاهدين من أجل الحرية والوحدة والاشتراكية. وتكفى الإشارة بإن كثيرين من حكام أمتنا تساووا فى الموت مع عبد الناصر، قبله وبعده، ولكنه وحده بقى رمزاً خالداً. ومثله سوف يبقى صدام حسين رمزاً رغم أنف القليل من الكتاب الكتبة وتجار الاستسلامات "... ورغم أنني قلت بأنه لا يحتاج إلى تعليق أجدني مضطراً إلى التساؤل: ألا يستحق مثل هذا الكاتب بصـ.....على وجهه؟
&والثاني كاتب من أصحاب الكوبونات في مصر يذيل مقالته بأنه كاتب وصحافي مصري وآخر من التقى صدام قبل سقوط بغداد، ويكشف عنوانها (دفاع عن صدام.. كل شعب يستحق زعيمه) عن إهانة واضحة للشعب العراقي، فأي شعب هذا الذي يستحق أن يحكمه جلاد وطاغية مجرم؟ هل هو ملايين من الرعاع وقطاعي الطرق والغوغاء والدهماء أم قطيع من الحيوانات المتوحشة؟ أليس هو شعب أول حضارة في الأرض، وأول من علم الإنسانية الحرف والكتابة والقوانين؟ أيستحق شعب كهذا أن يحكمه دكتاتور وغد وحقير بالسيانيد والأصواط والغازات السامة أكثر من ثلاثة عقود في عصر تتباهى فيه الأمم والشعوب بأنه عصر حقوق الإنسان والحرية واليمقراطية؟ ولا يخجل الكاتب من أن يقول: " ولو نظرنا لما فعله صدام في العراق، لوجدنا أنه فعل الكثير فقد حول بغداد من قرية موحشة الى واحدة من أهم عواصم الوطن العربي، كما أنه أقام الكثير من الجامعات وأعد جيشا قويا يدافع به عن بلاده، ولم يجره الى هذه النهاية سوى خطأه الوحيد الذي ارتكبه بغزو الكويت، واعطاء الاكراد أكثر من حقوقهم وهم لا يمثلون سوى نسبة قليلة من الشعب العراقي". أفي وصفه لبغداد قبل حكم الطاغية بأنها قرية موحشة ذرة من الصدق؟ وهل يرى أن إنشاء الجامعات في بلد يدر عليه النفط بالمليارات سنوياً إنجاز كبير؟ هل يعلم هذا المرتزق أن ما كان ينفقه صدام من واردات البلد على الحياة المدنية للعراقيين هو5% فقط، في حين كان ينفق ما تبقى من الثروة على مغامراته العسكرية، وملذاته الشخصية، وشراء ذمم الإعلاميين والسياسيين العربان، ودعم المتجسسين على بلدانهم، والحركات السياسية العميلة له في الدول العربية، وغير ذلك؟ وهل كلف الكاتب المدافع عن الطاغية نفسه أن يزور محافظات العراق ومدنه وقراه ليرى بأم عينه البؤس الذي يهيمن عليها؟ أما قوله إنه أعطى الأكراد أكثر من حقوقهم فإن ضربه حلبجة بالسلاح الكيمياوي وحده خير دليل على فتواه!
&وبصفاقة قل نظيرها يمضي الكاتب المرتشي في مقاله فيقول: " أما عن اتهام أو وصف صدام بالديكتاتورية فإنه قول يحتاج الى الكثير من البحث، فكل شعب يستحق زعيمه، وأنا مع رفضي للديكتاتورية أعتقد أن صدام اختار أن يتخذ مجموعة من السياسات التي حاول من خلالها حكم الكثير من الطوائف والقوميات التي يتكون منها الشعب العراقي، ولولا ذلك ما كان يمكنه أن يحكم العراق ويسير أمور شعبه"، ولا أدري كيف نسي أن يوجه نصيحة إلى قادة كل بلدان العالم المتعددة الأعراق والطوائف للأخذ بمنهج هذا الحاكم الداهية في تصريف شؤون رعاياهم، والتخلي عن نهجهم الديمقراطي الذي لا طائل من ورائه إلاّ الخراب و" هجمان البيوت" حسب التعبير العراقي!
&وأخيراً...
&لقد اندحر الطاغية السفاح... وتحرر العراقيون ... أما أرامله وأيتامه من الكتبة والإعلاميين العربان الذين كانوا يعيشون على عطاياه ورشاواه فلهم الشوارع والأرصفة المغبرة ليستجدوا فيها القروش والملاليم إلى يوم يبعثون..
التعليقات