"إيلاف"&من صنعاء: شهدت العديد من المحافظات والمدن اليمنية أعمال عنف واسعة تسببت في إحراق بعض المتاجر الكبيرة الخاصة بالمواد الغذائية وإغلاق أفران الخبز احتجاجا على ماشهدتة الأسواق اليمنية في الأيام القليلة الماضية من ارتفاعات مهولة في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية والخدمات الحكومية وغيرها " دون إعلان مسبق ".
&إيلاف تجولت في العديد من الأسواق وشهدت تذمر الناس واستيائهم من هذه الزيادة .. ولمحاولة معرفة شئ من الحقيقة التقينا بأحد الباعة ( محمد أمين غانم ) صاحب محل بيع للمواد الغذائية بالجملة في العاصمة صنعاء الذي بادر بقوله إن الأسعار ارتفعت خاصة في سعر الدقيق الذي ارتفع من 2400 إلى 3000 ريال للكيس الواحد مضيفا ان الارتفاعات مستمرة متوقعا ألا يقف سعر الكيس الدقيق عند حد معين .. لكنه استدرك " الا بضوابط الحكومة التي تستطيع ان تضرب بيد من حديد ضد المتلاعبين " الكبار " حسب قوله ..
أما احمد سعيد قاسم صاحب بقالة في مدينة عدن فقد أعرب عن استغرابه من الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الغذائية الأساسية كالدقيق والرز والسمن والحليب والبيض وغيرها من السلع الضرورية وتوقيتها خاصة وأن سعر الدولار لم يتغير كثيرا منذ فترة إذ استقر سعر الصرف ما بين 183 إلى 185 ريال للدولار الواحد .
بينما تحدث احد السائقين طالبا عدم ذكر اسمه عن توقيت ارتفاع الأسعار في ظل انشغال الناس باعتقال الرئيس العراقي وما يحدث في المنطقة .. وأضاف ان زيادة أسعار الوقود ستتسبب في العديد من الاحباطات للناس خصوصا وأننا مقدمون على تنظيم فعالية عالمية وهي "إعلان صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م " منوها الى ان الحكومة لاتفكر في مصالح الشعب وان مايهمها هو مصلحتها فقط مذكرا بالقانون الذي تقدمت به الحكومة للبرلمان في الأشهر القليلة الماضية تطالب فيه بزيادة مرتبات الوزراء متسائلا ومن يزيد مرتبات المواطنين ؟؟ واذا زادت فكم ستكون الزيادة، مشيرا إلى ان شهر مايو الماضي قد شهد زيادة مماثلة مع بدايات العدوان على العراق ولم يلتفت إليها احد لان الشعب كان مشغولا بالأحداث الدائرة في المنطقة .. مما أعطى الحكومة درسا في اختيار توقيت إنزال " جرع الإفقار الشامل " دون معارضة أو تذمر من احد .
&ويقول محمد الشرعبي صاحب فرن آلي في أمانة العاصمة صنعاء إلى انه أغلق فرنه لمدة ثلاثة أيام متوقعا معارضة الأحزاب أو أي أعمال يقوم بها الشعب تكبح جماح الأسعار وتعيدها إلى الشئ المعقول " كما قال " لكنه مني بخيبة أمل جعلته يفتح فرنه ويتلاعب في وزن وحجم " قرص الرغيف " بما يتناسب مع السعر الجديد للدقيق والديزل الذي يستخدمه في الفرن ..
&وقد أعرب العديد من المواطنين عن تخوفهم من الزيادات المستمرة في الأسعار وأثرها على الشعب خاصة سكان القرى والمناطق الريفية الذين يعانون من ارتفاع مضاعف في أسعار المواد الأساسية كالدقيق والغاز والديزل والارز وغيرها من المواد الغذائية بسبب تكاليف المواصلات الصعبة والتي تضاف إلى أسعار تلك السلع .
الجدير ذكره إن الارتفاع المفاجئ في الأسعار لم يستثن سلعة في الأسواق المحلية حيث ارتفع سعر الحديد والخشب ومواد البناء والملابس والاليكترونيات وغيرها من السلع الأساسية والكمالية التي تعج بها الأسواق.