طهران - عبر الرئيس الإيراني محمد خاتمي عن أمله في أن تكون المفاوضات "مثمرة" بين إيران ومصر، من أجل استئناف العلاقات المقطوعة منذ 1979. وقال للصحافيين بعد تقديم مشروع الموازنة أمام مجلس الشورى، إن "البلدين يريدان إزالة العوائق ووضح حد للقطيعة بينهما".
وأضاف خاتمي:"هناك مفاوضات جارية حاليا نأمل أن تكون مثمرة بشكل لا يؤدي إلى تخلينا عن قيمنا، وأن تسفر عن إزالة مخاوف المصريين".
وأوضح أنه التقى الرئيس المصري حسني مبارك في جنيف بناء على طلب من الأخير وليس العكس كما سبق وأعلن مبارك.
وتنشط القاهرة وطهران للتقارب الذي تجسد عبر اللقاء بين مبارك وخاتمي في سويسرا على هامش قمة للأمم المتحدة في العاشر من الشهر الحالي.
وكانت مجلة "المصور" الأسبوعية المصرية&أعلنت الأربعاء الماضي أن تطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران وتلبية مبارك دعوة إيران لزيارتها في شباط(فبراير) المقبل رهن برفع إسم وصورة خالد الإسلامبولي، الذي قتل الرئيس المصري السابق أنور السادات عام 1981، من أحد شوارع العاصمة الإيرانية.
ووجهت إيران الدعوة إلى مبارك للمشاركة في القمة الاقتصادية التي تعقدها مجموعة الثماني النامية التي انطلقت عام 1997 في اسطنبول، وتضم تركيا وباكستان ومصر ونيجيريا وإيران وماليزيا وأندونيسيا وبنغلادش.
واعتبرت "المصور" أن مصر وإيران قوتان إقليميتان لا يمكن إغفال دورهما في الشرق الأوسط، وأن "اختفاء العراق، ولو إلى حين من موازين القوى الحاكمة في الشرق الأوسط يجعل من الضروري لمصر أن تكون على علاقة قوية مع إيران".
وأكدت أن "وفاق مصر وإيران يمكن أن يؤثر على توازنات القوى الإقليمية خاصة أن للبلدين مصلحة مشتركة في شرق أوسط مستقر خال من أسلحة الدمار الشامل". وقد تحسنت العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة ويوجد في القاهرة وطهران مكتبا رعاية لمصالح لبلدين.
وكانت مصر تتهم إيران بإيواء "إرهابيين" مصريين ينتمون إلي تنظيمات إسلامية مسلحة إضافة إلى إطلاق إسم الإسلامبولي على أحد شوارع العاصمة طهران. اما إيران فكانت تأخذ على القاهرة استقبالها لشاه إيران بعد قيام الثورة الإسلامية.

خاتمي يأمل الا يكون هناك قريبا اي معتقل سياسي في إيران
وأكد خاتمي&أنه اطلق تحقيقات حول الوضع في السجون الإيرانية معربا عن امله في الا يكون هناك اي معتقل سياسي في بلاده في وقت قريب. وقال خاتمي امام الصحافيين "آمل أن يأتي يوم لا يعود فيه اي معتقل سياسي" في إيران.
ولفت إلى أن بعض المعتقلين السياسيين ادينوا "ظلما" وان إيران "تدفع ثمنا باهظا" على الصعيد الدولي بسبب هذا الوضع. واضاف "اني على اتصال مع شهرودي (اية الله محمود هاشمي شهرودي رئيس السلطة القضائية) وبالاتفاق معه انشأنا بعثة للتحقيق حول الوضع في السجون"، مشيرا إلى انه حصل "تحسن كبير" على هذا الصعيد. وتابع "آمل أن نتوصل بسرعة كبيرة إلى قرار" بشأن مصير المعتقلين السياسيين.
يشار إلى أن السلطات القضائية لا تقر بان الصحافيين والطلاب والمحامين وبعض المسؤولين المحكوم عليهم في السنوات الاخيرة هم من المعتقلين السياسيين. واشهر هؤلاء المعتقلين المثقف هاشم اغاجاري الذي ينفذ عقوبة بالسجن بعد أن حكم عليه بالإعدام لتصريحات اعتبرت تجديفية. وكانت المحكمة العليا كسرت الحكم لعيوب شكلية لكن ما زال على المحكمة أن تبت بشأن عقوبة الإعدام.
وبحسب الرئيس الإيراني فان المقرر الخاص للامم المتحدة من اجل تشجيع وحماية حرية الرأي والتعبير امبيي ليغابو "قدر ب26 عدد المعتقلين السياسيين في إيران". وتساءل خاتمي في تلميح إلى الانتقادات الدولية في هذا الصدد "لن اقول ما إذا كان هذا الرقم صحيحا ام لا، لكن هل يستحق هذا الثمن" الذي تدفعه إيران.
واوضح انه بعد الاتصالات مع اية الله شهرودي "تم الافراج عن معتقلين هما (أحمد) باتيبي و(أكبر) غانجي".
وكان حكم على أحمد باتيبي بالإعدام لانه رفع قميص تي-شيرت ملطخ بالدم اثناء تظاهرات طلابية قمعت بعنف في تموز/يوليو 1999. وقد جابت الصورة العالم اجمع. ثم خففت عقوبته إلى السجن 15 سنة.
وفي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حصل على اذن بالخروج لكنه ما لبث أن اعتقل مجددا بعد لقائه ليغابو. أما الصحافي أكبر غانجي فهو ينفذ عقوبة السجن لست سنوات بتهمة المساس بالامن القومي والدعاية ضد النظام الإسلامي.