صوفي كلوديه من&القدس: شكل الحاجز الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية سواء سمي "سياجا" كما تريد الدولة العبرية او "جدارا" كما يصفه الفلسطينيون، واحدة من اهم القضايا التي شغلت العالم في العام 2003 .&وقد تجاهلت اسرائيل انتقادات الاسرة الدولية بما فيها حليفتها القوية الولايات المتحدة واكدت تصميمها على مواصلة بناء هذه "المشروع الدفاعي" الكبيرة الذي يثير مساره جدلا كبيرا ويفترض انه تهدف الى وقف عمليات تسلل الانتحاريين الفلسطينيين الى اراضي اسرائيل.
وعلى الرغم من كلفته الكبيرة (8،1 مليار دولار) بينما تشهد اسرائيل وضعا اقتصاديا خطيرا، يؤيد الرأي العام الذي تهزه اعمال العنف المستمرة منذ ثلاث سنوات، انشاء هذا الحاجز.&اما الفلسطينيون فيدينون بناء "جدار الفصل العنصري" الذي يرون انه سينعكس سلبا على الحياة اليومية لعشرات الآلاف من الفلسطينيين ويقسم بعض القرى ويحرم مزارعين من اراضيهم واطفالا من مدراسهم، والاخطر من كل ذلك انه يؤدي الى ضم فعلي الى اسرائيل لقطاعات كاملة من الدولة الفلسطينية.&وتنص "خارطة الطريق" احدث خطة دولية للسلام في الشرق الاوسط ترعاها الولايات المتحدة على ان ترى هذه الدولة النور في 2005 .
وعند الانتهاء من تشييده سيؤدي "الجدار" الذي يتوغل في بعض المواقع في عمق الضفة الغربية، الى جعل 350 الف فلسطيني يعيشون حكما في اسرائيل وكذلك ثمانين بالمئة من حوالى 220 الف مستوطن يهودي في الضفة الغربية، غير المستوطنين الذين يقيمون في القطاع الشرقي من القدس الذي ضمته اسرائيل.&وقد انجز قسم يمتد 145 كيلومترا من هذا الحاجز في تموز/يوليو الماضي في غرب المنطقة التي تضم مدن جنين وطولكرم وقلقيلية في شمال الضفة الغربية. ويجري بناء قسم آخر يمتد بين ستين وسبعين كيلومترا بينما سيلتف قسم مماثل حول القدس الشرقية التي يأمل الفلسطينيون ان تكون عاصمة لدولتهم.
ويرى اليسار الاسرائيلي ان هذا "الجدار" يجب ان يتبع بشكل عام مسار "الخط الاخضر" وهو خط الهدنة في الحرب العربية الاسرائيلية في 1948. اما اليمين فيريد ان يدفع بهذا الحاجز باتجاه الشرق الى اقصى حد ممكن ليضم كبر عدد ممكن من المستوطنات.&ويرى المؤرخ الاسرائيلي توم سيغيف ان هذا الخط الفاصل يشكل "رد فعل لا عقلاني على الارهاب". ويوضح انه "يترجم شعورا بالذعر يعتري الاسرائيليين الذين يعتقدون ان العرب سيختفون لانهم سيصبحون وراء الجدار".&ويضيف ان هذا "الجدار سيجعل الشعب الفلسطيني باكمله قنبلة موقوتة".
ويؤكد رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية (شين بت) افي ديشتر ان الحاجز بدأ يؤتي ثماره. فقد سمح بانقاذ حياة بشر ويجب انجازه بسرعة على الرغم من انتقادات الولايات المتحدة.&وفي نهاية تشرين الاول/اكتوبر، كان الرئيس الاميركي جورج بوش الذي وصف "الجدار" قبل ذلك بانه "مشكلة"، اكثر وضوحا. وقال "قلت ان الحاجز مشكلة لانه يجعل ظهور دولة فلسطينية امرا صعبا. هناك فرق بين الامن والاستيلاء على الاراضي".
وتعبيرا عن استيائها قررت الولايات المتحدة في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) ان تخفض مبلغ 5،289 مليون دولار من ضمانات مصرفية اميركية بقيمة تسعة مليارات دولار ممنوحة لاسرائيل.&ويشكل هذا المبلغ قيمة الاموال التي استثمرتها اسرائيل في عملية البناء في المستوطنات والمقاطع من "الجدار الفاصل" داخل الضفة الغربية.
وفي الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) وبعد قرار غير ملزم تم تبنيه باغلبية ساحقة ويطلب وقف بناء الجدار، طلبت الجمعية العامة للامم المتحدة من محكمة العدل الدولية في لاهاي النظر في "النتائج" القانونية لبنائه.