"إيلاف"&من القاهرة: اعترف حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، بصلاته السابقة مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة عندما كان ابن لادن يعيش في السودان في التسعينات من القرن الماضي, غير أنه أكد أن ابن لادن لم يظهر بصورة علنية خلال اقامته في السودان وأن نشاطه اقتصر على الاعمال الحرة والخاصة.
وقال الترابي ـ في مقابلة أجرتها معه صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية ـ ان أسامة بن لادن لم يكن له أي تأثير خلال وجوده في السودان مشيرا إلى أنه كان من الممكن أن تقوم الحكومة حينذاك بطرده لكنها فضلت الأبقاء عليه لكي يعمل ويبني في السودان.
أما على صعيد مفاوضات السلام، وصفت مصادر سودانية أجواء المباحثات الدائرة الآن بأنها جيدة‏,‏ في ظل اقتراب وفد الحكومة برئاسة علي عثمان طه والحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة جون جارنج‏,‏ من توقيع اتفاق اقتسام الثروة.
واجتمع طه وجارنج لحسم ما تبقى من ملف الثروة حسب وثيقة الاتفاق النهائي التي ـتم رفعـها من قبـل اللجنة المشتركة الممثلة للجانبين، وقالت مصادر قريبة من المفاوضات ان الجانبين حريصان على حسم ملفات التفاوض بحلول الثلاثاء المقبل ايفاءً لالتزام قطعه طه وقرنق لكولن باول وزير الخارجية الأميركي.
وأشارت ذات المصادر إلى أن الرجلين يبحثان ثلاثة قضايا هى تقاسم السلطة والثروات الطبيعية وثلاثة مناطق متنازع عليها, مشيرة إلى أن هذه المحادثات ترمي إلى التوقيع على اتفاق بشأن تلك القضايا خلال الأسبوع المقبل.
وقال بيان مشترك للحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان ان المفاوضات الجارية في كينيا أحرزت تقدماً كبيراً في القضايا العالقة الخاصة باقتسام الثروة بما في ذلك تقسيم عائدات النفط المنتج في الجنوب"، لافتاً إلى أن الجانبين يسعيان الان إلى "حل القضايا المتبقية لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق بخصوص اقتسام الثروة... وتستمر المفاوضات في الوقت نفسه حول المناطق الثلاث".
واتفقت الحكومة والجيش الشعبي في العام الماضي على التخلي عن تطبيق الشريعة في الولايات التي يغلب غير المسلمين على سكانها وعلى فترة انتقالية مدتها ستة أعوام تبدأ في كانون الثاني (يناير) 2004 على ان يجرى بعدها استفتاء في الجنوب على الانفصال او استمرار الوحدة مع الشمال.
ومن شأن التوصل الى اتفاق نهائي بخصوص اقتسام الثروة ان يزيل عقبة كبيرة من سبيل الجهود الرامية الى وضع نهاية للحرب الاهلية التي أودت بحياة مليوني شخص وشردت أربعة ملايين اخرين على مدى 20 عاما، كما أنه أي اتفاق شامل بخصوص اقتسام الثروة سيغطي توزيع عائدات النفط واقتسام عائدات الضرائب وتسوية دور البنك المركزي وحل قضايا خاصة بالعملة، ومن بين القضايا الاخرى اقتسام السلطة خلال الفترة الانتقالية ووضع المناطق الثلاث محل الخلاف.
والمناطق الثلاث جزء من شمال السودان لكن الجيش الشعبي يقول انها ضحية للاهمال مثل بقية الجنوب ويطالب لها بالحكم الذاتي وبوقف تطبيق الشريعة فيها.
وتعهدت واشنطن في تشرين الاول (أكتوبر) بزيادة المعونة للسودان لإعادة بناء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة لكنها اوضحت ان المساعدات تتوقف على تنفيذ اتفاق للسلام.
واندلعت الحرب في السودان في عام 1983 حيث يطالب المتمردون بقدر أكبر من الحكم الذاتي للجنوب وزادتها تعقيدا قضايا مثل النفط والاختلاف العرقي والديني.
وفيما يتوقع عودة قريبة لمنظمات الاغاثة الدولية الي دارفور‏,‏ واستئناف نشاطها التطوعي والإغاثي‏,‏ انتقدت الحكومة السودانية سلك هذه المنظمات‏,‏ لأنها غادرت المنطقة في وقت كانت في أمس الحاجة للمساعدات الانسانية‏,‏ وقال كنا نريد من هذه المنظمات أن تكون هناك لمعالجة القضايا الانسانية الصعبة‏,‏ وأن تكون حريصة علي استمرار عملها في هذه الظروف.