روبرت كوخ من طرابلس:تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طرابلس محادثات فنية مع المسؤولين الليبيين حول البرنامج النووي في هذا البلد بعد ثمانية ايام فقط على اعلان ليبيا انها تتخلى عن برامج تطوير اسلحة دمار شامل، على ما افاد الناطق باسم الوكالة مارك غفوزديسكي .
واوضح الناطق ان المدير العام للوكالة محمد البرادعي الذي وصل السبت الى طرابلس في زيارة لا سابق لها تستمر ثلاثة ايام، والخبراء الذين يرافقونه سيلتقون قبل ظهر اليوم معتوق محمد معتوق نائب رئيس الوزراء والمسؤول الليبي عن الملف النووي.&واوضاف انهم سيتوجهون بعد ذلك الى مواقع نووية من دون ان يعطي اي تفاصيل اضافية. ومن المرجح ان يزور وفد الوكالة اولا مفاعل تاجورا الاختباري الواقع على بعد 15 كيلومترا جنوب شرق طرابلس وهو يخضع لمراقبة الوكالة الدولية منذ العام 1980 و"يشكل قلب البرنامج النووي الليبي" بحسب دبلوماسي غربي.
ويجري البرادعي الاثنين محادثات مع رئيس الوزراء الليبي شكري غانم على ما اوضح الناطق باسم الوكالة مضيفا ان هذا اللقاء سيليه "موعد اخر". وافاد مراقبون ان هذا "الموعد" قد يكون لقاء مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.&وقال الناطق ان البرادعي سيعود عصر الاثنين الى فيينا.&واعتبر البراددي لدى وصوله الى طرابلس ان "ليبيا لم تكن على وشك امتلاك السلاح" النووي. واضاف "لكن علينا ان نضطلع على ذلك وان نبحث التفاصيل" مع السمؤولين الليبيين.
وخصص القسم الاكبر من محادثات السبت للبحث في البروتوكل الاضافي لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووي. والتقى الوفد اولا وزير الخارجية عبد الرحمن شلقم.&وقال شلقم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع البرادعي "ليبيا ستتعامل بشفافية وتوقع البروتوكول الاضافي".&من جهته قال "يبدو ان ليبيا طورت بعض قدرات تخصيب اليورانيوم. وانا هنا لابحث مع السلطات الليبية اجراءات التصحيح المفترض اتخاذها".
وقد فاجأت ليبيا العالم باعلانها في 19 كانون الاول/ديسمبر وبعد تسعة اشهر من المفاوضات السرية مع واشنطن ولندن، انها تتخلى عن برامجها في مجال اسلحة الدمار الشامل.&وبعد ثلاثة ايام، اكدت ليبيا انها ستوقع على البروتوكول الاضافي الذي يتيح للوكالة اجراء عمليات تفتيش مباغتة ومشددة في كل المواقع النووية الليبية.&وكان المدير العام للوكالة اعلن الاثنين في مؤتمر صحافي في فيينا ان عمليات التفتيش هذه "قد تبدأ اعتبارا من الاسبوع المقبل"، اي اعتبارا من الثاني من كانون الثاني/يناير.&واضاف "سيضع المفتشون حصيلة اولية حول ما يحصل هناك ويزورون المنشآت المعنية".&ويضم الوفد الذي يترأسه البرادعي عشرة خبراء كبار سيبقى بعضهم في طرابلس بعد مغادرة الامين العام للوكالة وقد ينضم خبراء اخرون اليهم "سريعا" على ما افاد مصدر مقرب من الوكالة الدولية.
ووقعت ليبيا، العضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 1963، على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية في 1969 وصدقت عليها في 1975. وفي العام 1980، ابرمت اتفاقا مع الوكالة قضى بوضع كل منشآتها النووية تحت الرقابة الدولية، ولا سيما موقع تاجورا. وسيكون على مجلس حكام الوكالة، وهو الهيئة التنفيذية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يجتمع في اذار/مارس 2004، ان يوافق على التوقيع الليبي على البروتوكول الاضافي. وقال البرادعي السبت "ساعرض الاقتراح الليبي على المجلس"
&والبروتوكول الاضافي الذي وضعته الوكالة في 1997، يشكل الاداة الدولية الرئيسية لمراقبة المجال النووي. ويسمح للوكالة باجراء عمليات تفتيش ليس فقط في المنشآت الموضوعة في الخدمة وانما ايضا في اماكن لا تخولها المعاهدة الدخول اليها مثل المفاعلات التي اوقف العمل بها ومراكز ابحاث او مصانع تنتج مواد يمكن استخدامها في برنامج نووي.
وكشف مسؤولون اميركيون رسميون اخيرا ان النظام الليبي يملك حوالى عشرة مواقع نووية ولاحظوا في البعض منها وجود محركات الطرد المركزي التي تتيح تخصيب اليورانيوم الضروري لتصنيع اسلحة نووية.&والاثنين اكد البرادعي ان طرابلس اقرت بانها لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستيراد بعض المعدات والاجهزة النووية. وقال "المسألة تتعلق خصوصا بمحركات الطرد المركزي واليورانيوم الطبيعي".