أحمد عبدالعزيز من موسكو: منذ وقت بعيد تحول وادي بانكيسي في جورجيا، وهو منطقة جبلية على الحدود مع الشيشان وروسيا، إلى نقطة خلاف بين موسكو وتبيليسي. وحسب معلومات الجانب الروسي يستخدم ما يطلق عليهم "الإرهابيون الشيشان" هذا الوادي كقاعدة للهجوم على الشيشان. إضافة إلى ذلك تملك موسكو معلومات مفادها أن عناصر تنظيم "القاعدة" انتقلوا إلى هناك. وفي نهاية صيف 2003 خرجت مشكلة وادي بانكيسي إلى طور جديد حيث أعلنت الولايات المتحدة أنها تنوى إرسال خبرائها العسكريين إلى جورجيا.
وعقب التصريحات الأمريكية تناولت وسائل الإعلام العالمية مسألة إيفاد مستشارين عسكريين أمريكيين إلى جورجيا وكأنها الحدث الدولي رقم واحد. وحسب المعلومات الصحفية واستنادا إلى مصادر مسؤولة فى البنتاجون تتراوح عدد هؤلاءالخبراء& بين 40 و150 شخصا. وأصرت وسائل الإعلام على ربط هذه المسألة بالوضع القائم في وادي بانكيس الجورجي. وكما هو معروف يعيش في هذا الوادي الواقع بالقرب من الحدود الروسية ومنذ نهاية عام 1999 عدة آلاف من اللاجئين الشيشان. وقامت موسكو أكثر من مرة بلفت انتباه جارتها جورجيا إلى تمركز مقاتلين شيشان ومرتزقة وإرهابيين دوليين، وفقا للمعلومات الاستخباراتية الروسية.
وعلى المستوى الرسمي امتنعت وزارة الدفاع الأمريكية والقيادة في جورجيا-شيفادنادزه عن الإدلاء بأي معلومات تفيد بنية الولايات المتحدة المشاركة في عملية مكافحة الإرهابيين في وادي بانكيسي. غير أن واشنطن ذكرت صراحة بأن خبراءها سيعملون على تدريب وإعداد قوات التدخل السريع الجورجية لمكافحة الإرهاب. وفى معلومات أخرى قيل إنهم يجهزون كتيبة لحماية خطوط أنابيب النفط التي تمر بالأراضي الجورجية. بيد أن موسكو كانت تعرب دائما عن قلقها حيال الوضع في وادي بانكيسي وهي المنطقة التي يعبر منها المقاتلون والأسلحة والمساعدات المالية إلى الأراضي الروسية لدعم سياسة المجموعات المسلحة الشيشانية في حربها ضد قوات السلطة الفدرالية. وكانت جورجيا من جانبها تنفي ولفترة طويلة من الزمن وجود مقاتلين شيشان في وادي بانكيسي. ولكنها اعترفت مرغمة فيما بعد بأنها ليست قادرة على السيطرة على هذه المنطقة بالكامل وهذا يعني أن وجود الضيوف الأمريكيين أمر محبذ. ولكن بعد الهجوم الذي نفذته مجموعة روسلان جيلاييف ضد أبخازيا بدا واضحا أن روسيا كانت محقة في تحذيراتها للسلطات الجورجية. ومنذ فترة غير بعيدة أعلن وزير الأمن القومي الجورجي فاليري خابوردزانيا عن اعتقال بعض المواطنين من الأردن والسعودية. وكان هؤلاء المواطنون يحاولون تنظيم مجموعات تخريبية في الوادي بهدف القيام بعمليات إرهابية في روسيا.
ولكن هل سيتمكن الخبراء الأمريكيون من مساعدة السلطات الجورجية، أم سيغلقون أحد المنافذ على روسيا؟
مجموعة من التقارير الروسية ترى أنه بعد أفغانستان والفلبين قررت الولايات المتحدة فتح جبهة جديدة ضد الإرهاب في جورجيا. فالرئيس السابق إدوارد شيفاردنادزه الذى كان يحلم بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والذي زار واشنطن في أكتوبر 2001، هو الذي طلب التواجد العسكري الأمريكي. وفي فبراير 2002 قام أول فريق من 40 خبيرا عسكريا أمريكيا بزيارة جورجيا وتفقدوا مكان القاعدة المقبلة ومراكز للتدريب. وأدرجت مقترحاتهم في أساس خطة البنتاجون للتحرك في القوقاز. لم يتم التصديق على هذه الخطة شكليا، إلا إن قرارا مبدئيا قد اتخذ كما تشهد بيانات البيت الأبيض. وبموجب هذه الخطة أرسلت الولايات المتحدة إلى جورجيا مجموعة يبلغ عددها 100-200 شخص. مهمتهم الرئيسية هي تدريب القوات الجورجية التي يجب أن تقاوم "الخطر الإرهابى" المتزايد، أي المسلحين الشيشان المختبئين في وادي بانكيسي. وهذا يعني أن واشنطن اعترفت أخيرا بعلاقتهم الوثيقة مع الارهابيين من تنظيم "القاعدة".
ورأت تقارير أخرى ضرورة أن تكون القيادة الجورجية أكثر ثباتا (والحديث لا يزال يدور هنا عن شيفاردنادزه، والقيادات التي ستخلفه). لقد رفضت، ولا تزال ترفض، اقتراح روسيا بشأن إجراء عملية مشتركة في وادي بانكيسي. وبعد مناقشة هذه المسألة مع الولايات المتحدة لم يعد الجانب الجورجي يهزأ، بل بدأ يتحدث بلهجة جدية عن انتقال مروحيات عسكرية أمريكية إلى الشيشان وعن مشاورات مع الخبراء الأمريكيين بشأن مكافحة الإرهاب. إن احتمال ظهور قوات حلف شمال الأطلسي في جورجيا يثير رد فعل سلبي، ليس فقط لدى أقرب جيران جورجيا ألا وهي روسيا، بل يثير امتعاضا داخل جورجيا نفسها. ولا يجوز نسيان أن بعض مناطق جيورجيا اتخذت منذ وقت بعيد موقفا صلبا مواليا لروسيا، بل إنها تريد الانضمام إليها.
ورأت صحيفة مثل "موسكوفسكي كومسوموليتس" في هذا الصدد أن الإدارتين الجورجية والأمريكية مهتمتان فعلا بحل مشكلة وادي بانكيسي سريعا. فبالنسبة إلى السلطات الجورجية، هذه المنطقة الواقعة خارج سيطرتها أصبحت أحد عوامل التوتر وعدم الاستقرار. والواضح أن واشنطن لديها أنباء جدية عن العلاقات بين سكان هذا الوادي والإرهابيين الدوليين. ولكن الوضع الحالي في بانكيسي مجرد ذريعة لظهور العسكريين الأمريكيين في منطقة ما وراء القوقاز. وبالنسبة إلى شيفاردنادزه وأنصاره كان الوجود العسكري الأمريكي في جورجيا حلما قديما. فواشنطن تعتبر منذ سنوات عديد المتبرع المالي الرئيسي للنظام الجورجي، وسيتبع مجىء العسكريين الأمريكيين إلى جورجيا حتما مؤثرات جديدة للدولار . كما أن رغبة الولايات المتحدة في تعزيز نفوذها في القوقاز ليست خافية على أحد أيضا. وليس من الصعب ملاحظة أن روسيا تصبح طرفا "ثالثا زائدا" في هذا الحلف رغم أن الحديث يدور حول أحداث تجرى قرب حدودها مباشرة. في الكرملين يدركون خطورة الوضع ولعلهم لن يجلسوا مكتوفي الأيدي، ولهذا يستبعد احتمال اتخاذ خطوات حادة من جانب واشنطن. وعلى الأرجح فالجولة الجديدة من اللعبة الجيوسياسية ستكون طويلة ومتشابكة.
الغرب يضيق الخناق على روسيا
وحسب تقدير صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" فمجىء الأمريكيين إلى جورجيا لن يكون محكوما بالوضع في وادي بانكيسي بقدر هو محكوم بالوضع في البلاد ككل. وتحاول تبيليسى رص المجتمع الجورجي وإبراز تأثيرها الفعلي، والمساعدة الفعلية من جانب الولايات المتحدة. واستشهدت الصحيفة هنا برأي رئيس المجلس الفيدرالي سيرجي ميرونوف الذي اعتبر أن "مشكلة وادي بانكيسي موجودة فعلا ولفتت موسكو انتباه تبيليسي إلى ذلك أكثر من مرة. ولكن روسيا لا تستطيع في كل الأحوال أن تراقب من بعيد ما يجرى على حدودها الجنوبية، وخصوصا إذا كان ذلك مرتبطا بالإرهاب".
إن مجمل الأحداث الأخيرة تثبت أن روسيا لا تزال مستمرة في فقدان وجودها ومن ثم تأثيرها على الفضاء السوفيتي السابق. إضافة إلى أن الحلقة الغربية بدأت تضيق تدريجيا حول روسيا نفسها، حيث تجرى على قدم وثاق عملية نشر القوات العسكرية الأمريكية في جورجيا التي تمثل الخاصرة الجنوبية لروسيا. وكانت "نيزافيسيمايا جازيتا" أول صحيفة روسية وأوروبية توقعت في 20 فبراير 2003& حلول القوات الأمريكية في جورجيا، وأن هذه القوات ستظل هناك إلى أجل غير محدد. ففي البداية أكدت جميع الأطراف سواء في الولايات المتحدة أو جورجيا أن الأولى سترسل مجموعة خبراء عسكريين لمساعدة القوات الجورجية في مكافحة الإرهاب على أراضيها، وبالذات في منطقة وادي بانكيسي. إلا أن الولايات المتحدة تقوم حاليا بنقل معدات عسكرية برية وجوية بهدف حماية الخبراء الأمريكيين وهو ما يشير إلى عزمها على اتخاذ خطوات عسكرية لاحقة.
هذا وتقوم الولايات المتحدة في نفس الوقت بتمويل المعارضة المولدافية التي تقف ضد وحدة أراضي مولدافيا، وتعارض علاقات كشينيوف مع موسكو. وإذا كانت الأمور تشير إلى أن التدخل العسكري الأمريكي المباشر واضح في جورجيا، فإنها تشير إلى أن هذا التدخل موجود بشكل أو بآخر في مولدافيا. وهذا التدخل يتسم بالطابع المعروف للسياسة الأمريكية في الدول الأخرى حيث يبدأ بدعم المعارضة، ثم القيام بحملات إعلامية دعائية معادية، ثم استصدار قرارات إن لم يكن من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فمن الكونجرس الأمريكي الذي حل محل جميع المنظمات الدولية.
واليوم يمكننا أن نعترف صراحة بأن روسيا قد فقدت تأثيرها ليس فقط على دول آسيا الوسطي وما وراء القوقاز، وإنما على مولدافيا أيضا. وفي حالة استمرار هذا الخط فلا مفر من فقدان أوكرانيا وبلاروسيا. وسيكون الزمن هو العامل الأساسي في ذلك.
تساؤلات روسية: لماذا لا يثير الشيشانيون في وادي بانكيي قلق الولايات المتحدة؟
هللت وسائل الإعلام الروسية عندما فشلت محاولة المسلحين الشيشان بالتسلل من وادي بانكيسي في جورجيا والذي كما تصفه "أضحى أحد معسكرات المسلحين إلى الأراضي الشيشانية، أي إلى روسيا الاتحادية". إضافة إلى كل ذلك أبلغ ممثلو مجموعات الجيوش الفدرالية في الشيشان عن "القضاء على فصيل كبير للمسلحين الذين انتقلوا في نهاية يوليو 2003 عبر الحدود الروسية-الجورجية في منطقة وادي كيريجو. وخلال العمليات تم القضاء على 39 مسلحا وأسر 6 آخرين، وفر الباقون عبر الممرات الجبلية عائدين إلى جورجيا".
وعلى نفس الخط رأى رئيس مؤسسة "بوليتيكا" الروسية فيتشيسلاف نيكونوف أن "وادي بانكيسي قد أصبح مرتعا للإرهاب. فهناك يتمركز وحسب معطيات متباينة بين 1000-2000 مقاتل، ويأتي إليه أيضا المسلحون الذين يقومون بعمليات "تخريبية" ضد الجنود الروس والسكان المدنيين. وبالرغم من النداءات المتكررة لموسكو فإن تبليسي الرسمية لم تتخذ أي إجراء من أجل تطهير بانكيسي من الإرهابيين. مع العلم بأن الجانب الجورجي كان في البداية ينفى وجود الإرهابيين في وادي بانكيسي، إلا إنهم الآن يعترفون بذلك مظهرين بأنهم إما غير قادرين على السيطرة على الأوضاع في الوادي وإما إنهم لا يرغبون القيام بذلك". ومن جانبه وصف قائد جيش المظليين الروسي جيورجى شباك الوضع في بانكيسي بالحرج وأعلن صراحة بأن المظليين سيكونون على أهبة الاستعداد في حال طلب منهم تنفيذ عملية في وادي بانكيسي لتحييد فصائل المقاتلين.
واعتبرت القيادة الجورجية ذلك كتهديد "بدخول الجيش الروسي من جانب واحد إلى وادي بانكيسي مما يعنى حسب كلامها إعلان حرب. وفي ردها على ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية بأنها أبلغت الأمم المتحدة بالأوضاع عند الحدود الروسية-الجورجية وأنهم تعاملوا مع ذلك "بكل جدية وتفهم". ولكن من الواضح أن الولايات المتحدة، كما يرى نيكونوف، ليس لديها أية جدية وتفهم لهذا الأمر. وبالرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أعرب خلال لقائه مع وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف في بروناي عن القلق في ما خص الاعتداءات الإرهابية في شمال القوقاز، فإن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب ريكير حذر عمليا روسيا من اللجوء من جهة واحدة إلى الأعمال العسكرية بقوله: "نحن ندعم العلاقات الدائمة مع الحكومتين الروسية والجورجية وأبلغناهما دعمنا الذي لا لبس فيه لسيادة جورجيا ووحدة أراضيها". كما أعلن ريكير مؤكدا بأن "الولايات المتحدة ستكون قلقة جدا في حال انتهاك سيادة هذه الدولة".
هنا يتحول المحلل السياسي الروسي مصوبا هجومه نحو الولايات المتحدة بقوله: ""أما في ما يتعلق بكون المجموعات الشيشانية تشعر بالحرية التامة على الأراضي الجورجية، وأنها تقوم بشكل دوري وانطلاقا من هناك بمهاجمة الأراضي الروسية وقتل مواطنيها فإن ممثل وزارة الخارجية الأمريكي قد تجاهل ذلك تماما وكأن الأمر لا يثير لديه أي قلق. فهو واثق بأن مسألة وادي بانكيسي يجب أن تحلها الحكومة الجورجية والإدارة الأمريكية وفق ما قاله حول تقديم الدعم للجانب الروسي لضمان حماية الحدود وإجراء عمليات محدودة لمحاربة الإرهاب. بيد أن تبليسي وواشنطن لا تنفذان أي عمليات لمكافحة الإرهاب. ولعل موسكو كانت لترحب بسرور بأية إجراءات ضد المقاتلين يقوم بها الجانب الجورجي أو القوات الجورجية-الأمريكية المشتركة. كما أن روسيا موافقة أيضا على العملية ثلاثية الجانب أيضا بمشاركة جورجيا والولايات المتحدة وروسيا. وبكلام آخر فهي موافقة على أي خيار يؤدي إلى التطهير الكامل لوادي بانكيسي من المسلحين. إلا إن تبليسي تطوق أية محاولة في هذا الاتجاه من دون أن تأخذ بالاعتبار المصالح الروسية. المثير أنه لا يوجد شك لدى أي أحد بأنه إذا كان هناك على أراضي محاذية للولايات المتحدة دول يتمركز على أراضيها إرهابيون قاموا بأعمال تخريبية في المدن الأمريكية فإن البنتاجون لن يطالب حتى بالإذن من الجيران، ولكان قد قام على الفور بتوجيه القصف الشديد لمعسكراتهم. ولكن لماذا الحديث عن الجيران فالمسافة التي تفصل بين أفغانستان التي تبعد آلاف الكيلومترات عن الولايات المتحدة الأمريكية لم تمنع واشنطن من القيام بعملية لمحاربة الإرهاب وقلب نظام طالبان متهمة إياه بالتغطية على أسامه بن لادن. بل وقامت الولايات المتحدة بضرب العراق على أساس مزاعم بأن لها صلات بمقاتلي "القاعدة" بالرغم من عدم وجود أية إثباتات من هذا القبيل لدى واشنطن".
وحول ازدواجية المعايير الأمريكية قال نيكونوف "يبدو أن واشنطن تنسى على الدوام القوانين الدولية وسيادة الدول المستقلة عندما يكون الأمر متعلق بالمصالح الأمريكية وتتذكر فقط وحدة وسيادة أراضي الدول عندما يتطرق الحديث لمصالح دول أخرى على سبيل المثال روسيا التي يمكن أن يخطر في بالها ومن أجل أمنها تقرير ضرب العصابات على الأراضي الجورجية. فمن المعروف أن لدى واشنطن موقف خاص من جورجيا ليس فقط لأنها تستحسن الميول الغربية لقياداتها, بل وحتى من قبل ذلك عندما كان شيفاردنادزه وزيرا لخارجية الاتحاد السوفيتي إلى جانب ميخائيل جورباتشوف حيث اظهرا عن إخلاصهما للمصالح الغربية وليس بأي شكل من الأشكال للمصالح الروسية. والأمر أيضا هو في أن الولايات المتحدة التي تسعى لتثبيت أقدامها في ما وراء القوقاز وبالدرجة الأولى في جورجيا التي من خلال أراضيها بالذات ستمر أنابيب النفط باكو-جيهان الذي سينقل عبره نفط بحر قزوين، وهذا بالذات أحد ركائز المصالح الأمريكية في المنطقة. إن واشنطن بحاجة إلى المرافئ الجورجية على البحر الأسود، خاصة وإنها ترى إمكانية ضم جورجيا في المستقبل إلى حلف شمال الأطلسي. وبكلام آخر فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى جورجيا وهي لا توفر الأموال في سبيل ذلك. فقد خصصت واشنطن لبرنامج التدريبات وتجهيز القوات الجورجية الخاصة 64 مليون دولار مما يزيد بأربع مرات تقريبا عن الموازنة الدفاعية الجورجية. كما تم تخصيص 10 ملايين دولار إضافية لتنظيم الحدود. وفي الحقيقة كل ذلك يجرى القيام به ليس من أجل إغلاق الحدود أمام المسلحين الشيشان".