حسين خلف من المنامة: نفى وزير الدولة للشؤون الخارجية في مملكة البحرين محمد عبدالغفار أن بلاده تلقت عرضا أميركيا بتسليم المعتقلين البحرينيين في& غوانتانامو لتقوم المملكة بسجنهم داخلها مؤكدا ان "البحرين لا تقبل ذلك لأنه لا يوجد مبرر لسجنهم، وان هذا الأمر مخالف للدستور"، بحسب ما افاد نائب& الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان سلمان كمال الدين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته مساء أمس الأول الجمعية أعلنت فيه نتائج اجتماعها وموفد منظمة العفو الدولية العمري شيروف، بوزير الدولة للشؤون& الخارجية.
على صعيد متصل ، قالت الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان سبيكة النجار إن جمعيتها تحدثت أمس مع وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد عبدا لغفار& بشأن المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو، وموضوع المعتقل في المملكة العربية السعودية، ومسألة "قائمة الممنوعين" بعد توقيف بعض المواطنين البحرينيين عند& حدود دول خليجية. وذكرت أن الوزير أكد "أن البحرين ليست مع إرجاع العمل بقوائم المبعدين .
وأكد نائب الأمين العام للجمعية سلمان كمال الدين في بداية المؤتمر تضامن جمعيته مع المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو وفي المملكة العربية السعودية، وتحدث& بعده رئيس جمعية المحامين عباس هلال الذي قدم شرحا عن مبادئ حقوق الإنسان في الشرائع وفي القوانين، وفي دساتير الدول التي تنطوي على نصوص عن& حقوق مختلفة إلى البحريني، كما تحدث عن حقوق المعتقلين أثناء الاعتقال، وحق الحصول على محام، وحق المحاكمة العلنية العادلة، وطالب هلال بتطبيق& النصوص الدستورية.
من جانبها بينت الأمين العام لجمعية البحرين لحقوق الإنسان سبيكة النجار، جهود جمعيتها في قضية معتقلي البحرين في غوانتنامو، وقالت إن أحداثا بحرينيين تم& اعتقالهم هناك وهذا "بحد ذاته جريمة" بحسب تعبيرها، وأشارت إلى أن موقف جمعيتها كان واضحا إزاء حوادث 11 سبتمبر/ أيلول إذ ان الجمعية "تدين& أي عمل يقتل فيه أناس أبرياء، ولكنها ملتزمة بمادئ حقوق الإنسان وتحركت من أجل معتقلي غوانتنامو".
وأضافت "قمنا بالاجتماع مع السفارة الأميركية في البحرين، ومع وزارة الخارجية البحرينية، والتقت بحقوقيين في الخارج مثل المحامي القطري نجيب& النعيمي"، وعن لقائهم أمس الأول مع وزير الدولة للشئون الخارجية محمد عبدالغفار أوضحت النجار أنه بدا من خلال النقاش الذي دار بشأن معتقلي غوانتنامو& "ان الطريق مازال مسدودا أمام أي محام للترافع عن المعتقلين".
وتابعت "التقيت في العام الماضي بالمحامي النعيمي وتحدثنا عن إمكان وجود مجموعة من المحامين العرب يسعون من أجل الترافع عن المعتقلين هناك"، كما& أشارت إلى أن البحرين تمكنت من إرسال وفد أمني لزيارة المعتقلين في غوانتنامو، وأن أهالي المعتقلين طالبوا خلال لقاء مع وزارة الخارجية أن يسمح لهم& بالاجتماع مع هذا الوفد الأمني للسؤال عن أبنائهم ومعرفة أخبارهم، وحدث هذا فعلا إذ اجتمع بعض من أفراد الوفد مع الأهالي، وأكدت أن جمعيتها ستشارك في& المؤتمر الذي ستعقده منظمة العفو في المنطقة لتنشيط مسألة الدفاع عن معتقلي غوانتنامو.
إلى ذلك قال نائب الأمين العام للجمعية سلمان كمال الدين: "إن هناك جبلا من الرفض من أميركا، فلا هي تقول إن هؤلاء المعتقلين متهمون ومن ثم تحاكمهم،& كما أنها لا تحتجزهم على أرضها لكي لا تطبق عليهم القوانين الأميركية، وأوضح الوزير عبدالغفار ان الدولة استشارت خبيرا قانونيا عن إمكان توكيل محام& للدفاع عن المعتقلين لكنه قال إنه لا يمكن ذلك حتى الآن"، وأوضح انهم سألوا الوزير عن صحة ما أشيع عن عرض أميركي للبحرين بتسليم المعتقلين البحرينيين& في غوانتنامو لتقوم المملكة بسجنهم داخلها، وأن الوزير قال إن "البحرين لا تقبل ذلك لأنه لا يوجد مبرر لسجنهم، وان هذا الأمر مخالف للدستور".
وأكدت سبيكة النجار انها طلبت طرح موضوع معتقلي غوانتنامو أثناء الزيارتين اللتين قام بهما جلالة الملك وسمو ولي العهد على أميركا، وقالت إنها علمت ان هذا& الموضوع تم طرحه، وعن المعتقلين البحرينيين في السعودية أشارت النجار إلى أنها تحدثت عنهم مع وزير الشئون الخارجية وطلبت تحقيق مسألتين أولهما أن يتم& السماح للسفارة البحرينية هناك بزيارة محمد صالح، والاطمئنان على حاله الصحية، وثانيهما إطلاق سراح المتهمين إذا لم تكن هناك تهمة موجهة إليهم، كما& أوضحت "أن الجمعية تقدمت بسؤال عما إذا كان الاتفاق الأمني الذي وافقت دول مجلس التعاون عليه، يحمل أية ضمانات بعدم المساس بالحقوق الإنسانية& للمواطنين، ولكن لم تتم إجابتنا إجابة وافية"، وعن قائمة الممنوعين من السفر والذين مازالوا يتعرضون للإيقاف عند حدود بعض الدول الخليجية قالت النجار إن& "الإمارات يبدوا أن لديها إجراءات أمنية مشددة"، وأضافت "فهمنا من كلام الوزير ان البحرين ليست مع إرجاع العمل بهذه القوائم، وأنهم سيبحثون& الموضوع".
وتحدثت بعد ذلك أم محمد وهي قريبة لأحد المعتقلين البحرينيين في غوانتنامو، وأعربت عن موافقتها على أن يتم إرجاع المعتقلين في غوانتنامو وسجنهم في& البحرين، وأبدت لهفتها ولهفة عائلتها للقاء قريبها، وقالت "لابد أن يكون هناك موقف إنساني"، وشرحت بعد ذلك المعاناة التي تتعرض لها عائلة المعتقل،& وخصوصا حينما ترى العائلة في التلفاز أحوال معتقلي غوانتنامو السيئة، وأكدت أن وقع تلك المناظر سيئ جدا على أطفال العائلة الذين يعانون أشد المعاناة.