"إيلاف" من القاهرة: غادر الرئيس المصري حسني مبارك القاهرة اليوم الاحد متوجها الى سلطنة عمان في بداية جولة خليجية يجري خلالها محادثات في مسقط مع السلطان قابوس بن سعيد، قبل أن يتوجه في وقت لاحق من يوم غد الاثنين إلى دولة الإمارات العربية، في إطار تحرك مصري حثيث شهدت العاصمة القاهرة جانباً منه، وذلك في اطار المساعي المصرية المستمرة لتوحيد المواقف العربية وتنمية العلاقات المصريه العربية، والعربية العربية، والذي يصب في الاعداد الجيد لإنجاح القمه العربيه القادمة.
ومن المقرر وفقاً لمصادر مصرية ان يتوجه الرئيس مبارك يوم غد الاثنين الى ابو ظبي حيث يجتمع مع الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات لبحث تطورات المسألتين الفلسطينية والعراقية، الى جانب بحث سبل توطيد العلاقات الثنائيه بين البلدين.
وأضافت ذات المصادر أن "مبادرات تطوير عمل جامعة الدول العربية سوف تكون محور لقاء القمة بين الرئيس مبارك والسلطان قابوس خاصة مع اقتراب موعد القمة العربية المقررة في شهر آذار (مارس) المقبل".
وتشارك مصر مع العراق وايران وتركيا وسوريا والمملكة العربية السعودية والاردن في محادثات تعقد بالكويت وتركز على الامن الاقليمي، وتأتي هذه المحادثات التي تستضيفها الكويت في وقت يثير فيه الوضع الامني المتفاقم في العراق والصعوبات التي تعترض نقل السلطة من قوات التحالف الى العراقيين قلقا في المنطقة برمتها.
وأناب الرئيس مبارك وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، في التوجه إلى طهران للمشاركة في مؤتمر قمة الثمانية الإسلامية، بعد أن تكهنت دوائر دبلوماسية من قبل أن الرئيس المصري سوف يزور بنفسه إيران ليضع حداً للقطيعة بين بلاده ووبينها منذ نحو ربع قرن مضى، خاصة بعد لقاء نادر جمع الرئيسين مبارك وخاتمي في جنيف، غير أن الأمور بين البلدين عادت إلى الجمود مجدداً على خلفية اتهام القاهرة للمحافظين في طهران بعرقلة جهود خاتمي لرفع جدارية تحمل صورة خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، بعد تغيير مسمى الشارع الذي كان يحمل اسمه، وهو الأمر الذي كانت ولم تزل مصر تراه مهيناً.
وألقى مصدر دبلوماسي في القاهرة باللوم على الجانب الإيراني لتضييع ما وصفه بالفرصة التاريخية التي كانت سانحة لإحداث نقلة نوعية ومتميزة في علاقات الجانبين لكنه اعتبر في المقابل أن القاهرة ليست في عجلة لتطبيع العلاقات حاليا مع طهران.
وكشف ذات المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه عن أن الخبرة المصرية في التعامل مع إيران برهنت على أن هناك فارقا بين الإعراب عن الرغبة في وجود علاقات جيدة وبين الإقدام على إثبات هذه الرغبة بشكل عملي وجاد.
وخلال الشهرين الماضيين ظلت أجندة الرئيس المصري مزدحمة تماماً، فبعد محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد, استقبلت القاهرة أيضاً العاهل المغربي الملك محمد السادس والأردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيس السوداني عمر البشير، وأخيراً اليمني علي عبد الله صالح قبل أيام.
كما استقبل الرئيس مبارك أيضاً الأمير سعود الفيصل, وزير خارجية السعودية، في اليوم التالي لزيارة وفد مصري رفيع إلى السعودية التقى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز، ووفد آخر توجه إلى طرابلس للقاء العقيد الليبي معمر القذافي.
كما نشطت الاتصالات المصرية ـ الأردنية والتقى مبارك مع الرئيس السلوفاكي، وأجرى أحمد ماهر وزير الخارجية مباحثات مع وزراء خارجية ايرلندا التي ترأس الاتحاد الأوروبي حاليا وفرنسا والتشيك ورومانيا وبلغاريا وسلوفينيا، وهي التحركات الحثيثة التي استهدفت تعميق الصلات مع دول الكتلة الشرقية السابقة، خاصة تلك الدول التي انضمت حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي.
التعليقات