الياس توما من براغ: حذر مكتب الإحصاء المركزي التشيكي من أن عدد سكان تشيكيا يمكن أن ينخفض بعد أقل من خمسين عاما من عشرة مليون وثلاث مئة ألف نسمه إلى نحو الثمانية مليون أي بمقدار مليوني نسمة
وتنجب في الوقت الحاضر& كل مائة امرأة تشيكية مائة وثمانية عشر طفلا الأمر الذي يعتبر من أخفض المعدلات في أوروبا لان العدد الضروري لتجدد المجتمع هو مئتين وعشرين طفلا لكل مائة امرأة.
وقد بدأ تراجع عدد الولادات في تشيكيا& إلى أقل من مائة ألف طفل سنويا منذ عام1994 ولا يزال& مستمرا& الى اليوم .
ويرافق التراجع في عدد الولادات حقيقة أخرى& تقول إن عدد الولادات سنويا يقل عن عدد الوفيات وان شريحة المتقدمين في العمر في توسع .
ويؤكد مكتب الإحصاء المركزي التشيكي في تقرير قدمه& إلى الحكومة بأن الصفة الرئيسية في تطور المسألة الديموغرافية في تشيكيا في النصف الأول من القرن الحالي ستكون زيادة عدد المتقدمين في العمر فمقابل كل مائة طفل تقل أعمارهم عن 15 عاما سيكون 250 ممن أعمارهم بحدود ال 65 عاما .
ويتوقع المكتب أن تكون شريحة المتقدمين في العمر الشريحة& الأكبر في البلاد مما سيسبب إشكالات اقتصادية واجتماعية عديدة ولذلك فإن أمام الجهات التشيكية& الرسمية الآن حسب المختصين مهمتين أساسيتين في العشرة أعوام القادمة الأولى إصلاح النظام التقاعدي والثاني اجتذاب المهاجرين الأجانب
ويقدر المكتب حاجة تشيكيا& إلى 25 ألف مهاجر أجنبي سنويا لسد النقص الحاصل في عدد السكان أما إذا أرادت البلاد تحقيق تجدد المجتمع في ظل استمرارية& تدني نسب الولادات فان تشيكيا ستحتاج إلى اجتذاب 40 ألف أجنبي سنويا .
وعلى الرغم من أن الحكومة بدأت العام الماضي تطبق برنامجا اجتذبت فيه العشرات فقط من كرواتيا وبلغاريا وكازاخستان، إلا أن معظم المختصين السكانيين هنا& يؤكدون أن هذه الدول وغيرها ولاسيما الأوربية منها لا تمثل مصدرا للهجرة لأنها هي نفسها تعاني من نقص سكاني متزايد أما مصادر الهجرة& الرئيسية التي يمكن منها الانتقاء فهي الدول الأسيوية والأفريقية
وفي أسباب ظاهرة الانقراض السكاني التي تعيشها تشيكيا منذ فترة تقول رئيسة الجمعية السكانية التشيكية ييتكا ريختارجيكوفا إن من العوامل الحاسمة في ذلك تدهور الأوضاع المادية للعائلات التي فيها أطفال والتغيير الذي حصل في نظام القيم الحياتية للشباب ،فبدلا من تشكيل العائلات يتم إعطاء الأولوية للتعليم والسفر والارتقاء الوظيفي واللهث وراء الغنى.
&وحسب السيدة ريختارجيكوفا فان الوضع القائم الآن في تشيكيا وصل إلى حافة الهاوية ويحتاج إلى بدء تحرك الحكومة بسرعة وفعالية .
علاج ظاهرة التراجع السكاني حسب المختصين التشيك يكمن في تقديم الدعم والتشجيع للعائلات الشابة وحل مشكلة السكن وفتح أبواب الهجرة وجعل إجازة الأمومة لا تقتصر على النساء فقط إضافة إلى إنهاء حالة التمييز التي تشعر بها النساء اللواتي لديهن أطفال ويرغبن بالعمل .
وبانتظار أن تتخذ هذه الخطوات وغيرها يؤكد الخبراء في المسألة الديموغرافية أن تشيكيا تعيش الآن ما يمكن تسميته بالسقوط الحر.