"إيلاف" من موسكو: في بداية استقباله للرئيس اليمني على عبدالله صالح في الكرملين، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رضائه عن الموقف المبدئي لرئيس اليمن من مكافحة الإرهاب. وقال إن موسكو مستعدة للمساعدة على التطور المستمر لليمن واستقرار الوضع في المنطقة. وأعرب عن أمل موسكو في أن يخدم تعاون الطرفين مثل هذه الأهداف.
وخلال استعراضه للعلاقات الاقتصادية الثنائية قال بوتين إنه من السار جدا أن الاتصالات تتطور منذ لقائنا الأخير تطورا ناجحا في جميع الاتجاهات، ويزداد اهتمام أوساط رجال الأعمال الروس بالتعاون الثنائي. واعترف الرئيس الروسي بأن التبادل التجاري لم يرق، للأسف، إلى المستوى المطلوب. لكن أشار إلى إمكانية وجود آفاق جيدة لتطوير العلاقات في الاتجاهات التي تحدث عنها الرئيسان في لقاء عام 2002.
وفي استعراضه للوضع العام في الشرق الأوسط، شدد بوتين على أن المنطقة معقدة و"إننا نتابع الوضع باهتمام كبير سواء في المنطقة أو في بلادكم. وإنني أشير بارتياح إلى أنكم تتمكنون من المحافظة على استقرار ملحوظ. وندرك أن تحقيق ذلك ليس بالأمر اليسير وأن هذا هو نتيجة لعملكم الدؤوب وكذلك عمل زملائكم".
وبدوره هنأ الرئيس اليمني على عبدالله صالح نظيره الروسي بالفوز في الانتخابات الرئاسية، وأكد على ديمقراطية الانتخابات الروسية بقوله: "إنكم أحرزتم نتيجة باهرة في تلك الانتخابات التي جرت في جو ديمقراطي".. وأضاف صالح "إنني أود أن أناقش قضايا التعاون الاقتصادي والعلاقات التجارية والصلات الثقافية وكذلك الأمور الأخرى التي تهم الدولتين".
وبينما بدأ الرئيس اليمني التطرق إلى المبادرة اليمنية بقوله"طرحت عددا من الأفكار الجديدة للمناقشة في القمة العربية التي كان يجب أن تعقد في تونس وأجلت لأسباب مجهولة. وهذه الأفكار تتعلق بمواصلة عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع حول العراق، وكذلك دور الأمم المتحدة التي يجب أن تتحمل المسؤولية عن إحلال السلام في العراق"، تدخل الرئيس الروسي مقترحا تقسيم لقاء العمل إلى قسمين. الأول، التحدث في الجلسة الموسعة حول قضايا تطوير العلاقات الثنائية وكذلك الوضع في العراق والشرق الأوسط، ثم مواصلة الحديث على انفراد مع تناول الشاي.
وكان صالح قد أدلى بتصريحات قبيل اللقاء مع بوتين أعرب فيها عن سروره بالزيارة واللقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين والتباحث معه حول كل ما يهم تعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون المتميزة التي تربط بين صنعاء وموسكو، وكذلك الدفع بها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والفنية والثقافية وغيرها، بالإضافة إلى بحث مختلف التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي طليعتها تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة، وتبادل وجهات النظر حول الأفكار اليمنية الخاصة بالأوضاع في العراق ومشكلة الصراع العربي-الإسرائيلي وإحلال السلام في المنطقة، إذ أن لروسيا دورا مهما في الدفع بعملية السلام في المنطقة. كما رحب بالاستثمارات الروسية في اليمن، وأكد بأن "هناك فرصا عديدة للاستثمار وستجد الشركات الروسية والمستثمرون الروس منا كل الاهتمام والتشجيع وفي إطار ما يتيحه قانون الاستثمار من فرص عديدة ومشجعة للمستثمرين".
وعلى خلفية الزيارة، أصدرت صحيفة "كميرسانت" الروسية اليوم بموضوع تحت عنوان (روسيا تساعد اليمن على الطريقة السوفيتية: السلاح مقابل الصداقة) أشارت فيه إلى أن الموضوع الرئيسي للمباحثات الروسية-اليمنية هو العلاقات العسكرية-التقنية. وأشارت إلى أن هذه العلاقات تسير إلى الآن على الطريقة السوفيتية، إذ أن اليمن لن يسدد أموالا مقابل السلاح، وإنما "الصداقة المخلصة". وأضافت بأن موسكو بهذه الطريقة تأمل في إيقاف اليمن عن زحفها نحو واشنطن.
من جهة أخرى رأى الكثيرون من المراقبين، استنادا إلى تصريحات الرئيسين في بداية اللقاء، أن الموضوع الرئيسي هو المبادرة اليمنية، التي وصفها الرئيس على عبدالله صالح بـ "الأفكار".