&"إيلاف"من لندن: ظهر رئيس زيمبابوي روبرت موغابي اليوم على شاشة واحدة من الفضائيات التلفزيونية البريطانية الأكثر أهمية وهي فضائية "سكاي" معلنا عودته إلى بيت الطاعة، مطالبا بحوار مع رئيس وزراء بريطانيا توني بلير رغم حال الحقد والعداء بين الرجلين وبين بلديهما سواء بسواء.
ويبدو أن مثل هذا الطلب بالحوار لن يتحقق من جانب رئيس الوزراء البريطاني الذي له مآخذ عديدة على رئيس زيمبابوي ليس فقط في شأن اتهامه بمصادرة أملاك البيض وقتلهم وحسب، بل لكونه مارس الاحتيال والغش في انتخابات العام الماضي الرئاسية.
وفي المقابلة التي دعا فيها رئيس زيمبابوي إلى حوار منفتح مع رئيس الوزراء البريطاني، فإنه لم يتوانى في ذات لاتجاه عن اتهام بلير بـ "المتعجرف والفوضوي"، وقال "هذا بلير فعل أشياء مجنونة في العراق"، إضافة إلى أوصاف أخرى.
وحمل موغابي الذي يحكم زيميابوي التي كانت مستعمرة بريطانية اسمها (روديسيا البيضاء) منذ العام 1980 رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مسؤولية الزمة بين هراري ولندن. وقال "حاولت مرارا وتكرارا أن نتحاور ونتفاوض، لكنني فشلت، ولهذا فنحن غير سعداء بالتعامل مع حكومة بريطانيا توني بلير؟".
وقال رئيس زيمبابوي المحاصر حتى من دول الاتحاد الأوروبي ومنظومة الكومنولث التي ترئسها بريطانيا لمخالفاته ضد المعارضة وخصوصا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ربيع العام الماضي "لقد كانت آخر مرة حاولت بها الاتصال مع السيد بلير خلال قمة دول الكومنولث التي عقدت في مدينة أدنبرة الاسكوتلندية في العام& 1997 من خلال وسطاء، ولكنني فشلت".
وقال موغابي الذي أعلن قبل أسبوع أنه سيتخلى عن السلطة نهائيا مع نهاية ولايته الحالية في العام 2008 "نحن جاهزون للتحاور مع بريطانيا، مرة ومرات كذلك، إذا كانت جاهزة لمثل هذا الحوار".
وبدا من خلال كلام رئيس زيمبابوي الكهل (80 عاما) أنه متشوق بالعودة ببلاده إلى حضن الإمبراطورية البريطانية التي استعمرت زيمبابوي أكثر من مائة عام، وخصوصا حين تحدث عن زعماء آخرين مثل مارغريت ثاتشر وجون ميجور، وهما زعيمان محافظان هزمهما بلير العمالي.
&وكان آخر حاكم لها قبل الاستقلال حيث كان اسمها روديسيا البيضاء هو إيان سميث (92 عاما) زعيم الأقلية البيضاء& ولا يزال يعيش في ضاحية راقية في هراري.
واتهم موغابي، حكومة بلير العمالية البريطانية بإشعال الأزمة مع زيمبابوي، حين أعلن بلير سابقا أن لندن لا تتحمل أية مسؤولية تجاه مستعمراتها السابقة في أفريقيا. وحمل رئيس موغابي بريطانيا تبعات الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه بلاده في الوقت الراهن.
وكانت بريطانيا قادت حملة أوروبية ودولية لفرض حصار على زيمبابوي من بعد إطلاق موغابي يد السود في بلاده لاسترداد ما اسماه "أملاك السود من يد البيض الجانب"، وراح ضحية الحملة عديد من القتلى البيض الذين كانوا في الأساس يحملون الجنسيتين البريطانية والزيمبابوية.وفي الأخير، قال رئيس زيمبابوي العنيد "البيض عندنا في زيمبابوي عنصريون وهم يحتقروننا حتى في بلدنا، وعلى الذين يحملون جنسية مزدوجة منهم أن يغادروا زيمبابوي على الفور لحل المشكلة".