"إيلاف"من لندن : قالت المرجعية الدينية في النجف انها شعرت بارتياح غير متكامل من التشكيلة الحكومية لانها لم تمنح الاغلبية (الشيعة) حقها المشروع في التمثيل لكنها تمنت لها النجاح ودعتها للوقوف بوجه رغبات في مجلس الامن الدولي لما قالت انها محاولات لتشريع الانتداب لاحقا بعد تشريع الاحتلال سابق فيما سجل انشقاق بين عناصر جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر حول الهدنة .
وقالت المرجعية في تصريح صحافي ارسل الى " ايلاف " اليوم تعليقا على تشكيلة الحكومة العراقية المؤقتة التي اعلنت امس انها اذ تدعو للمسؤولين جميعاً بالموفقية و تأمل منهم الإسراع بسد حاجات المواطنين الأساسية في استتباب الأمن وانتزاع الاستقلال الناجز والحكم بالعدل وتعويض المتضررين من سياسات النظام السابق العرقية والطائفية والمناطقية ومعالجة أزمة البطالة الخانقة وإرساء قواعد بنية تحتية رصينة وإنهاء معاناة المواطنين اليومية في الكهرباء والماء والغذاء والصحة والتعليم والاتصالات والمواصلات .
وانتقدت المرجعية كلمة الدكتور إبراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية في حفل اعلان الحكومة وقالت انه افتقر " الى ما كان ينبغي أن يركز عليه باعتباره ممثلاً للحالة الإسلامية وهو سبب اختياره لهذا المنصب الرفيع " لكنها تمنت " له وللمسؤولين جميعاً الموفقية في مهامهم الجسيمة " .
وفيما يلي نص التصريح الصحافي :
بمناسبة انتخاب السادة:
&رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء في العراق الجديد
سرت حالة من الارتياح غير المكتمل بين أوساط الحوزة العلمية في النجف الأشرف بعد تتويج قدرة العراقيين على الصمود أمام الضغوط الهائلة التي تعرضوا لها من قبل سلطات الاحتلال وغيرها إثر توافقهم- رغم الاختلافات- على تشكيل مؤسسات الدولة للفترة الانتقالية مع إصرارهم على قناعاتهم في اختيار أسماء المسؤولين ومراكزهم في التشكيلة الحاكمة الجديدة .
&أمّا أنه ارتياح غير مكتمل فلعدم إعطاء الأكثرية حقها المشروع في التمثيل سواء في عدد الممثلين أم في نوع توجههم الفكري والسياسي المتطابق مع واقعهم على الأرض مما يعكس صورة غير د قيقة عما تفرزة صناديق الاقتراع العام لو قدر لها أن تتم. وسيعم الارتياح أوساط الحوزة العلمية في المستقبل أكثر إذا ما استطاعت الحكومة الجديدة الصمود أزاء ما يحاك في مجلس الأمن الدولي من محاولات محمومة لتشريع الانتداب لاحقاً بعد تشريع الاحتلال سابقاً.
&
والحوزة العلمية إذ تدعو للمسؤولين جميعاً بالموفقية في تحمُّل ثقل التكليف من خلال التمسك المتين بثوابت الأمة وقيمها ومقدساتها تأمل منهم الإسراع بسد حاجات المواطنين الأساسية في استتباب الأمن، وانتزاع الاستقلال الناجز، والحكم بالعدل، وتعويض المتضررين من سياسات النظام البائد العرقية والطائفية والمناطقية البغيضة، ومعالجة أزمة البطالة الخانقة بالإعمار والبناء وبخاصة في المدن المهمشة المعاقبة سابقا بالحرمان، وإرساء قواعد بنية تحتية رصينة، وإنهاء معاناة المواطنين اليومية في الكهرباء والماء والغذاء والصحة والتعليم والاتصالات والمواصلات وغيرها كثير مما يعرفونه ويعرفه العراقيون وينادون به باستمرار.
وهي إذ تذكِّر الحكام العراقيين الجدد جميعاً بمسؤولياتهم الكبرى أمام الله عزّ وجلّ على ما تولوا من أمور مواطنيهم مع شدة بؤس المواطنين وفقرهم وعوزهم وحاجتهم في بلد من أثرى بلدان العالم، تتوجه بشكل أشد تأكيدا الى من تحملوا عناء تمثيل الحالة الإسلامية طالبة منهم إن يكونوا بمستوى تمثيلهم لما وقفوا أنفسهم عليه، سائلة الله سبحانه وتعالى لهم أن يكونوا عند حسن ظن مواطنيهم ومرجعيتهم الدينية العليا في النجف الأشرف بهم، غير خافية عتبها على الدكتور إبراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية الذي افتقر خطابه الى ما كان ينبغي أن يركز عليه باعتباره ممثلاً للحالة الإسلامية وهو سبب اختياره لهذا المنصب الرفيع، راجية له وللمسؤولين جميعاً الموفقية في مهامهم الجسيمة والله ولي المؤمنين والحمد لله رب العالمين .
&وعلى صعيد اخر فقد ذكرت تقارير من مدينة النجف ان انشقاقاً حادا قد تفجر بين قيادات جيش المهدي حول مواجهة القوات الاميركة التي دخلت معها امس في هدنة تستمر 72 ساعة حيث يصر المقاتلون القادمون من محافظات اخرى من خارج النجف على الاستمرار بالقتال لكن المسلحين من سكانها يرون الالتزام بالهدنة فيما سجلت حالات هروب مسلحين من النجف ذكر ان القوات الاميركية غضت الطرف عن خروجهم منها . وقالت مصادر صحافية مقربة من مكتب مقتدى الصدر ان حالة من القلق والخوف والتوتر قد اصابت الاغلبية من اعضاء المكتب بسبب عدم تقديم القوات الاميركية ضمانات بعدم ملاحقتهم قضائيا جراء التهم الجنائية الموجهة ضدهم واشارت الى ان الشيخ فؤاد الطرفي المسؤول الإعلامي في المكتب قد شوهد اليوم وقد نزع عمامته وخفف من طول لحيته محاولاً بذلك تغيير بعض ملامح وجهه خوفاً من الاعتقال بحسب مانقلت عنها شبكة اخبار النجف .
وبعد أن عاشت النجف الليلة الماضية بهدوء دوت صباح اليوم اربعة انفجارات قوية في منطقة مقابلة لمقرالقوات الأميركية وفي التاسعة صباحا قُصفت عناصر جيش المهدي القاعدة الاميركية بضواحي المدينة بقذائف الهاون ونتيجة لخطأ في التهديف فقد سقط بعضها على الحي الصناعي للمدينة مما دفع بأصحاب المحال التجارية الى اغلاقها والعودة الى منازلهم . وفيما تسود حالة من التوتر في النجف فان الخطوط الهاتفية مازالت مقطوعة اما خدمات الكهرباء والماء فهي في تحسن نسبي وحركة الاسواق بدات تنشط تدريجيا .. وفيما يعيش البعض في حالة الخوف من المستقبل المجهول يبدو أن هناك تكيف مع الوضع الراهن في المدينة من قبل سكانها .