"ايلاف" من لندن: نعت أنباء من عاصمة البحرين المنامة رجلا قاد حياة عملية اقتصاديا وسياسيا عبر أربعة من الأجيال في الجزيرة العربية، استهلها وهو في الثامنة من العمر كوسيط لبيع اللؤلؤ وهو كان التجارة السائدة لمئات من السنين، وهو عاصر خمسة حاكم توالوا على ولاية الحكم في مملكة البحرين.
وفي التفاصيل، فإن أحمد عبدالرحمن الزياني وهو من كبار رجال الأعمال البحرينيين المعروفين توفي أمس عن عمر ناهز 83 عاما، وهو شخصية معروفة، عاصرخمسة من حكام البحرين ابتداء من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي تسلم مقاليد الحكم في عام 1926 ، حتى الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي أعلن البحرين مملكة وأعادها عبر مسيرة إصلاحية قبل أكثر من عام جاءت ببرلمان منتخب ودستور وافق عليه الشعب.
وتقول صحيفة "أخبار الخليج" إن الراحل الزياني بدأ مشوار حياته العملية في الثامنة من عمره، حيث سافر إلى الهند ليعيش بقرب جده عبد الوهاب الزياني الذي تم نفيه من قبل الإنجليز لأنه كان من ضمن أسماء المعارضة السياسية، وكان لجده تأثير كبير في بناء شخصيته وصقلها.
وفي السنوات التي تم فيها نفي الزياني مع معارضين بحرينيين آخرين كانت المنطقة كلها ملتهبة بالمد القومي وخصوصا في سنوات الخمسينييات الفائتة، حيث كانت البحرين واحدة من المناطق الملتهبة شعورا قوميا والمناداة بخروج الاستعمار البريطاني.
وقد بنى أحمد الزياني نفسه منذ الصغر، حيث اشتغل وسيطا في بيع اللؤلؤ، واستطاع أن يكون أحد تجار اللؤلؤ المعروفين، وكون ثروته ثم عاد إلى البلاد وأسس فندق دلمون وهو ثالث فندق في البحرين وأول فندق يبنى بالطراز الحديث في عام 1965.
ولحاجة البحرين إلى توسعة رقعتها السياحية أسس الراحل الزياني، بعد ذلك فندق الدبلومات وتمكن مؤخرا من إقامة مشروع للشقق السكنية، ولديه العديد من المشروعات الاجتماعية، منها إنشاؤه مركز تأهيل المعلمين على نفقته الخاصة.
وقبل وفاته، كان رجل الأعمال الراحل بصدد نشر مذكراته مع نهاية هذا العام، وقد استغرقت عملية ترتيبها وصياغتها أربع& سنوات، حيث أوعز بالمهمة قبل سفره إلى الكاتب علي صالح، طالبا منه أن يتم تدشين الكتاب بحسب الموعد المتفق عليه على الرغم من كل الظروف غير المتوقعة، أما الكتاب فهو في المراحل النهائية من المراجعة، وسيتم نشره في القريب حسب وصيته.