&
تم التوقيع يوم الأربعاء على اتفاقية للتعاون بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" ومعهد "ماساشوستس" الأمريكي المعني بالتكنولوجيا الإعلامية، تهدف إلى تطوير وتحسين استخدام المعلومات الرقمية في الدول الفقيرة. ونشر الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة اعلانا إعلاميا حول الموضوع يوم الخميس، وهنا النص الكامل كما عرضه موقع فاو الرسمي:
وبهذه الاتفاقية تكون المنظمة قد شرعت بمبادرة جديدة ترمي إلى التقريب في مجال المعلومات الرقمية فيما بين المزارعين الأغنياء في البلدان المتقدمة والمجتمعات الريفية الفقيرة في البلدان النامية وذلك عن طريق الأساليب المتجددة في التكنولوجيا التي بإمكانها أن تزيد من إنتاج الأغذية بطرق مستديمة وسليمة من الناحية البيئية.
وتنص الاتفاقية على أن يكون المركز العالمي للمعلومات الزراعية "ويسنت" لدى المنظمة منبراً لنشر ودعم البرامج التي بدأها معهد ماساشوسيتس مثل "الحياة الرقمية" و "الأمم الرقمية" و "أشياء تفكر"، إذ ستتضافر جهود الجانبين لتكوين طاقات فعالة في مجالات ذات اهتمام مشترك، لا سيما برامج المنظمة، بما فيها تحسين الفرص للوصول إلى المعلومات لدى المنظمة في ما وراء شبكة الإنترنت، ومكتبة المنظمة، وأية نشاطات أخرى تعنى بها المنظمة ومركزها العالمي للإعلام الزراعي.
ومن بين الأهداف الرئيسية للتعاون بين المنظمة التي تعنى بالأغذية والزراعة ومعهد ماساشوسيتس المتخصص بالتكنولوجيا الإعلامية، هو استكشاف آفاق تطوير آليات التمويل الممكنة، والعمل في برامج ميدانية مشتركة وذات اهتمام مشترك، بالإضافة إلى استكشاف فرص العمل التعاوني الذي يمكن من خلاله الحصول على تمويل مشترك، فضلاً عن تنظيم ودعم مسيرة التنمية المشتركة لورشات العمل والدورات والبرامج التدريبية.
وهذه هي المرة الأولى التي سيتمكن من خلالها المزارعون والمجتمعات الريفية في الأماكن النائية والأقل تطوراً من استخدام تكنولوجيات المعلومات المتقدمة بواسطة البريد الإلكتروني أو الموقع على الإنترنت وذلك باستخدام أجهزة اتصالات لاسلكية صغيرة الحجم تعمل بالبطاريات أو بالطاقة الشمسية وبسعر منخفض جدا. وتمتاز هذه الأجهزة بقدرتها على الاتصال بشكل غير محدود عبر الإنترنت أو أي تكنولوجيات متجددة أخرى، للوصول إلى مختلف أنواع المعلومات بما فيها من مواد تربوية، ومشورات زراعية والأمن الغذائي وسلامة الأغذية وقضايا اقتصادية بالإضافة إلى معلومات حول فرص الوصول إلى الأسواق والتغذية والصحة العامة وغيرها.
واستناداً إلى مدير المركز العالمي للمعلومات الزراعية "ويسنت " في المنظمة فرانسيسكو بيريز تريخو، فأنه حتى الأميين من المزارعين في المناطق النائية والمعزولة سيكون بمقدورهم أن يجمعوا المعلومات ذات الصلة بعملهم اليومي ويستفيدوا منها، وسيتم نقل المعلومات وعرض أساليب التدريب عبر الصور والأصوات التي تؤمنها أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يمكن بواسطتها الوصول إلى معلومات ذات صلة بموضوعات واسعة بما فيها حالة المحاصيل والأسواق أو غيرها من المعلومات. ففي آسيا، على سبيل المثال، تستخدم المزارعات في الوقت الحاضر أجهزة لاسلكية لتبادل المعلومات حول مستويات مياه الري بهدف تحسين إنتاجهن من الأغذية.
وفي رأي الخبراء أن استخدام التكنولوجيا اللاسلكية التي طورها المختبر الإعلامي لمعهد ماساشوسيتس من شأنها أن تقلل من الفروقات في ما بين الأغنياء والفقراء، سيما وأن هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها في أقاليم نائية كما هو الحال في المدن الحديثة، وهي منخفضة التكلفة وبإمكانها أن تنتشر في كل مكان. ومن أهم ما يتميز به هذا المختبر هو أن أكثر من 90 في المائة من تمويله يأتي عن طريق القطاع الصناعي الخاص، وأنه يتلقى الدعم حاليا من 170 مؤسسة في مختلف أنحاء العالم.
وقال بيريز تريخو أنه سيتم إدخال أجهزة الاتصالات هذه التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في عدد من البلدان النامية وذلك من خلال مشروعات رائدة في المستقبل القريب، كما سيجري عرض تلك الأجهزة على الوفود المشاركة في مؤتمر القمة العالمي المقرر انعقاده في الفترة الممتدة من 5 إلى 9 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2001 في المقر الرئيسي للمنظمة بروما.