تناولت صحيفة هارتس في افتتاحيتها الصادرة اليوم العلاقات الأميركية- الإسرائيلية، وتحديدا علاقة إدارة بوش بحكومة شارون لاسيما بعد وضوح التباين إثر النزاع الذي نشب بينهما وجرى نقله مباشرة عبر شاشات التلفزة:
"الكراهية التاريخية التي أظهرتها ولا تزال الحكومات حول العالم تجاه العرق اليهودي تجلت هذا الأسبوع في النقل التلفزيوني الحي للنزاع الذي وقع بين الرئيسِ الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون.. نزاع& نشب خلال نقاشات عديدة في نهاية كل منها كان وصف للجانبين لها كـ" تبادل صريح للآراء يحدث بين صديقين لا يخفيان رأيهما عن بعضهما البعض".
نادرا ما نشهد تباينا في الآراء على هذا النحو بين رؤساء دول... ما يعكس بأن العلاقات الإسرائيلية الأميركية، أو على الأقل العلاقات بين بوش وشارون، تواجه أزمة.
من السهل رؤية الإدارة الأميركية الجديدة التي يقودها رئيس أظهر جليا عدم خبرته في العلاقات الخارجية، تتخذ خطوات مترددة في مواقع محددة ( لاسيما وأن العديد من التّعيينات المهمة لم يوافق عليها مجلس الإدارة حتى الآن).
فالرئيس بوش لا يملك خبرة أبيه الذي جاء إلى البيت الأبيض بعدما تدرب على العلاقات الخارجية وشغل منصب سفير بلاده في الأمم المتحدة وفي الصين، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" ونائب رئيس الولايات المتحدة.
وكان لبوش الابن تعرض متواضع لتعقيدات القضايا الدولية والصراع العربي الإسرائيلي. فقد سمع الرئيس جملا جوهرية متكررة مثل " نهاية دورة العنف" وتَأكيد "بذل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات بذله الجهد100%" في ما يتعلق بتحقيق المطالب الإسرائيلية.
وفي إصراره العلني على مخالفة تقييم شارون للوضع، أظهر بوش معارضته لآراء الموظفين في إدارته، من بينهم الأعضاء الدائمين في الدّولة ومن تبقى من إدارة كلينتون السابقة. وهو امر يمكن ملاحظته في تعليقات الناطقين الرسميين في إدارته منذ الخلاف المتلفز.
فعند مواجهة رئيس الولايات المتحدة رفض شارون قبول تسامح بوش مع عرفات وتضييقه الإطار الزمني للانتقال من العنف إلى الحوارِ الدّبلوماسي، تراجع الأول وانضم إلى صفوف المواجهة مع إسرائيل.
وعمد كولن باول إلى إصلاح الوضع عندما قال عشية توجهه إلى الشرق الأوسط بان "على شارون ان يكون الحكم ما اذا أوفى عرفات بوعوده" مع إبقائه على التفاهم المتبادل الذي يعمل على الحفاظ عليه مدير الـ"سي آي ايه" جورج تينيت.. وهو تصريح كان يجب الإدلاء عند الترحيب بشارون.
ولا يمكن حاليا تحديد موقف الولايات المتحدة إلا عند انتهاء جولة باول في الشرق الأوسط وبعد إنهائه محادثاته مع كل من عرفات وشارون.
بأي حال، وفي الكفاح بين الرّئيسِ الفلسطينيِ ورئيس الوزراء الإسرائيلي لإقناع الإدارة الأميركية والكونغرس والشعب الأميركي، على عرفات بذل المزيد من الجهد بتقديمه& براهين على الأرض، كعدد اقل من العمليات الهجومية والجرحى، قبل ان يعلن الرئيس الأميركي بان الأوان قد حان للتقدم إلى المراحل التالية في اتفاقية تينيت وتقرير لجنة ميتشيل".
والفائدة من تحديد الموقف الأميركي هي انه في حسابات عرفات، يفضل الزعيم الفلسطيني النزوع إلى الضرب والنقاش في ان معا. وحده وقف إطلاق النار يمكنه ان يعيد الحوار الدبلوماسي ثانية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحت إشراف أميركي فعال. ولا يخفى أنه متى حصل ذلك سيظهر جليا التفاوت في الآراء بين حكومة شارون وإدارة بوش."
(تعريب سهى زين الدين)