راجوري (الهند)- في كل مرة تقرر الهند وباكستان الكلام عن السلام يدب الذعر في نفوس القرويين الذين يقطنون على حدود كشمير المتنازع عليها ويفضل بعضهم حزم حقائبه والرحيل. فقد تركت بعض التجارب السابقة مرارة في حلق سكان هذه المنطقة الذين غالبا ما رأوا ان مبادرات السلام تتزامن مع اعمال عنف معادية. وفي هذا السياق شهد هؤلاء عام 1999 مواجهات مسلحة بين البلدين الجارين بعد اربعة اشهر على لقاء قمة بين قادة البلدين في لاهور (باكستان).
وقبل اسبوعين من قمة ستجمع في 15 تموز/يوليو المقبل في اغرا (الهند) رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف، يفضل بعض سكان منطقتي راجوري وبونش مغادرة المناطق الحدودية في كشمير.
وقال محمد اسلام ان "نصف افراد عائلاتنا ذهبوا الى جامو (العاصمة الشتوية لكشمير الهندية) والى اماكن اخرى اكثر امانا" معربا عن قلقه من حصول هجمات محتملة من قبل الانفصاليين المسلمين او تبادل اطلاق نار على الحدود.
ويعيش محمد اسلام في قرية على تلال بمبير غالي، على طول خط المراقبة، الذي يشكل حدود الامر الواقع بين كشمير الهندية وكشمير الباكستانية.
وخلال الشهر الماضي، شنت قوات الامن الهندية عملية "تمشيط" واسعة النطاق على تلال راجوري وبونش فقتلت اكثر من مئة مقاتل اسلامي معظمهم تسلل الى هذه المنطقة.
وقال منشي رام وهو رجل اعمال نقل عائلته الى منطقة اخرى، ان "المقاتلين سوف ينتقمون".
اما راتان لال الذي يقطن في قرية سورانكوتي وفضل الرحيل عنها ايضا، فقال "في كل مرة يكون هناك حدث على مستوى دولي له علاقة بكشمير، كنا نحن الذين نعاني".
والبعض الذي تمكن ربما من سماع النداءات الموجهة بواسطة مكبرات الصوت من المساجد في الطرف الاخر من الحدود توجه الى باكستان على امل ان يكون في امان اكبر.
وجاء في ارقام رسمية هندية ان اكثر من الف شخص انتقلوا الى باكستان خلال العام المنصرم في حين غادرت حوالى 500 عائلة قراها الى مناطق اكثر امانا في مدن كشمير الهندية بسبب استمرار الصراع.
وقال جيا لال الذي غادر مع زوجته واطفاله الثلاثة الى مدينة جامو "من الافضل العيش في ظروف سيئة هنا من العيش في خوف دائم وسط الجنود والمتمردين".
وتعيش عائلة لال حاليا في مستوطنة من الخيام على ضفاف نهر تاوي. وتضم المستوطنة حوالى الفي عائلة قدمت بمعظمها من منطقتي بونش وراجوري.
واكد الحاكم الاداري المدني في راجوري اصفنديار خان ان حركة نزوح السكان ليست نتيجة الخوف ولكن بالاحرى بسبب ظاهرة "النمو الاقتصادي في المدن".
وقال مسؤول حكومي فضل عدم الكشف عن هويته ان هذا التفسير يتيح للسلطات عدم دفع اي تعويض لهؤلاء الذين يغادرون قراهم.
وتدفع الحكومة الهندية مساعدة بقيمة 2300 روبية (50 دولارا) شهريا لعشرات الاف الكشميريين الهندوس الذين فروا من الوادي بعد بدء العصيان المسلح الذي اعلنه المسلمون في العام 1989 (&سوريندر اوبيروي: أ ف ب)
&