&
القدس - في ظل انعدام آفاق السلام، يغرق الفلسطينيون والاسرائيليون على ما يبدو في مزيد من العنف بعد كل عملية يقوم بها احد الطرفين فيرد الاخر بعمل انتقامي.
&ونقلت الاذاعة العامة عن مسؤول عسكري رفيع
سيارة احد مسؤولي حماس بعد تدميرها بصاروخ اسرائيلي
&المستوى قوله امس "نسير باتجاه انفجار الوضع".
&ومن جهتها، شبهت صحيفة "هآرتس" رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "بسائقين يتجهان احدهما نحو الاخر باقصى سرعة على طريق ضيقة على حافة الهاوية".
&وفي الواقع، فان وقف النار المعلن منذ 13 حزيران(يونيو)الماضي بات وهما في حين تزداد قائمة الضحايا يوما بعد يوم.
&وقتل اربعة اشخاص أخيرا بينهم ثلاثة فلسطينيين، هم شرطي ومنفذ عملية تل ابيب وناشط في حركة حماس، اضافة الى مقتل امراة من المستوطنين.
&وردا على ذلك، قصف الحيش الاسرائيلي ثلاثة مراكز امنية فلسطينية في الضفة الغربية ليل الاحد الاثنين فضلا عما اعلنه عن اعتقال فلسطيني كان يستعد لتنفيذ عملية انتحارية في تل ابيب.
&ولم يوقف الطرفان مفاوضات التسوية فقط وانما جميع الاتصالات الهادفة الى وقف العنف والسماح بمعاودة المحادثات.
&وكانت المفاوضات السياسية توقفت في آذار(مارس) الماضي مع وصول شارون الى السلطة على راس حكومة اتحاد وطني.
&ولم يتزحزح شارون عن موقفه حيال ما تعهد به اثناء الحملة الانتخابية من انه لن يجري "مفاوضات تحت نار" الهجمات الفلسطينية.
&ومن جهتهم، قرر الفلسطينيون اواخر تموز(يوليو) الماضي تعليق الاتصالات الامنية التي حصلت برعاية وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" وذلك احتجاجا على مواصلة اسرائيل عمليات تصفية الناشطين الفلسطينيين ونظرا لانعدام فاعلية هذه الاتصالات.
&ويعلق الفلسطينيون آمالهم في حصول تدخل دولي وخصوصا ارسال مراقبين.
&لكنهم يصطدمون برفض اسرائيل القاطع لذلك وغياب رغبة اميركية واضحة ترغم الدولة العبرية، الحليف التقليدي، على قبول ذلك.
&وعلى الصعيد الداخلي في اسرائيل، يتخوف شارون الذي يحظى بشعبية مرتفعة في استطلاعات الراي من انتقادات مصدرها المعسكر القومي المتطرف المؤيد له.
&ويدفع المتطرفون باتجاه شن هجوم شامل ضد السلطة الفلسطينية ويتهمون شارون بممارسة "ضبط النفس".
&الا ان وصول المفاوضات الى طريق مسدود معطوفا على تصاعد العنف دفعت ايضا بوزراء حزب العمل الى تاكيد اختلافهم عن الاخرين.
&وفي هذا الصدد، نقلت الصحف الصادرة اليوم عن وزير الخارحية شيمون بيريز قوله امام وزراء العمل ان "السياسة الامنية التي تتبعها الحكومة لن تقود الى اي مكان. يجب التفاهم مع الفلطسينيين على التقاسم ويجب ان تكون هناك حدود بين الشعبين".
&وبدوره، اعتبر وزير الدفاع بينامين بن اليعازر امس ان "لا حل عسكريا للنزاع" داعيا الفلسطينيين الى اقرار هدنة والعودة الى طاولة المفاوضات. وراى ان لا مفر من "العودة الى السبيل السياسي على اساس توصيات لجنة ميتشل".
&يذكر ان تقرير ميتشل الذي نشر في 21 ايار(مايو) يدعو الى وقف فوري وغير مشروط لاعمال العنف تليه فترة هدوء من ستة اسابيع ثم اجراءات لترسيخ الثقة بينها وقف الاستيطان الاسرائيلي واخيرا معاودة المفاوضات من اجل الوصول الى تسوية ترسم الوضع النهائي فى الاراضي الفلسطينية.
&(ا ف ب)